26-يناير-2019

252 صياد سمك يمني لقوا حتفهم بنيران التحالف السعودي (نبيل حميد/ ألترا صوت)

بعد أن كانت مصدر أرزاقهم، تحولت السواحل الغربية لليمن إلى مقبرة لعشرات الصيادين، بسبب معارك الحرب المستعرة منذ ما يقرب من أربع سنوات.

بعد أن كانت مصدر أرزاقهم، تحولت السواحل الغربية لليمن إلى مقبرة لعشرات الصيادين، بسبب معارك الحرب المستعرة

ما بين نيران البوارج البحرية وقذائف الطائرات الحربية، والجَهد بحثًا عن لقمة العيش في عرض البحر، يعيش الصيادون اليمنيون معركتهم الخاصة، المميتة أكثر الأحيان في السنوات الأخيرة.

اقرأ/ي أيضًا: أسماك اليمن مصيرها التلف في شواطئ عدن

لم يعد بإمكان الصيادين الابتعاد كثيرًا عن السواحل، سوى كليومترات قليلة، خوفًا من أن يكونوا ضحايا نيران طائرات التحالف السعودي، أو أن يقعوا أسرى لدى إحدى البوارج الحربية الراسية في عرض البحر على مقربة من السواحل اليمنية.

ضحايا غارات التحالف السعودي

يوسف الزبيدي وهو أحد الصيادين الذين قابلهم "ألترا صوت"، قال إن عشرات من زملائه الصيادين لقوا حتفهم أثناء عملهم، بسبب غارات مقاتلات التحالف السعودي.

وفقد يوسف نفسه أربعة من أفراد عائلته كانوا يعملون في الصيد، حين استُهدف قاربهم بنيران إحدى طائرات التحالف السعودي.

صيادو السمك في اليمن
ليس بإمكان الصيادين اليمنين الابتعاد عن الساحل خوفًا من تعرضهم للقصف الجوي أو البحري

ويقول الزبيدي: "لا نستطيع الابتعاد عن الساحل سوى بضعة كيلومترات، خوفًا من استهداف الطيران أو أن نكون على مقربة من البوارج التي أصبحت مصدر رعب لنا".

إضافة إلى خطر الموت المحتمل طوال الوقت، فإن عدم القدرة عن الصيد بعيدًا عن الساحل، يعني قلة الصيد، فالمياه القريبة من الساحل ليست غنية بالأسماك لضحالتها.

ومع ذلك ليس أمام الزبيدي، وغيره الكثير من الصيادين، أي ملجأ آخر سوى البحر، للبحث عن قوت اليوم له ولأسرته: "أفضل الموت في البحر، على أن أموت أنا أو يموت أطفالي جوعًا".

سوق السمك

تحولت مدينة الحديدة لثكنة عسكرية، بعد أن كانت تسمى محليًا بـ"عروس البحر الأحمر"، وبالتبعية بات سوق السمك شبه فارغ من الزبائن والمتسوقين، بسبب خطورة السير في شوارع المدينة، وكذا بسبب الفقر الذي يعم البلاد كإحدى آثار الحرب.

لذا تحولت عمليات بيع السمك إلى مزادٍ علني، فأيًا كان ما سيدفع، سيباع به السمك، فالصيادون يبحثون عن لقمة العيش، والمشترين يبحثون عنها أيضًا، والحاجة دافعة إلى القبول بالحدود الأدنى.

"أعرض الأسماك التي جلبتها من البحر في مزاد، ومن يعطي أعلى سعر يحصل عليها"، يقول فرحان علي، أحد الصيادين الذين قابلهم "ألترا صوت" في سوق السمك بالحديدة.

وأيًا كان المبلغ الذي سيدفع، فهو بحكم الأمر الواقع مقابلٌ لا للبضاعة فقط، وإنما لرحلة محفوفة بمخاطر الموت دائمًا، يخوضها الصيادون.

باع فرحان علي كل بضاعته من السمك لليوم مقابل 30 ألف ريال يمني، أو ما يعادل 70 دولار أمريكي. غير أن هذا المبلغ ليس صافي ربحه، وإنما يشتمل على مصاريف القارب التي تحتاج إلى نحو 20 لتر من البنزين مقابل 10 آلاف ريال، إضافة أجرة العاملين معه على القارب، لكل شخصٍ أربعة آلاف ريال، فضلًا عن الضرائب، ويتبقى في النهاية ما يعيله وأسرته، حتى الصيدة القادمة.

مئات الصيادين القتلى والمصابين

وعن أعداد الصيادين الذين لقوا حتفهم بالغارات الجوية والبحرية للتحالف السعودي، قال محمد العاشق، نائب مدير جمعية الصيادين اليمنيين، إن العدد يصل إلى 252 صيادًا.

الصيادون في اليمن
استهدف التحالف السعودي أكثر من 205 قارب صيد يمني

وأشار العاشق في حديثه لـ"ألترا صوت"، إلى أن أكثر من 205 قارب صيد استهدف من قبل طيران التحالف السعودي والبوارج البحرية، ما أفضى لمقتل 252 صيادًا، وإصابة 207 آخرين.

محمد العاشق، نائب مدير جمعية الصيادين اليمنيين، في محافظة الحديدة،من جهته، بين، ل"ألترا صوت"، مقتل 252 صيادا إثر القصف الجوي والبحري للتحالف، وإصابة 207 صياد.

وليس القتل آخر ما قد يلقاه الصيادون اليمنيون في رحلاتهم للبحث عن قوت اليوم، بل والاعتقال كذلك في عرض البحر، فكما أخبر العاشق، فإن نحو 45 صيادًا محتجزًا لدى التحالف السعودي، و77 آخرين اعتقلتهم القوات الإريترية.

منذ اندلاع الحرب في اليمن، خسرت صناعة الصيد في محافظة الحديدة نحو مليار و740 مليون دولار، ومئات الصيادين ما بين قتلى ومصابين ومعتقلين

واختتم العاشق حديثه بالإشارة إلى أن صناعة الصيد في محافظة الحديدة، خسرت نحو مليار و740 مليون دولار منذ اندلاع الحرب التي تشهدها البلاد منذ قرابة أربع سنوات.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مسؤول أممي: الأزمة الإنسانية في اليمن هي الأسوأ منذ نصف قرن

نساء اليمن يقدن جهود البحث عن الرجال المختفين قسريًا في خضم الحرب