30-مايو-2021

لوحة لـ علي النجار/ العراق

ابقي ساهرة أيتها الزينة

 

أيها الدرب لا تغلظ بالنزوح

إذا أردتَ أن تتهجّى النسيان فبقليل من التنصّل

إذا كان تعبُ الدروب لا بدّ من مناداته، فلا تضمّنه "لماذا" لأنه سيعكف على تقشيرنا

لا تحيله مراعيَ يجب استصلاحها، لا تعطّل ما ابتكرناه من الفؤوس لفرك التاج، لا تنتج ثمارًا وتعكف على ضمّها إلى الإبط

لا تقتنِ الوصول الذي يقرض سالكيه.

 

أنتَ تشهق بالأسماء وتشارك الهواء بنوافذها

تغلظ بالنزوح فانهمل شأن المكان الخالي والمصابيحُ فتور من يشعلها.

هل تنوي النزول من باحة الإهمال التي ارتضيتها مسكنًا

فتنال جائزة من سكنوا ألسنتهم وحشدوا أبصارهم مديحًا؟

كنتَ تستوثق الفقير من الكلام ليفصح الليل عن معناه

تعنِّف النشيد على قيلولة الذهب فيه

تردم الأحراش وما جاورها من فاكهةٍ تخون

إذا ازدهرت فيها أوقات النميمة.

يا أيها المصاب بالبلاد عندما يشير اليتم إلى مقام ينبذه الأغنياء

لا يزال هذا البصيص مقيمًا بفتيله

ينأى عن فصائل الدغل.

عليكَ أن تتقوّس كي تفوز

أمّا هذا الساهر من النسيم على حراستي، فهو سارق انسجامي مع الريح.

 

أجراس ساهية

 

سأكذّب الأجراس إذا ما قُرعت. تدقّ في فراغ الطبول تصهل بالحرمان مساءً عسى أن تخفّف قدوم الليل إلى ندائها الرتيب، أجراسُ نفير الرغبة هي. على من كان مثلكِ يذيع: إننا مقبلون على المياه الآسنة التي نجومها تفكيرٌ في هفوة مرموقة. أفعالٌ كثيرة ستسير نحو بطلان أحلامها دروعٌ حديدية ستفقد الحماية وتطلب نجدة القشّ ستتغيّر مشيئة النهر وبالتأكيد يتبدّل معنى الضفاف، القناطر الماء والعمران. هذا كلّه ستقرعه الأجراس بفصاحة النذير. هذه معارك صافية واضحة الحشود لا تقاتل فيها شائبة السلاح، فأين أعتدة الشاعر هنا؟ بعضهم يلحّ على الشاعر بالوصف، آمنًا به فإنه في دعة ما يشرح. حبورٌ نادرًا ما يدلهمّ في عداوة لا ينفصم سوقها مع الكساد. هناك من يعرف مصير الشاعر سلفًا: شجارٌ حميم مع خاتِم الطرق يغنّي دون تزويق ناهيًا الديباجة عن الحضور ولا يأتي أنبياء كثر بعده. في وصاياكَ أيها الشاعر الإنشاء، ختمُ الأستاذ في تعلّقك بالرعية ختمُ الطلاق مع الحبّ في القوّة الهائلة لدينا، نحن صنيعة الغرف المجاورة للمواهب كما تزعم، ختمُ الوهن. أيّ شيء لم يندحر بعد في الشاعر المختوم بالوصف؟ إذا تنمّلت الهمّة ملهمة الكسل لا تستيقظ إلاّ بعد نهوض عضلات فتوّتها ملء الغمد. لا ترميم لما لا يؤثث، الضيقُ سهلٌ عبوره أسيرُ معه قاصدًا الولادة، شاكرًا طفلًا شارك اثنان بإنجابه: القصاصُ من الخصب وأوان معتبر الأسف. ما أظلمَ السجود لبركة لا إياب للماء في قاعها، ما أوطأ الموعظة مدبرةً في الظلم. بئس العلو السلّم السفيه. آسفٌ، آسفٌ على مستنقعاتي، رُبَّ آسنٍ راكدٍ أرفع شهامة من جدولٍ يصبّ في البحر. كل صباح هو توقيت لصدّ الوعول عن جمجمة الشاعر. أعرف من الجسد مالكه يوجّهه أينما يشاء، أعرف من تبرّج الحجر إرثًا سافر التقاليد ومن عتيق الشعر الشاعر المسبوق دائمًا بالإنشاء غير مبالٍ بالعمق المحسّن للنصّ مبتهجًا بأنه طافٍ. هذا الشاعر هو نسيم منزوع الهبوب. رايةُ مَن تلك التي تسبق الناظر إليها، الجوع يأتيها كي تخفّف خفقانه على ساريتها ثم يشخر بعد لقائها. العراءُ يربّي شساعته فيصير الغلاف الحامي روّاد الحجر. الجوعُ وراية اندفاعي عكازةٌ وكشتبان هما الوقاية. ضفّتان تكتمان التعرية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

حربٌ تكتب يومياتها حربٌ أخرى

نحاربهم أيضًا بالأغاني والهاشتاغ

دلالات: