28-مايو-2022
ليفربول

"Getty"

حقّق ريال مدريد لقب دوري أبطال أوروبا، بفوزه في المباراة النهائيّة على ليفربول بهدف وحيد، بطولة هي الـ14 في تاريخ الريال، ليؤكّد الميرينغي زعامته على القارّة العجوز.

ليفربول

هي مواجهة على عرشّ القارّة العجوز، الفائز سيفخر بسيادته طيلة عام كامل، والخاسر ستطاله خيبة لن تُمحى، ريال مدريد صاحب الـ13 لقبًا وسيّد المسابقة الأزلي، وليفربول الذي يملك ستّة ألقاب يودّ لو يعزّزها بسابع، يعدّل به رصيد الميلان كثاني أكثر الفائزين بذات الأذنين الطويلتين.

ليفربول

قاتل ليفربول هذا الموسم على جميع الجبهات، ظفر بكأس إنجلترا وكأس الرابطة، وتخلّف بنقطة عن مانشستر سيتي كلّفته خسارة البريميرليغ، طموح الرباعيّة التاريخيّة فشل وتبقّى الأمل بثلاثيّة تاريخيّة، على حساب خصم اسمه ريال مدريد.

ليفربول

النادي الملكي كسب لقب الليغا بكلّ جدارة، وأبهر الجميع بثلاث ملاحم كرويّة في دوري الأبطال، لقد حقّقت كتيبة أنشيلوتي ثلاث "ريمونتادا" تاريخيّة بموسم واحد، كلّها حدثت على التوالي أمام خصوم كبار، أقصى أحد أبرز المرشّحين لنيل اللقب باريس سان جيرمان، أتبعه بتشيلسي حامل اللقب، ثمّ أكمل أسطورته بتأهّل تاريخي للنهائي على حساب مانشستر سيتي، فيما لم يتعذّب ليفربول كثيرًا بالأدوار الإقصائيّة، تخطّى إنتر ميلان وبنفيكا وفياريال على التوالي.

ليفربول

ولأن مواجهة ملعب فرنسا الدولي بباريس تمثّل نقطة الفصل، يمحي كلّ فريق ذاكرته بهذه المسابقة في الموسم الحالي، ويتناسى كلّ قطرة عرق سُكبت في الطريق إلى النهائي، من أجل الاكتفاء بالتركيز على كلّ ثانية من اللقاء، علّ ذلك يؤدّي إلى ارتشاف كأس الأبطال.

ليفربول

آخر مرّة توّج فيها ليفربول باللقب كان عام 2019، حيث تفوّق على توتنهام بثنائيّة، كان ذلك بعد عام واحد من انتصار الريال عليه في نهائي كييف الشهير، فيما لم يُهزم ريال مدريد في أي مباراة نهائيّة خاضها في دوري الأبطال بالقرن الحالي، بل انتصر في آخر سبع نهائيّات خاضها بالبطولة، آخر هزيمة له بالنهائي كانت أمام ليفربول نفسه عام 1981، المدينة التي احتضنت هذا النهائي كانت باريس أيضًا.

ليفربول

هذه المدينة التي تفاخرت بقدرتها على تنظيم المباراة النهائيّة للموسم الحالي، في وقت تم وصفه بالقصير، رغم مرور أشهر على قرار نقل النهائي، بعد أن تم حرمان سانت بطرسبرغ من استضافة النهائي بسبب اجتياح روسيا لأوكرانيا، الفخر بإنجاز التنظيم تلقّى ضربة موجعة قبل بداية المباراة، سوء الإدارة أسفر عن تأجيل اللقاء لـ36 دقيقة، بسبب فوضى خارج الملعب وأعمال شغب متعلّقة بعمليّات غير شرعيّة لبيع البطاقات، آلاف دخلوا المدرّجات ببطاقات مزيّفة، وآخرون لديهم بطاقاتهم فشلوا في الحصول على مقاعدهم.

ليفربول

بدأت ليفربول المباراة بنوايا واضحة، هدفٌ مبكّر يربك حسابات الريال، والذي قابله بدفاع مطبق، علّه يمتصّ فورة البدايات، لكنّ محاولات الريدز لم تكن مجرّد بداية قويّة، بل واصل الفريق الأحمر زحفه على مرمى الحارس كورتوا، والذي تألّق بالتصدّي لكرة محمد صلاح، النجم المصري اكمل كرة عرضيّة من آرنولد وتابعها نحو الشباك، قبل أن ينقذ كورتوا الموقف.

