25-مارس-2024
المنصات التعليمية وسلبياتها وفوائدها

المنصات التعليمية أحدثت ثورة كبيرة في تكنولوجيا التعليم

 

المنصات التعليمية هي إحدى الوسائل التي أصبحت متاحة في الآونة الأخيرة للتعلم عن بعد، بحيث أصبح بإمكان الطلاب الدخول إلى تلك المنصات وتلقي التعليم في بيئة تفاعلية متكاملة ذات مصادر متعددة، بحيث يمكنهم من خلالها التعلم دون الحاجة إلى مغادرة منازلهم، كما أنها وسيلة فعالة تستخدم أحدث الوسائل التكنولوجية لتقديم المواد التعليمية بأسلوب ممتع وجذاب للطلاب بحيث تساعدهم على تبادل الأفكار والمعلومات مع غيرهم من المتعلمين، وتمكن المعلمين من التفاعل مع طلبتهم وعرض الدروس بطريقة أكثر احترافية، وكغيرها من المنصات، فإن للمنصات التعليمية إيجابيات وسلبيات، وفي هذا المقال تفاصيل أكثر حول سلبيات المنصات التعليمية وفوائدها.

تعد المشكلات التقنية خلال التعلم عبر الإنترنت باستخدام المنصات التعليمية من أبرز المشكلات التي تواجه الطلاب

ما سلبيات المنصات التعليمية؟

بالرغم من الإيجابيات العديدة للمنصات التعليمية وما تقدمه للمتعلمين من فوائد، إلا أن لها بعض السلبيات، وفيما يأتي توضيح لأبرز سلبيات المنصات التعليمية:

  1. الشعور بالعزلة

إن التعلم عبر المنصات التعليمية قد يخلق لدى الطالب شعورًا بالعزلة، خاصة وأن التفاعل على أرض الواقع سيكون مفقودًا عند استخدام تلك المنصات في التعليم، فبالرغم من أن بعض الطلاب يفضلون التعلم المستقل، إلا أن بعضهم الآخر يجدون الراحة والسعادة في التواصل مع معلميهم وزملائهم في المدرسة أو الجامعة، وبالتالي فإن الاضطرار لاستخدام المنصات التعليمية سيخلق لديهم شعورًا بالابتعاد عن الجانب الاجتماعي، مما يؤثر في نفسيتهم.

وتجدر الإشارة إلى أن بعض المنصات التعليمية تعمل على سد تلك الفجوة الاجتماعية لدى الطلاب من خلال خلق مجتمع افتراضي يمكن للطلاب من خلاله التفاعل مع المعلمين والزملاء ومشاركتهم آراءهم وأفكارهم ضمن جلسات نقاش مباشرة، إلا أن هذا لا يغني عن التفاعل المباشر الذي توفره فصول التعلم التقليدية.

  1. الحاجة إلى الانضباط الذاتي

يفتقر بعض الطلاب إلى الانضباط الذاتي للتعلم واستخدام المنصات التعليمية للمشاركة في الدروس والبحث عن المعلومات بأنفسهم، إذ إنهم يحتاجون إلى ما يجبرهم على الانضباط من خلال الالتزام بدوام رسمي وجدول مخصص للحصص والدروس، وبدونه قد لا يلتزمون بجدولهم الخاص، مما يزيد من المسؤولية والضغط عليهم.

  1. الجلوس لساعات طويلة أمام الشاشة

إن استخدام المنصات التعليمية في التعلم الإلكتروني أو التعلم عن بعد يعني الحاجة إلى قضاء فترات أطول من الوقت أمام شاشات الحاسوب أو الهواتف الذكية، مما يعني الإصابة بآلام في العينين أو الرأس أو الجسد بصورة عامة، كما أن بعض الطلاب يجدون صعوبة في التركيز عند الدراسة أمام الشاشات، عدا عن أن استخدام الوسائل التقنية والإنترنت في التعلم يعني وجود مصدر لإلهاء الطلاب عن الدراسة سواء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو المواقع الترفيهية التي يمكن الدخول إليها بنقرة زر واحدة خلال وقت الدراسة، مما أدى إلى تصميم بعض المنصات بحيث تحتوي على أدوات وميزات تساعد الطلاب على البقاء متفاعلين ومنجذبين للحصص الدراسية خلال استخدامهم لتلك المنصات.

  1. التعرض للمشكلات التقنية

تعد المشكلات التقنية خلال التعلم عبر الإنترنت باستخدام المنصات التعليمية من أبرز المشكلات التي تواجه الطلاب، مما يعطلهم عن دراستهم، سواء أكانت تلك المشكلات في الصوت أو الفيديو أو الاتصال بشبكة الإنترنت، أو مشاكل في الأجهزة التي يستخدمونها، مما يعني إضاعة الكثير من الوقت في إصلاح تلك المشكلات للعودة إلى الدراسة عبر المنصة.

