26-مايو-2018

صراع المحاكم ينتهي لصالح أبل (رويترز)

حكمت المحكمة أخيرًا لصالح أبل في الدعوى القضائية المرفوعة منها ضد سامسونج على سرقاتها لبراءات الاختراعات التقنية الخاصة بالهواتف الذكية. يمثل الحكم كما وصفه أحد الخبراء "انتصارًا كبيرًا" لأبل وخسارة كبيرة لسامسونج، لكنه على الأرجح لن يوقف التنافس الضخم بينهما. المزيد من التفاصيل في تقرير لـ"The Irish Times" ننقله لكم مترجمًا فيما يلي:


 ربحت شركة أبل مبلغ 539 مليون دولار، أو ما يقارب 460 مليون يورو، كتعويض من شركة سامسونج، في خضم الصراع الأخير أمام المحاكم في الولايات المتحدة، بشأن تكنولوجيا الهواتف الذكية، بعد سبع سنوات من بدء معركة براءات الاختراعات العالمية.

ربحت أبل القضية التي رفعتها على سامسونج لانتهاك الأخيرة براءات اختراع أبل، وتلقت تعويضًا قدره 539 مليون دولار

وسعت شركة أبل للحصول على ما يقارب المليار دولار، أو حوالي 850 مليون يورو، أثناء إعادة الحكم في القضية التي صدر فيها حكم  بهذا المبلغ سنة 2012، في حين جادلت شركة سامسونج حينها بأنها يجب أن تدفع 28 مليون دولار فقط.

اقرأ/ي أيضًا: أسرار نجاح آيفون

وقررت هيئة المحلفين في المحكمة الفيدرالية بولاية كاليفورنيا، يوم الخميس الماضي، أن يكون التعويض على الأضرار فقط. وثبت بالفعل أن الشركة الكورية الجنوبية (سامسونج) انتهكت ثلاثة تصاميم مسجلة باسم شركة أبل، وهي تغطية الزوايا المستديرة لهواتفها، والحافة التي تحيط بالواجهة الأمامية، وشبكة الأيقونات التي يراها المستخدمون، واثنتان من براءات الاختراع، التي تحميان الطريقة التي تُستخدم وتعمل بها بعض الأشياء في الهواتف الذكية.

وقالت أبل في بيان صدر عنها بعد صدور الحكم: "إننا نؤمن بشدة بقيمة التصميم، وتعمل فرقنا بلا كلل على اختراع منتجات مبتكرة لكي تسعد عملائنا. كانت هذه القضية دائماً بشيء يتجاوز المال".

وكان السؤال الأساسي لهيئة المحلفين، هو ما إذا كان ينبغي على سامسونج دفع تعويضات على أساس مبيعات هواتفها الذكية، أم منتجاتها التي انتهكت براءات اختراع صناع الآيفون فقط.

وقُلص حكم هيئة المحلفين الذي صدر سنة 2012 وقيمته 1.05 مليار دولار من خلال إعادة محاكمة سابقة سنة 2013، إلى جانب الاستئنافات والتعديلات. بعد أن وافقت سامسونج على دفع تعويض عن بعض الأضرار، انتقلت القضية إلى المحكمة العليا في الولايات المتحدة عام 2016، وأعيدت إلى قاضي المقاطعة الأمريكية مع أمر بإعادة 399 مليون دولار من ذلك المبلغ.

الانتصار الكبير

وصف مايكل ريش، أستاذ القانون في كلية الحقوق بجامعة فيلانوفا في بنسلفانيا، الحكم الصادر لصالح أبل بـ"الانتصار الكبير"، مضيفًا: "كان من المفترض أن يكون الانتصار الذي حققته أبل متوجًا لما سبق أن فازت به. الحصول على ذلك الرقم في المحاكمة هو انتصار كبير مع الأخذ بعين الاعتبار أن المحكمة العليا قضت نظرياً ضدها".

الحكم بالتعويض "انتصار كبير" لأبل (NurPhoto)
الحكم بالتعويض "انتصار كبير" لأبل (NurPhoto)

وقال أيضًا: "إن ذلك يجعل الأمر بمثابة خسارة كبيرة لشركة سامسونج، ويظهر المجازفة التي جازفتها عبر مواصلة القتال. لم يحالف الحظ سامسونج مع لجنة المحلفين هذه المرة، وحصلت أبل على نسبة أكبر مما سعت إليه".

