يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ مخططاته لعزل مناطق قطاع غزة عن بعضها البعض، وهدم البيوت والمباني السكنية وتجريف الأراضي بهدف إنشاء منطقة عازلة على طول حدود القطاع ومن جانبه أيضًا.
في هذا الإطار، كشفت القناة الـ14 الإسرائيلية، المقربة من اليمين الإسرائيلي، أن جيش الاحتلال بدأ بإقامة طريق مرصوف من شرق قطاع غزة إلى غربه، بهدف فصل شمال القطاع عن بقية أجزائه.
وقالت القناة، مساء أمس السبت، إن الطريق العرضي "794" يبدأ من منطقة مستوطنة "نحال عوز" في غلاف قطاع غزة، ويمتد غربًا إلى داخل القطاع وصولًا إلى البحر المتوسط تقريبًا، ما يعني قطع أواصر القطاع المنكوب.
يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي ببناء الطريق بهدف فصل شمال قطاع غزة عن بقية أجزائه
وأوضحت القناة بأن عشرات الآليات والشاحنات والمعدات الهندسية التابعة لسلاح الهندسة في جيش الاحتلال، بدأت قبل عدة أيام ببناء مصانع للحجارة وتكسيرها لإقامة هذا الطريق.
وقال قائد الكتيبة "601" التابعة لسلاح الهندسة القتالية في جيش الاحتلال، المقدم شمعون عوركابي، للقناة: "نحن الآن ضمن نطاق طريق نتسريم (مستوطنة إسرائيلية سابقة في قطاع غزة)، الذي يخلق حاجزًا بين شمال القطاع وبين منطقة الوسط والجنوب لحماية المنطقة والتوغل إلى المناطق التي يتواجد بها العدو، ومنع الحركة بين الشمال والجنوب والتحكم بها بشكل دقيق".
وأظهر فيديو بثته القناة تدمير قوات الاحتلال لجميع المنازل على يمين ويسار الطريق الجديد، الذي يشير إلى أنها تستعد للبقاء في قطاع غزة لفترة طويلة.
ويأتي بناء الطريق في وقت تواصل فيه "إسرائيل" عزل شمال غزة وتجويعه عبر منع إدخال المساعدات الإغاثية إليه، ما تسبب بانتشار المجاعة بين الأهالي الذين لم يعد لديهم ما يأكلونه بما في ذلك علف الحيوانات الذي سبق أن قاموا بطحنه وتحويله إلى دقيق لصنع الخبز منه والبقاء على قيد الحياة.
وتُعتبر محافظة شمال غزة من أكثر المناطق تضررًا من العدوان الإسرائيلي الهمجي على القطاع، إذ بلغت نسبة المباني المدمرة فيها 68 بالمئة، ومن المرجح أن ترفع هذه النسبة مع استمرار القصف وعمليات نسف المباني التي تنفذها قوات الاحتلال سواء لإنشاء المنطقة العزلة، أو الطريق المذكور سابقًا.
