26-نوفمبر-2019

افتتاح خليجي 24 في استاد خليفة الدولي (Getty)

قلب المنتخب العراقي التوقّعات، بعدما حقّق فوزًا هامًا على شقيقه القطري، في اللقاء الافتتاحي من كأس الخليج بنسختها الرابعة والعشرين المقامة في قطر، في بطولة افتتحها رسميًا سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني مساء الثلاثاء.

"باسم كلّ قطري، نرحّب بالجميع، في دوحة الجميع"، بهذه الكلمات المعبّرة افتتح الأمير تميم بن حمد آل ثاني النسخة الرابعة والعشرين من كأس الخليج في استاد خليفة الدولي بالدوحة، وحضر حفل الافتتاح الأمير الأب حمد بن خليفة آل ثاني، واقتصر الحفل على فعّاليات مختصرة وتحمل طابعًا تراثيًا وعربيًا معبّرًا، تخللته عرضة قطرية واستعراض أعلام الدول المشاركة، ترافق ذلك مع أغان وألحان خليجية وقطرية.

تتسم كأس الخليج بأهمّية بالغة من قبل كافّة الدول المشاركة عبر تاريخها، وعلى الرغم من عدم إدراجها ضمن بطولات الفيفا، إلا أن هذه الكأس التي بدأت نسختها الأولى عام 1970، أصبحت هاجسًا لدى الفرق الخليجية من أجل الظفر بها. وقد ساهمت هذه البطولة بشكل كبير في تطوير الكرة العربية بشكل عام، والخليجية بشكل خاص، لذلك يعدّ الظفر بها حلمًا لكل الفرق، والمشاركة فيها فرصة كبيرة لصناعة الأمجاد بالنسبة لكثير من أجيال المنتخبات الكروية.

اقتنصت العراق أوّل 3 نقاط في كأس الخليج على حساب العنّابي، بعد افتتاح مميّز ومعبّر للنسخة الـ24 من البطولة

وعلى هذا الأساس باتت الدوحة قِبلة للخليجيين في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، في اختبار هام لحسن استضافتها للوافدين قبيل الامتحان الأهم، ونتحدّث هنا عن مونديال قطر 2022. الظروف مثاليّة للغاية من أجل الخروج بأفضل النسخ في تاريخ كأس الخليج، كلّ الدول أعلنت مشاركتها في هذا الحدث الرياضي البارز، إذ عادت دول السعودية والإمارات والبحرين عن قرارها في عدم المشاركة، وقرّرت الغوص في معترك التنافس الرياضي الجميل، فوُزّعت المنتخبات الخليجية المشاركة على مجموعتين، تضمّ كلّ واحدة 4 فرق، يتأهّل أوّل اثنين منهما إلى الدور نصف النهائي، وضمّت المجموعة الأولى فرق قطر والعراق والإمارات واليمن، فيما حوت الثانية فرق الكويت والسعودية وعمان والبحرين.

اقرأ/ي أيضًا: أسود الرافدين تَسود ..انتصار تاريخي للعراق على إيران

أراد المنتخب القطري بطل آسيا، أن يختم هذا العام التاريخي في مسيرته برفع كأس الخليج على أرضه أمام جماهيره، والفوز على المنتخب العراقي في المباراة الافتتاحية يمثّل خطوة سديدة نحو ذاك السبيل. وعلى الرغم من أن كل مجموعة يتأهّل منها فريقان اثنان، لا بدّ لكتيبة فيليكس سانشيز أن تقتنص النقاط الثلاث كي تضع قدمًا لها في مربّع الكبار، كلّ المؤشّرات دلّت على قدرة المنتخب القطري أن يحقق الانتصار على ضيفه العراقي، هذا الأخير الذي انتشى قبل أيام قليلة بفوز تاريخي على منتخب إيران، ضمن التصفيات المشتركة لكأس آسيا 2023 وتصفيات كأس العالم 2022. في هذه الظروف الرائعة للعراقيين كانت الرغبة شديدة في تحقيق النتائج الإيجابية، وأول الغيث هو الظفر بالنقاط الثلاث من القطريين، والذين كانوا سببًا في خروجهم من دور الستة عشر في نهائيات كأس آسيا، إنّها فرصة لأخذ الثأر.