أبل وسامسونج هما المسيطرتان الرئيسيتان على سوق الهواتف الذكية، غير أن هناك بعض المنافسة من جهة هواوي وأوبو ضد سامسونج

دفعت شركة سامسونج لشركة أبل سابقاً 548 مليون دولار، أو 467 مليون يورو و399 مليون دولار، أو 340 مليون يورو، مقابل المنتجات التي انتهكت براءات الاختراع التصميمية، بالإضافة إلى تعديها على براءة اختراع في مجال الخدمات ولم يتم إدخاله ضمن القضية أثناء إعادة المحاكمة.

اقرأ/ي أيضًا: تفكر في شراء هاتف جديد؟.. إليك مقارنة بين أفضل 3 أنواع في الأسواق

وأعطت إعادة المحاكمة في قضية الأضرار أمام قاضي المقاطعة، لشركة سامسونج، فرصة لمجادلة  شركة أبل والاعتراض على استفادتها من جميع أرباح الهواتف المخالفة، والمطالبة باسترداد بعض الأموال على الأقل. وسيتم احتساب إجمالي تعويضات هيئة المحلفين  مقابل مبلغ 399 مليون دولار الذي دفعته شركة سامسونج.

وحققت شركة سامسونج أرباحًا بلغت 38.9 مليون دولار في يوم، أو ما يعادل 1.6 مليون دولار في الساعة، من مبيعات أجهزتها المحمولة، استنادًا إلى أحدث تقارير أرباحها الربع سنوية، وجزء كبير من ذلك الربح ناتج عن بيع هواتفها الذكية. ويعني ذلك سامسونج يمكنها دفع المبلغ لأبل في غضون نحو أسبوعين.

تحوّل في السوق

تحول المشهد التقني بشكل كبير منذ محاكمة 2012. وتوسعت أبل في خطوط آيفون لتشمل نماذج أغلى وأخرى أرخص. كما جددت أيضاً واجهة الهاتف برموز وألوان وحركات جديدة. بينما أضافت سامسونج نماذج جديدة مزودة بشاشات منحنية وأجهزة مسح قزحية تفادتها شركة أبل.

ولا تزال الشركتين متقدمتين بشكل كبير في المنافسة العالمية على مبيعات الهواتف، ولكن صانعي الهواتف الصينيين مثل هواوي وأوبو، بدأوا في التهام حصة سامسونج في السوق، بينما بقيت حصة أبل ثابتة إلى حد ما.

وفي الربع الأول من هذا العام، احتفظت أبل بـ16% من حصة الهواتف الذكية، في حين استحوذت شركة سامسونج على 23%، وفقاً لبيانات من شركة البيانات الدولية "آي دي سي". ويقارن ذلك مع 30% لشركة سامسونج و19% لشركة أبل في عام 2012، وهو العام الذي تمت فيه المحاكمة الأصلية.

لا تزال المنافسة حامية الوطيس بين أبل وسامسونج على سوق الهواتف الذكية (NurPhoto)
لا تزال المنافسة حامية الوطيس بين أبل وسامسونج على سوق الهواتف الذكية (NurPhoto)

وعلى الرغم من أن الحكم ليس مهمًا مقارنة بالحد الأدنى من أرباح الشركتين، إلا أن شركة أبل ظلت تدافع على مبدأها الذي كان على المحك. وبعد أن وقفت لجنة المحلفين عام 2012 مع شركة أبل، قال رئيسها التنفيذي، تيم كوك، إن الدعوى القضائية "تتعلق بالقيم"، وأن الشركة اختارت اللجوء للقانون على مضض بعد أن طلبت من سامسونج مراراً التوقف عن تقليد أعمالها.

في الربع الأول من العام الجاري استحوذت أبل على 16% من حصة سوق الهواتف الذكية مقابل 23% لشركة سامسونج

ورغم أن سوق الهواتف الذكية لم يعد ينمو، إلا أن أبل وسامسونج سيظلان على الأرجح متنافسين لعقود قادمة في فئات جديدة مثل السيارات ذاتية القيادة، ونظارات الواقع المعزز، والمكبرات الذكية، وبرمجيات الذكاء الاصطناعي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

غالاكسي إكس.. هل ستنجح سامسونج بإبهارنا بهاتف "قابل للطيّ" قريبًا؟

آيفون اكس.. أفضل هاتف أنتجته شركة آبل ورآه العالم حتى الآن!