14-أبريل-2020

نال جيل ميلان الذهبي دوري أبطال أوروبا موسم 2007 (Getty)

مثّل جيل فريق إي سي ميلان لسنة 2007 الفائز بدوري أبطال أوروبا، جيلًا ذهبيًّا يصعب تكراره، لما اجتمع فيه من صفات التجربة والدهاء الكروي إن صح التعبير، فكل خطوط الفريق كانت مكونة من لاعبين راكموا تجارب كروية لسنوات طويلة، بل منهم من لعب كرة القدم لقرابة العقدين،  كانوا حينها في أعلى المستويات وأشدها تنافسًا واثارة.

كاكا وسيدورف

ومنهم من هم أغنياء عن التعريف أو الذكر، ويعتبرون مراجع كروية بما تحمله الكلمة من معنى، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، باولو مالديني ، أندريا بيرلو ، كلارنس سيدورف ، ريكاردو كاكا ، فيليبو انزاغي ... وقد لعبوا هم وأخرين دورا كبيرا ومؤثرا في فوز الفريق بذلك اللقب الخالد في الأذهان، حدث ذلك في عاصمة الفلسفة العالمية " أثينا "، بعد مشوار بطولي ساروا  به طيلة البطولة، وبتكاتف كل أفراد الفريق الذين اشتركوا جميعا في صفات حميدة  كان وجودها ضروريًّا مثل الإيثار، روح الفريق، القتالية، التضامن، المرونة، الحنكة، القيادة، الإبداع، إضافة إلى الثقة العالية بالنفس.

كاكا وإنزاغي، سيدورف وغاتوسو، مالديني ونيستا، خلفهم جميعًا الحارس ديدا.. نجومٌ لن يتكرّروا في عالم المستديرة

لهذا اللقب الأخير في مسيرة ميلان الأوروبية جنود مجهولون وجب ذكرهم، وذلك من باب الإنصاف لما قدّموه، وبذلوه خلاله من تضحيات وأشياء مؤثرة جدًا، ونحكي هنا عن أبرز أولئك النجوم:

اقرأ/ي أيضًا: حكاية اللونين الأحمر والأسود.. يومٌ للميلان وأيّامٌ عليه



1- باولو مالديني : والذي كان يمثل للفريق مدربًا ثانيًا داخل أرضية الميدان، بفضل تجربته وتمرسه الكبير جدًا والواضح للعيان، وكان في تلك السنة قد أمضى 22 سنة في الفريق الأول لميلان، وقد كان عضوا فاعلًا ومؤثرًا في كل أجيال النادي، إضافة الى روحه القيادية العالية، وروحه الإيجابية ونصائحه وتوجيهاته لكل اللاعبين.

كاكا 

2- ريكاردو كاكا: كان النجم البرازيلي عنصرا رئيسيًا في ذلك الانجاز الأوروبي المتميز، بفضل قيادته للفريق واستلامه دفّة وسط الميدان مع لاعبين اخرين، وأيضا مساهمته المؤثرة في الهجوم وصناعته للعديد من الأهداف، وتسجليه لأهداف مؤثرة كانت حاسمة في الكثير من المباريات، شكّل ريكاردو كاكا علامة فارقة في الفريق، وكان قائدًا حقيقيًّا له، فاستحق كل الثناء والتقدير من قبل الجميع حول العالم.

إنزاغي

3-  فيليبو إنزاغي:  كان ذلك المهاجم المخضرم والقناص قائد هجوم ميلان، ولتجربته وحنكته الأثر الكبير في حسم مقابلات كثيرة وهامّة، لما يمتاز به من صفات المهاجم النموذجي القادر على صنع الفارق في أي لحظة ، حيث شكّل كابوسًا مزعجًا لحراس المرمى وللمدافعين ولمدرّبي الخصوم، بسبب قدرته على التسجيل من أرباع الفرص وعدم يأسه واستسلامه في أعقد الظروف وأصعب المباريات، وهو بمثابة الأسد المنطلق دون هوادة، يكفي أنّه سجّل هدفي الفوز لفريقه في النهائي ضدّ ليفربول، والذي انتهى بفوز الميلان 2-1.

نيستا

وهنالك جنود آخرين لا يسعنا المجال لذكرهم كلهم ، ونخص بالذكر الحاريس البرازيلي ديدا، والمدافع الصلب أليساندرو نيستا، والمقاتل جينارو غاتوزو، والفنّان أندريا بيرلو، والهولندي المخضرم كلارنس سيدورف ، وبالطبع المدرب المتميز قائد الجوقة كارلو أنشيلوتي ...

بيرلو

وتعد سنة 2007 آخر أفضل سنة حقق فيها ميلان انجازات قارّية، حيث تمكن من الفوز أيضًا بالسوبر الأوروبية، وكأس العالم للأندية باليابان، وهي ثلاثة ألقاب كلها دولية وعالمية تقدر بالذهب في ميزان البطولات، وبقيت تلك السنة محفورة في تاريخ الميلان العريق، لكن منذ حينها لم يحقق الروزونيري شيئًا من الألقاب القارّية، واكتفى بلقب الدوري الإيطالي موسم 2010/ 2011، ولقبَي كأس السوبر الإيطالي 2011 و2016، ولم يعد النادي كما كان منافسا على شتى الألقاب المحلية والأوروبية ، وهو أمرٌ غريب عنه، لأنه فريق ألقاب والتاريخ يشهد على ذلك، لكن كل العالم وحتى منافسي النادي محليًا وأوروبيًا يتمنون رجوعه للمنافسة بقوة، اذ يشكل مرجعًا كرويًا غنيًا للجميع، وتواجده يخلق احتدام المنافسة والتشويق ، كما أن غياب الفريق عن دوري أبطال أوروبا لعدة أعوام متتالية هو نقطة سلبية، يجب أن يتم تداركها في أقرب الأوقات وقبل فوات الاوان، من أجل عودته لتوهجه المعهود وإبداعاته الجميلة.

كارلو أنشيلوتي

 الميلان ليس مجرد فريق كرة قدم، بل هو مؤسسة مستقلة بذاتها، لها أعمال وإبداعات اجتماعية، ثقافية، اقتصادية، دبلوماسية ، مجالاته لها تأثير كبير حول العالم، وهذا النادي هو أسلوب حياة يتبعه العديد من الأشخاص حول العالم من مختلف الأعمار والمستويات، استطاع بكرة القدم خصوصًا والرياضة عمومًا أن يجمعهم في إطار من القيم والمبادئ، مؤسسًا بذلك لمرجعية أخلاقية قل نظيرها، في جو يسوده التسامح والترحيب بالآخرين، والتعايش بين الأديان والثقافات، لذلك فهو أدى وما زال يؤدي الكثير من الأدوار السامية للرياضة، بكل نبل وتميّز وإبداع، ويستحق على ذلك كل الاحترام والتقدير والثناء والتصفيق.

اقرأ/ي أيضًا:

حكاية اللونين الأحمر والأسود.. متى يعود الميلان؟

حكاية اللونين الأحمر والأسود.. الثنائي برلسكوني-ساكي يقود الميلان لعصره الذهبي