06-أكتوبر-2016

دبابة حكومية سورية من صنع روسي مدمرة على إحدى طرقات حلب (Getty)

هذا المثل معروف ومتداول بكثرة في مجتمعنا العربي والسوري وينطبق تمامًا على النظامين الروسي والسوري وميليشياتهما الطائفية صاحبة العنوان العريض والأبرز في ذبح وتشريد المدنيين وممارسة حرب الإبادة في حلب بعد الفشل الذريع للرئيس الأمريكي الراحل قريبًا عن البيت الأبيض باراك حسين أوباما في مناقشاته السياسية لوقف الأعمال العدائية وإعلان أمريكا وقف تلك المداولات المغطسة بالكذب والخداع والمراوغة.

روسيا على يقين بأن الأمريكيين إذا أرادوا شيئًا نالوه بقوتهم التي لا تضاهيها قوة في العالم

واليوم تعاود الولايات المتحدة وعلى نطاق واسع وبالتعاون مع حلفائها الأوروبيين لتنسيق موقف موحد وداعم لطرح عدة خيارات ومنها فكرة توجيه ضربات محدودة لعدد من مواقع النظام السوري والتعامل الجدي مع روسيا وكبح جماحها بعدما عاثت قتلًا وتدميرًا وفسادًا في سوريا الجريحة التي ذاقت مر الكأس وغرقت في بحار من الدم، وما جرى في حلب خلال الأيام الماضية من مجازر دموية أكبر برهان على سياسة التعنت الجهنمي التي تنتهجها روسيا المحتلة.

اقرأ/ي أيضًا: سوريا.. الخطة الأمريكية البديلة تعود للواجهة

الإدارة الأمريكية ومنذ انطلاقة الثورة السورية المباركة وحتى اللحظة تمانع في دعم المعارضة بالسلاح النوعي كالصواريخ المضادة للطائرات والتي تُحمل على الكتف، وكانت ترفض إنشاء منطقة آمنة للمدنيين فكيف بها تخاطر في أشهرها الأخيرة؟ وقد تكون اليوم أكثر جدية من وقت ولى لردع روسيا التي تهيمن على النظام وتسيس الاتفاقات على هواها خاصة بعد إعلان موت العملية السياسية بفعل الخداع الروسي لجميع الأطراف المشاركة في العملية السياسية.

ولدى سماع روسيا وحلفائها بالتصريحات والتعليقات والدراسات الأمريكية وتزامنها مع اجتماع أوروبي بهذا الشأن في برلين واجتماع الكونغرس الأمريكي، ولأن روسيا على يقين بأن الأمريكيين إذا أرادوا شيئًا نالوه بقوتهم التي لا تضاهيها قوة في العالم، وما كان لولا إدراكهم بأن أمريكا تتحرك بما يوحي بعمل لإيقاف التمدد الروسي في سوريا عند حده بعد أن صال كثيرًا وجال دون التفاتة للمجتمع الدولي ما جعل روسيا تسارع للتخفيف من حدة الغضب الأمريكي بعد تعليق محادثاتهما السياسية وخشية من جدية ما بين سطور التهديدات الأمريكية.

فقد أصدرت بيانًا قرأته قوات الجيش الأسدي يقضي بتقليص عدد الضربات الجوية والمدفعية وذلك بعد النجاحات التي حققتها القوات المسلحة في حلب وقطع طرق الإمداد للإرهابيين وتدمير مواقع الإرهابيين وحرصًا منها على تحسين الحالة الإنسانية للمدنيين في حلب وللمساعدة في خروج من يرغب من المواطنين باتجاه المناطق الآمنة وهذا يدعو للضحك فهي تطبق المثل القائل: يقتل القتيل ويمشي في جنازته. فهي أصل الإجرام ورأس الإرهاب الذي يفتك بأطفال ونساء سوريا ثم تنادي باسم المدنيين وتحسين الحالة الإنسانية وتعادي الإرهاب وتحصر خصومها بصفة الإرهاب، الذي وليس للمصادفة لا يتفوق عليها فيه أحد.

اقرأ/ي أيضًا:
هل تعزل موسكو نفسها دوليًا؟
"الخوذ البيضاء"... أبطال حقيقيون وأمل مستحيل