  1. الحاجة إلى التدريب المستمر للمعلمين

يحتاج المعلمون الذين يستخدمون المنصات التعليمية لتقديم المواد الدراسية للطلاب إلى تدريب مكثف ودورات تعليمية تؤهلهم إلى استخدام هذا النوع من التقنيات في التعليم، من خلال تعلم استخدام معدات الصوت والفيديو والفصول الافتراضية وبرامج تسجيل المحاضرات وبرامج إدارة التعلم، بالإضافة إلى تحقيق فهم عميق لأساليب التدريس الجديدة باستخدامها، مما يعني وجود تحدٍ أمام المعلم واستنزاف المزيد من المال والوقت والجهد في سبيل ذلك، لكن بالرغم مما يحتاج إليه التدريب إلا أنه سيؤتي ثماره في العملية التعليمية لاحقًا.

المواد الدراسية والدورات التدريبية المتاحة على الإنترنت ذات أسعار معقولة مقارنة بها على أرض الواقع.

ما إيجابيات المنصات التعليمية؟

فيما يأتي أبرز إيجابيات المنصات التعليمية:

  1. إمكانية التعلم في أي زمان ومكان

يمكن للطلاب من خلال استخدام المنصات التعليمية في الدراسة الوصول إلى المواد التعليمية في أي زمان ومكان، وحضور الفصول الدراسية في الوقت الذي يناسبهم، كما أنه يسمح للمدارس والمعلمين الوصول إلى شبكة أوسع من الطلاب بدلًا من التقيد بالحدود الجغرافية التي تفرضها المدارس، وبالإضافة إلى ذلك يمكن من خلالها حضور المحاضرات المسجلة وتخزينها ومشاركتها مع الطلاب الآخرين والرجوع إليها في أي وقت كان.

  1. الكفاءة في التعلم

 يوفر التعلم عبر الإنترنت من خلال المنصات التعليمية وسيلة فعالة لتقديم المواد التعليمية للطلاب، إذ يمكن للمعلمين استخدام الأدوات التعليمية التي توفرها تلك المنصات للتخطيط للدروس، وعرضها بطريقة تفاعلية وجذابة من خلال استخدام مقاطع الفيديو والبودكاست والصور والعروض التقديمية، الأمر الذي يساعدهم على الخروج من دائرة التعلم التقليدي والمحدودية في الأساليب الدراسية التي تؤدي بالطلاب إلى الشعور بالملل.

  1. تكاليف مالية أقل

إن التعلم عبر الإنترنت من خلال المنصات التعليمية يعني تكبد تكاليف مالية أقل بكثير مقارنة بالتعلم التقليدي، وذلك لأن الإنترنت يختصر المسافات بين المعلم والمتعلم، بحيث يمكن للطالب الوصول إلى المواد الدراسية عبر المنصات التعليمية من أي مكان في العالم دون الحاجة إلى الانتقال الجسدي إلى تلك الدول، مما يعني توفير الكثير من الأموال، بالإضافة إلى أن المواد الدراسية والدورات التدريبية المتاحة على الإنترنت ذات أسعار معقولة مقارنة بالمواد الدراسية الورقية أو الدورات التدريبية على أرض الواقع.

  1. إمكانية استخدام أساليب متنوعة في التعلم

تتيح المنصات التعليمية للطلاب تلقي العلم بأساليب تعلم مختلفة، فبعض الطلاب يفضلون التعلم البصري، فيما يفضل طلاب آخرون التعلم من خلال الصوت، وبالمثل، يفضل بعض الطلاب التعلم ضمن بيئة اجتماعية تفاعلية، فيما يفضل آخرون التعلم الفردي وذلك لأن التعلم الجماعي يشتت انتباههم، وبالتالي يمكن اختيار أسلوب التعلم الأنسب لكل فئة من تلك الفئات، مما يعني توفر بيئة تعليمية مثالية تناسب احتياجات كل طالب.

  1. التعلم بالسرعة التي تناسب الطالب

كل طالب لديه وتيرة خاصة في التعلم، فالبعض يمكنه التعلم بسرعة والبعض الآخر يحتاج إلى وقت أطول للتعلم، لذلك يمكن من خلال المنصات التعليمية ضبط وتيرة التعلم الخاصة بكل طالب بحيث يمكنه الدراسة ومراجعة دروسه وفقًا للجدول الدراسي الخاص به، بالإضافة إلى إمكانية اختيار الأسلوب التعليمي الذي يتناسب مع سرعته في التعلم، مما يتيح له التحكم المطلق في عملية التعلم الخاصة به.

  1. الوصول إلى مجموعة واسعة من المواد التعليمية والدورات التدريبية

توفر المنصات التعليمية إمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من البرامج التعليمية وعروض الدورات التدريبية، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من برامج الدرجات العلمية عبر الإنترنت؛ كالبكالورويس والماجستير في مجموعة متنوعة من المجالات التي توفرها الجامعات والكليات عبر منصاتها التعليمية، مما يتيح للطالب التعلم الذاتي وفق ما يختاره من برامج دراسية ودورات تعليمية في المجال الذي يتخصص فيه.
 

في الختام، يمكن القول بأن المنصات التعليمية أحدثت ثورة كبيرة في تكنولوجيا التعليم، بحيث أتاحت الفرصة أمام مجموعة أكبر من الطلاب للوصول إلى المواد التعليمية خاصة الطلاب الذين يعانون من ظروف خاصة تمنعهم من حضور الفصول الدراسية التقليدية، مما سمح لهم بالتعلم ضمن ظروف سهلة ومريحة، وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن التغلب على عيوب المنصات التعليمية بسهولة لتحقيق الاستفادة القصوى منها.