دخلت قطر اللقاء بقوّة ودون مقدّمات، وقضت على الأعراف المتبعة في المباريات الافتتاحية، بل دخلت المواجهة دون جسّ نبض وهاجمت منذ الثواني الأولى، هجمة هنا وأخرى هناك، لكنّ تماسك الدفاع العراقي حال دون تحقيق المبتغى، فمنذ الدقيقة الأولى تصدّى الحارس العراقي لتسديدة أكرم عفيف، والذي استغلّ تمريرة يوسف عبد الرزاق العرضية على أتم وجه، كذلك ختم المعزّ علي لعبة ثنائية مع خوخي بوعلام بتسديدة خطيرة للغاية، انحرفت عن القائم الأيسر للحارس العراقي جلال حسن، هذا الأخير تصدّى باقتدار لكرة كريم بوضياف القوية من خارج منطقة الجزاء.

اقرأ/ي أيضًا: بشباك نظيفة.. العنّابي يكمل عقد المتأهّلين إلى ربع نهائي كأس آسيا

كانت المحاولات العراقية خجولة إذا ما تمّت مقارنتها بالهجمات القطرية، وعلى عكس مجريات اللقاء افتتح العراقيون أهداف خليجي 24، عندما رفع محمّد قاسم كرة عرضية باغتت دفاع العنابي، وسلكت طريقها نحو الشباك في الدقيقة 18. هدفٌ قلب الأمور في المباراة رأسًا على عقب، حيث امتلك العراقيون الثقة، وسيطروا على خطّ وسط الملعب، وبدأت الأمور تميل لصالحهم، وختم صاحب الهدف الأوّل محمّد قاسم هذه السيطرة بتسديدة رائعة هزّت شباك العنابي في الدقيقة 27، ومنذ تلك اللحظة استفاقت كتيبة سانشيز من الصدمة، وبدأت حملات الهجوم الشرسة على المرمى العراقي.

حال الحارس العراقي جلال حسن دون تسجيل أي هدف للقطريين في الشوط الأوّل، وأنقذ مرماه غير مرّة من كرات المعز علي ورفاقه، ما جعل العنّابي يعوّل كثيرًا على بداية مثالية في الشوط الثاني، هدفٌ مبكّر قد يكون سببًا في إعادة المباراة لنقطة البداية، وهو أمر حدث بالفعل، حيث أخطأ الدفاع العراقي في تشتيت كرة عبد الكريم حسن العرضية، فسنحت الفرصة لعبد العزيز حاتم كي يصوّب كرة سدّدها في حلق المرمى، هدف تقليص الفارق أعاد الإثارة للمباراة، الوقت ما زال طويلًا على التنبؤ بهوية المنتصر.

أدرك مدرّب العراق كاتانيتش أن فتح اللعب لن يكون في صالح فريقه، فحاول جاهدًا تهدئة الأمور في وسط الميدان وقتل المباراة، وكاد المدافع العراقي أمجد عطوان أن يفسد مخطّطات مدرّبه بتسجيله هدفًا في مرماه بالخطأ، لكنّ العارضة أنقذت الموقف، وتكفّل الحارس العراقي المتألّق في قيادة فريقه نحو الفوز، عندما أنقذ مرماه من كرة رأسية لخوخي بوعلام، واستغلّ ارتباك المهاجم المرتبك المنفرد به محمد مونتاري، وقبض على الكرة قبل تمريرها لزميل مونتاري المنفرد بالمرمى الخالي من الحارس، لتظفر العراق بثلاث نقاط هامّة في مسيرتها بكأس الخليج، فيما على العنّابي أن يقاتل بشراسة في المباراتين القادمتين أمام اليمن والإمارات، من أجل الحفاظ على حظوظه في الوصول إلى الدور نصف النهائي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

روعته ببساطته وشموله.. الكشف عن شعار كأس العالم قطر 2022

عودة تاريخية لبطل آسيا.. قطر ترفض الهزيمة في ظهورها الأوّل بكوبا أمريكا