18-أبريل-2021

سايلا سوسيلْوتو (photo © Otava-Pekka Holmström)

سايلا سوسيلْوتو شاعرةٌ فنلنديّة من مواليد هلسنكي عام 1971. درست الأدب العام والفلسفة وعلم الجمال وتخرّجت من جامعة هلسنكي عام 2001. حازت مجموعتها الشعريّة الأولى "أجنحة وذيول" على جائزة كالِفي يانتي عام 2001، كما نالت جائزة فنلندا عام 2005 وترجمت قصائدها إلى نحو 14 لغةً أبرزها الإنكليزية والفرنسيّة والألمانية والروسيّة.

من أهم إصداراتها: أجنحةٌ وذيول 2001، عدو الكسوف 2005، دوغما 2012.


الزجاج المعشّق

في الحديقة، الطيور ذات رأسين. تشمخُ تويجاتُ الزنابق عاليًا وتمتدّ نحو الشمس، تتفتّح عميقةً وبرتقاليّةً كملابس الرهبان الفضفاضة، تمزّق الشمس بالبثورُ. تنمو الزنابق أزواجًا على كلّ ساق، وبدورها تنقسم إلى قسمين مرّةً أخرى، ومن كلّ واحدةٍ تولدُ أخرى كما لو أنّها من شجرة تفاحٍ مشذّبةٍ أو من شخصٍ مليءٍ بالأمل. تنبع الجروح من الأغصان، والأرض الممزّقة مثمرة، والمرأة عند القمر الجديد عندما يشكل النجم منجلًا فولاذيًا متلألئًا، عندما تكون الخطوة هشّة فوق الهاوية، عندما تصطدم السيارات الفضية باحمرار الدم وابيضاض الحليب، عندما تتكاثر الأنهار في أذرعها، عندما ينقسم أبو الهول إلى إنسانٍ وحيوان، والإنسان إلى رجلٍ وامرأة، والمرأة إلى بالغةٍ وطفلة، والطفلة إلى خير وشر. لا تتحدث عن الخير والشر. كل شيءٍ في النهاية يأخذ شكل الدموع والجواهر، وما يتبقى منا هو المطر. هذا هو قالب الكون، هذه هي الملاحظة الأخيرة.

 

بلاطات الخزف

ابنتي تنفخ الفقاعات حولها وتقول: الدلافين تنقذ المغنّية التي تغنّي في كلّ مرّةٍ وكأنها الأخيرة من أجل الفرح الخالص، من أجلِ السعادة، من أجل الحب البسيط لآخر الأغاني. أبحرتُ في قاربٍ على مياه حوضِ الاستحمام المموّجة بالمينا، أغنيتي عبارةٌ عن نايٍ وسيلوفونٍ واضح. عندما أغنّي، يشكّل الطحلب قلعةً وجدراناً وممرّاتٍ متعرّجةً يتردّد صدى صوتي فيها. أغني لأولئك الذين ولدوا من رغوة الصدَفة في آذانهم، ولمن لم يولدوا. أنا عشيقةُ قلعةٍ من الرغوة البخارية، مدبّرة منزلٍ فقيرة، عاملةٌ بارعةٌ محبوبةٌ من الآلهة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

آي: من امرأةٍ إلى رجل

إيثيريدج نايت: هايكو