17-يونيو-2019

بداية تاريخية للعنابي في كوبا أمريكا (Getty)

رفضت قطر الهزيمة في أولى مبارياتها بكأس كوبا أمريكا، بعدما قلبت تأخّرها أمام الباراغواي بهدفين دون رد، إلى تعادل بنتيجة 2-2، بذلك نال بطل آسيا أولى نقاطه في ظهوره الأوّل بالبطولة، في المجموعة التي تضمّه بجوار الباراغواي والأرجنتين وكولومبيا.

أرادت قطر من المشاركة في كأس أمريكا الجنوبيّة كسب مزيد من الاحتكاك والخبرة للاعبين الذين عليهم الاستعداد جيّدًا لكأس العالم 2022، فبعدما تألّق العنّابي في الإمارات ورفع كأس آسيا زادت مسؤوليّاته أمام جماهيره التي تطمع أن لا تكتفي قطر في 2022 بالمشاركة والاستضافة، بل عليها أن تكتب التاريخ الكروي أسوة بما فعلته في الإمارات، لذلك شكّلت مشاركة الفريق فيا كوبا أمريكا اختبارًا حقيقيًا للفريق الذي لن تتاح له فرصة أفضل من ذلك، فسيواجه منتخبات تقتتل من أجل نيل النقاط في بطولة رسميّة وليست بالودّية.

عادت قطر للمباراة بعد تأخّرها أمام الباراغواي بهدفين، وأمتعت المتابعين بمستواها المتميّز في أولى مشاركاتها بالبطولة

لذلك نظرت قطر لمواجهة الباراغواي من جهتين، الأولى تعني بكسب الاحتكاك وخبرة المباريات في بطولات هامّة كهذه، واختبار اللحظات الصعبة وغير المتوقّعة في المباريات أمام كبرى منتخبات العالم وأعرقها، والجهة الثانية تتعلّق بحسابات المشاركة المشرّفة في البطولة من ناحية الأداء والنتائج، فهو بطل آسيا ويمثّل منتخباتها، وعليه أن يدخل مواجهة الباراغواي في الماراكانا بشخصيّة تجبر الجميع على احترامه، ولم لا يفكّر في المنافسة على الحضور في دور الثمانية، سيّما وأن المجموعة الصعبة تضم الأرجنتين المقهورة من كولومبيا، وهنا سيكون من شبه المؤكّد أن الباراغواي هو الخصم الأقل صعوبة في هذه المجموعة، فلم لا يستغلّ العنّابي الفرصة، ويدخل التاريخ من بوابة الماراكانا.

اقرأ/ي أيضًا: استعدادات المنتخبين لكوبا أمريكا.. البرازيل تفوز على قطر ودّيًا وتخسر نيمار

 دخلت قطر أولى مواجهاتها أمام الباراغواي بشكل غير متوقّع، بان الارتباك على نجوم بطل آسيا أمام خصم خبير وعريق، ولم تمرّ ثوان على بداية المباراة حتّى كاد الحارس أن يتسبّب بهدف في مرمى فريقه، لأن سعد الشيب مرّر الكرة لمهاجم الباراغواي قبل أن يتدخّل الدفاع وينقذ المرمى، دقيقتين بعد ذلك وترتطم تصويبة مهاجم الباراغواي بيد المدافع القطري بيدرو ميغيل، فمنح الحكم ركلة جزاء نفّذها بنجاح المخضرم أوسكار كاردوزو، والذي أصبح ثالث أكبر لاعب يسجّل في المسابقة بعمر يزيد عن 36 عامًا ب26 يومًا.

 كانت دقائق المباراة الأولى عصيبة على القطريين، فلم تمرّ بسلام وتسبّبت بتأخّر العنّابي بهدف أمام الباراغواي، ومع مرور عشر دقائق فقط على البداية دخل بطل آسيا أجواء اللقاء وفرض أفضليّته على خصمه، وكاد أن يسجّل هدف التعادل في ثلاث مناسبات على الأقلّ، لكنّ الحظ العاثر وتألّق حارس الخصم وتسرّع المهاجمين حال دون ذلك، حيث لم يحسن حسن الهيدوس التعامل مع كرة عرضيّة تلقّاها من عبد الكريم حسن، فذهبت سدى أمام المرمى الخالي، وتألّق الحارس فيرنانديز بشكل لافت في التصدّي لكرة عبد الكريم حاتم من المربّع الصغير داخل منطقة الجزاء، كما جرّب عبد الكريم حسن حظّه بتسديدة قويّة من خارج الجزاء لكنّها علت العارضة، وقبل نهاية الشوط الأوّل بلحظات أهدر المعز علي انفراد تام أمام المرمى بعد تألّق فيرنانديز في الذود عن مرمى الباراغواي، لينتهي الشوط الأوّل باستحواذ وأفضليّة للعنّابي، وتقدّم الفريق اللاتيني بهدف وحيد.

اقرأ/ي أيضًا: وجّهت إنذارًا لكلّ القارّة.. كولومبيا تصفع الأرجنتين في أولى جولات كوبا أمريكا

تكرّر سيناريو الشوط الأوّل في النصف الثاني من المباراة، أفضليّة الباراغواي في الدقائق الأولى وصحوة قطرية بعد ذلك، حيث سجّل أوسكار كاردوزو الهدف الثاني مستفيدًا من كرة عرضيّة، قبل أن يلغي الحكم بداعي التسلل مستعينًا بتقنية الفار، دقائق قليلة بعد ذلك وينجح ديرليس غونزاليس في تسجيل الهدف الثاني من تسديدة قويّة لم ينجح سعد الشيب في حماية شباكه منها، الدقيقة صارت 56 والعنّابي متأخّر بنتيجة 2-0 في مواجهته الأولى بالبطولة، عليه أن لا يستسلم ويظهر بثوب بطل آسيا، وهو ما حدث بعد ذلك.

حاولت الباراغواي الحفاظ على تقدّمها، في وقت جاهد فيه العنّابي لتذليل الفارق، ومع وصول المباراة للدقيقة 68 نجح المعز علي بتسجيل هدف تقليص الفارق بتسديدة مقوّسة رائعة من خارج منطقة الجزاء، عانقت شباك الحارس فيرنانديز، وجعلت المعزّ هداف كأس آسيا أوّل قطري يسجّل في كوبا أمريكا، منح هذا الهدف رفاق الهيدوس مزيدًا من الأمل لكسب نقطة ذهبية من براثن الباراغواي، وأسفر الضغط العنّابي المتواصل عن هدف التعديل في الدقيقة 77، عندما ختم بوعلام خوخي جملة تمريرات رائعة وأنهاها في الشباك، وفيما تبقّى من وقت كادت قطر أن تسجّل هدف الفوز لولا تسرّع المعز علي في التمرير لعفيف بالوقت بدل الضائع، لينتهي اللقاء بتعادل ثمين للمنتخب القطري، والذي لم يكتفِ بتحصيل نقطة ذهبيّة بعد تأخّره بهدفين، بل أمتع الجميع بمستواه المتقدّم في المباراة التي تفوّق في أكثر أطوارها على خصمه الخبير.

 

اقرأ/ي أيضًا:

إنفوغراف النسخة المئوية لكوبا أمريكا

إنفوغراف: حكاية "الفتى الزجاجي" نيمار مع الإصابات