18-أكتوبر-2016

قحطان الأمين/ العراق

هل شممت جلدك يحترق؟
أفترض أزرارًا لكتلة الفحم التي بين يديك وأفتحها برفق
كم أزحت بجزمتك قطع مخ صغيرة وأصابع وعيون... من الأسفلت إلى المجاري؟
لا تبحث عن عنوان أو هوية 
لا أحد يعرف وجه أحد هنا 
هل عثرت في الظلمة يومًا بجثة وقلت في نفسك هذه حفرة ماء؟
لا تفتح جثتين مُتلاصقتين لأخوين ذابا في طريقهما من المدرسة إلى البيت 
أتعرف الوقت الذي يفصل بين سيارتين مُفخختين في مكان واحد؟
يقول الناس:
هذه الأيام
دموعنا أكثر فائدة من السابق 
فعندما نقف على الانفجارات والحرائق
يأتي رجال الإطفاء ويربطون الخراطيم بعيوننا 
نبدأ بالبكاء 
ليواصلوا عملهم 
هل تدري لماذا نكره الأشجار التي تتربى في البساتين أو خلف أسيجة الحدائق أو على شرفات البيوت، ونحب الأشجار البرية التي تكبر وحدها في الغابات والبراري، الأشجار التي لا تطعم الإنسان؟
انظر إلى الدخان الذي يرتفع كل يوم من جثثنا التي تحترق 
الدخان الذي صار غيمًا وسقى الأشجار التي تطعمنا.

اقرأ/ي أيضًا:

لا مجانين في "مونو"

قصائد غسلتني من الدم