ليفربول

لم ييأس ليفربول وواصل محاولاته الهجوميّة، فأمسك كورتوا بكرة ألكانتارا، كذلك تعامل مع كرة محمد صلاح من على حافّة منطقة الجزاء، فيما جرّب آرنولد حظّه بتسديدة من بعيد علت العارضة، وكان ليفربول قريبًا جدًّا من التسجيل، حينما تلاعب ماني بدفاعات الميرينغي داخل منطقة الجزاء، وصوّب كرة  تناوب كورتوا والقائم على إبعادها، مضت 20 دقيقة على البداية، وليفربول يصبغ الملعب بلونه الأحمر، ولكن دون جدوى.

ليفربول

حاول ريال مدريد لدغ الريدز بهجمات سريعة، لكنّ النادي الإنجليزي كان يقظًا، ثنائيّة صلاح- كورتوا تكرّرت مجدّدًا، ارتقى محمد صلاح لكرة عرضيّة أكملها برأسه قويّة، لكنّ الحارس البلجيكي كان بالمرصاد، فيما تدخّل ميليتاو بالوقت المناسب، وحوّل كرة ماني داخل منطقة الجزاء إلى ركنيّة، والتي كاد هندرسون أن يستثمرها بتسديدة مرّت بعيدًا خارج منطقة الجزاء، مرّت جوار القائم.

ليفربول

في لحظات الشوط الأوّل الأخيرة، كاد ريال مدريد أن يقتنص هدفًا وزنه من ذهب، حينما استثمر بنزيما ارتباك مدافعي ليفربول وحارسهم، وسجّل هدفًا سهلًا في الشباك، لكنّ تقنيّة الفيديو أثبتت تسلّل المهاجم الفرنسي، لينتهي الشوط بالتعادل السلبي، وينجو ليفربول من هدف كان كفيلًا في تغيير سيناريو اللقاء بشكل جذري، من الناحيتين المعنويّة والفنّية.

ليفربول

بداية الشوط الثاني، انحصر اللعب في وسط الميدان، وزاد الحذر الشديد بين الفريقين، وأسفرت معركة السيطرة على خط الوسط عن صراعات بدنيّة بين اللاعبين. رويدًا رويدًا تقدّم ليفربول نحو الأمام، فأبعد كورتوا عرضيّة من أرنولد قبل وصول الكرة إلى دياز، وطالب صلاح بركلة جزاء إثر لمسة يد من ألابا داخل المنطقة المحرّمة، لكنّ تقنيّة الفيديو كان لها رأيٌ آخر.

ليفربول

وبعد انتظار دام 59 دقيقة، اهتزّت الشباك أخيرًا، لوكا مودريتش بدأ هجمة من المناطق الخلفيّة، وصلت الكرة إلى فالفيردي الذي أرسل كرة عرضيّة على المقاس، أكملها فينيسيوس جونيور في الشباك، واضعًا الميرينغي بالمقدّمة.

ليفربول

حاول ليفربول أن يردّ سريعًا، محمد صلاح توغّل في خاصرة دفاع الميرنغي اليسرى،  وصوّب كرة رائعة تجاه المرمى، العملاق كورتوا تألّق في إبعادها، وكان صلاح قريبًا من تسجيل الهدف أكثر من أي وقت مضى، حينما وصلته كرة عرضيّة من جوتا، واجه بها الحارس، نجم اللقاء كورتوا ينقذ الموقف مجدّدًا.

ليفربول

انهمر سيل هجمات ليفربول، علّه يعدّل النتيجة قبل فوات الأوان، في وقت تماسكت خلاله القلعة البيضاء، وحصّنت دفاعاتها بشكل جيّد، مع الاعتماد على الهجمات المرتدّة، وكاد جوتا أن يعدّل النتيجة، حينما حرف تسديدة صلاح وغيّر اتّجاهها بغية خداع الحارس كورتوا، الأخير تعامل مع الكرة، قبل أن ينقذ مرماه من هدف محقّق، إثر تصدّيه لانفراد تام من محمد صلاح.

ليفربول

الحارس كورتوا مثّل عقدة حقيقية لمحمد صلاح طيلة أطوار اللقاء، جرّب المهاجم المصري التسجيل بيمناه ويسراه، وحتّى بكرات رأسيّة، حضر دائمًا نجم اللقاء الأوّل كورتوا، وقاد فريقه للقب هو الرابع عشر بالمسابقة، الريال سيّدًا أزليًا على أوروبا، وليفربول يفشل في الأخذ بثأره من هزيمة 2018.