22-ديسمبر-2015

دمرت الحرب ملاعب مدينة عدن(ألترا صوت)

انتشرت مئات الحفر الصغيرة في رمال الشريط الساحلي لمدينة عدن، جنوب اليمن، المسمى بساحل أبين، وكأن ألوية عسكرية من مئات الجنود مرت من هنا حديثًا. في الحقيقة، بأقدامهم الراكضة خلف الكرة، حوّل لاعبو كرة القدم في المدينة، الشاطئ إلى ملعب مفتوح، يتدفقون إليه كل يوم لإجراء تمارينهم وذلك بعد تدمير معظم الملاعب الرياضية ونوادي كرة القدم، جرّاء الحرب التي شهدتها عدن.

اتخذ لاعبو كرة القدم في عدن من الشاطئ ملعبًا لإجراء تمارينهم بعد تدمير معظم الملاعب بالمدينة 

يقول عباس صالح لـ"ألترا صوت": "أعشق كرة القدم ولا يهمني مكان اللعب، ما يهمني أن أحافظ على لياقتي وحركاتي التي تميزت بها والتي قد أخسرها مع كثرة الجلوس بالمنزل وعدم مزاولة الرياضة". ويضيف: "نضع أعمدة للمرمى في الشارع أو نغرسها في رمال الشاطئ ونشكل فرقًا رياضية من أصدقاء لنا أو من أشخاص لا نعرفهم ولا يجمعنا بهم سوى لعب الكرة، نختار فريقين للعب وفريقًا ثالثًا يقوم أفراده بأدوار الحكام والمراقبين ثم بعد انتهاء المباراة الأولى يدخل الفريق الثالث بدل المنهزم في مواجهة الفائز".

من جانبه، لا يعتقد مروان أحمد، لاعب كرة القدم، أن وضع الرياضة سيتعافى قريبًا في عدن. يقول: "يحتاج الدمار إلى فترة طويلة لإعادة الإعمار، والحل الوحيد المتبقي هو اللعب على الشاطئ". لا يوافقه عبد الفتاح عامر الرأي. وعبد الفتاح لاعب كرة قدم يطمح للاحتراف ويرى أن ذلك لن يتحقق إلا من خلال ناد رياضي. يضيف عبد الفتاح: "سأنتظر أن يفتح ناد رياضي قريبًا في المدينة لأتدرب معه وأحقق حلمي للاحتراف خارج اليمن".


دمرت الحرب ملاعب مدينة عدن(ألترا صوت)

في ذات السياق، يقول محمد حسن أبو علاء، نجم نادي الشعلة اليمني والمنتخب الوطني سابقًا: "نحن اللاعبين لم نتلق أجورنا منذ فترة طويلة وهو ما يشعرنا بالإحباط كما أن لياقتنا تدهورت مع سوء التغذية وعدم ممارسة التمارين منذ حوالي ثمانية أشهر". ويضيف: "نرجوا السلام لعدن ولكل اليمنيين فلا رياضة بلا سلام ولن نستطيع ممارسة رياضتنا دون السلام والأمن".

وتعتبر عدن إحدى المدن اليمنية الأكثر شهرة في المجال الرياضي. تعد عدن من أقدم المدن التي عرفت رياضة كرة القدم في شبه الجزيرة العربية إذ تأسس نادي التلال لكرة القدم سنة 1905. التقى "ألترا صوت" بعض المواطنين في المدينة والذين عبروا عن استيائهم بسبب غياب المقابلات الرياضية والتي كانت تبعث جوًا من التسلية في المدينة. يقول نبيل عوض، أحد متساكني المدينة: "أتمنى أن يؤهلوا ولو ملعبًا واحدًا ليقيموا به مباريات بين النوادي التابعة للمحافظات المحررة لكي نخرج من جو الصراعات الخانق والهموم الشخصية والأسرية".

من جانبه، يوضح محمد غانم، الأمين العام لنادي الشعلة، لـ"ألترا صوت": "استمرار الحرب في اليمن عائق كبير أمام أي رياضة، لا يستطيع الشباب الالتحاق بالنوادي، نحن في حاجة إلى حل سياسي نهائي ينهي الأزمة في اليمن حتى يعود الأمن والاستقرار وكذلك يتم إعداد الأندية وإصلاح الأضرار المادية من ثم ستعود كرة القدم إلى اليمن".

عن الأضرار التي تعرضت لها الملاعب والمنشآت الرياضية في مدينة عدن، يوضح عزام خليفة، مدير مكتب وزارة الشباب والرياضة بالمدينة: "تم تدمير المنشآت الرياضية الحكومية والأهلية واستخدم بعضها في القتال، المدينة الرياضية والتي تحتضن ملعب 22 مايو في حي الشيخ عثمان دمرت بالكامل مثلًا". ويضيف: "أكثر النوادي تضررًا بفعل الحرب هما ناديا التلال والميناء الرياضي ونحن بصدد النظر في مساعدة هذين الناديين وسنهتم بإعادة تأهيل المنشآت الرياضية في خطة تمتد لثلاث سنوات في حال توفرت الإمكانات، لكن في حال تواصلت الحرب فالأمر قد يتطلب سنوات أخرى".


دمرت الحرب ملاعب مدينة عدن(ألترا صوت)

اقرأ/ي أيضًا:

رياضيو اليمن.. إلى "الإسلام الجهادي" دُر؟

غموض يكتنف مصير طلاب اليمن في الخارج