19-ديسمبر-2016

سما الشيبي/ العراق

سأصبح "آخر" غيْرِي بُعيْدَ دقيقةٍ 
وسيصبحُ التَّاريخُ مرآةً مُقَعَّرَةً...
سأكبرُ لحظةً 
وأحنُّ للماضي البعيدِ!

قًبيلَ خمسِ دقائقٍ 
كنتُ الْتئامَ الطينِ بالشَّغَبِ الخَفيفِ..
الآنَ صرتُ مُحايدًا
ومُخاتِلًا.. 
يكفي ارتطامُ الوقْتِ بالجَسدِ النَّحيلِ
لكيْ يشيخَ القلبُ ثم يدبَّ فيه الماءُ/
ماءُ الحكمةِ الأولى.

لأنَّ الله يسكنُ في التّفاصيلِ الصّغيرةِ،
والمساءُ/مسائيَ المغموسُ في زيتِ الرَّتابةِ 
جاهزٌ 
للنّفخِ:
خرّ الوقتُ 
وانتصبَ المكانُ.

وكان يكفي أنْ أغيِّرَ موقعي في اللّامكانِ
لكَيْ
أبدِّدَ شبهةَ اللغةِ التي قدْ رافقتني منذُ هذا البدءِ.. 
لكنّ التَّحَلُلَ في المكانِ وفي الزّمانِ مهارةٌ لم أوتَها...

ولأنّ "كنْ" 
كانتْ تفيضُ على جوانبِ خِلقتي
أنجبتُ غيري من بقايا الطّينِ.. 
أعرفُ أنّ غيري من يُتِمُّ الآن هذا الشّعْرَ/
يغرفُ من مرايا النّهرِ/
يغطسُ في العبارةِ/
ثم يأتي آخرٌ
ليُتَوْئِمَ النثريَّ والشِّعْرِيَّ.

ينسدُّ الخيالُ لبُرهةٍ ويعودُ

يكفي أن أغير موقعي 
في بؤرةِ التّخييلِ: 
حتّى ينتهي دوري 
وتنكسرَ المرايا...

هكذا كلُّ الرُّواةِ أمامَ نهْرِ تَدَفُّقِ الرُّؤيا 
عَرايا!!

اقرأ/ي أيضًا:

وأحبَّ الحكاية!

نصف محترق.. نصف وحيد