07-يوليو-2023
gettyimages

الإدارة الأمريكية قالت إنها لم توافق على إجراء المفاوضات غير الرسمية (Getty)

بالتوازي مع مسار الحرب والمحادثات الرسمية القليلة دشّن عدد من الدبلوماسيين الأمريكيين ما يعرف بدبلوماسية المسار الثاني عبر فتح قنوات حوارية سرية مع دبلوماسيين ومسؤولين وشخصيات غير رسمية روسية من أجل وضع الأساس لمفاوضات محتملة لإنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا.

إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لم تصرح بإجراء اجتماعات سرية غير رسمية مع روسيا

وفي هذا الصدد أفادت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية نقلًا عن 6 مسؤولين مطّلعين، أنّ مجموعة من مسؤولي الأمن القومي الأمريكي السابقين أجروا محادثات سرية مع شخصيات روسية بارزة مقربة من الكرملين، ومن بين الشخصيات رأس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف الذي التقى بأعضاء من مجموعة الدبلوماسيين الأمريكيين السابقين لعدة ساعات، نيسان/أبريل الماضي في نيويورك، مدشنين بذلك ما يمكن تسميته: "دبلوماسية القنوات الخلفية". 

وبحسب المصادر التي تحدثت لشبكة إن بي سي نيوز فقد ناقش الاجتماع المشار إليه آنفا مجموعة قضايا شائكة من قبيل "مصير الأراضي التي تسيطر عليها روسيا والتي قد لا تتمكن كييف أبدًا من تحريرها، والبحث عن حل دبلوماسي يكون مقبولًا لكلا الجانبين".

من

ووفقا للمصادر الأربعة التي تحدثت لشبكة إن بي سي نيوز تشكّل الوفد الأمريكي الذي تحدث مع لافروف من ريتشارد هاس، الدبلوماسي السابق والرئيس المنتهية ولايته لمجلس العلاقات الخارجية، بالإضافة لخبير أوروبا تشارلز كوبشان، وخبير روسيا توماس غراهام، وكلاهما مسؤول سابق في البيت الأبيض ووزارة الخارجية وزميل مجلس العلاقات الخارجية.

ورفض هؤلاء التعليق على اللقاء، لكن مصادر أخرى أكدت أن من أهداف اللقاء "إبقاء قنوات الاتصال مع روسيا مفتوحة حيثما أمكن ذلك"، خاصة أنّ الاجتماعات الدبلوماسية الرسمية رفيعة المستوى بين الطرفين الأمريكي والروسي بشأن أوكرانيا "محدودة ومتباعدة".

وبحسب مصدرين من المصادر الأربعة فقد جرت المحادثات بعلم من إدارة الرئيس جو بايدن، ولكن ليس بتوجيه منها، ويضيف المصدران أنّ المسؤولين السابقين المشاركون في اجتماع لافروف أطلعوا مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض بعد ذلك على ما حدث.

وبعد اللقاء مع لافروف تتابعت اللقاءات مع المسؤولين الروس على أكثر من مستوى، وقد شارك في بعض تلك اللقاءات مسؤولون سابقون في البنتاغون بينهم ماري بيث لونغ، مساعدة وزير الدفاع الأميركي السابقة ذات الخبرة العميقة في قضايا حلف شمال الأطلسي الناتو.

وفي إحدى المرات، وحسب مصدرين أمريكيين، سافر مسؤول أمريكي سابق إلى روسيا لإجراء مناقشات تتعلق بالحرب الأوكرانية.

يشار إلى أن المباحثات شارك فيها أكاديميون روس ورؤساء مؤسسات بحثية في روسيا ممن يحظون بثقة الكرملين ويستمع إليهم.

على الجانب الأوكراني، علّق مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على "مباحثات المسار الثاني"، بتأكيد موقف كييف المتمثل في أنه: " لا يمكن تقرير مصير أوكرانيا بدون أوكرانيا".

ومع ذلك ليس من المستبعد أن تستبعد واشنطن كييف من "خطة المسار الثاني"، علمًا بأن هذا المسار " لطالما لعب دورًا مهمًا في الدبلوماسية الأمريكية، بما في ذلك الحد من الأسلحة، وغالبًا ما يوفر فرصة أقل رسمية لاختبار الأفكار والردود بالتوازي مع المحادثات الرسمية بين الحكومات".

ويتزامن الحديث عن "دبلوماسية المسار الثاني" مع تأكيدات متزايدة أن واشنطن وحلفاؤها حريصون "على رؤية الروس والأوكرانيين يتحرّكون نحو محادثات السلام في الخريف، بعد الانتهاء من الهجوم المضاد المستمر في أوكرانيا".

كما يتزامن مع اجتماع مرتقب الأسبوع المقبل في ليتوانيا لقادة الناتو بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن. وسط مؤشرات متزايدة على استبعاد انضمام أوكرانيا للحلف.

كما أشار تقرير شبكة إن بي سي نيوز إلى أن اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية يثير الحاجة في واشنطن إلى "إنهاء الحرب"، في ظل مخاوف من أنّ الجمهوريين سيقللون من دعم كييف.

واشنطن: لم نوافق على المحادثات

من جانبه، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لم تصرح بإجراء اجتماعات سرية عقدها مسؤولون كبار سابقون في الأمن القومي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومسؤولين روس آخرين حول إجراء محادثات لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وأضاف المتحدث، ردًا على أسئلة من رويترز: "لم توافق إدارة بايدن على هذه المباحثات"، موضحًا: "مثلما قلنا مرارًا، لا شيء يخص أوكرانيا من دون مشاركة أوكرانيا".

أشار تقرير شبكة إن بي سي نيوز إلى أن اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية يثير الحاجة في واشنطن إلى "إنهاء الحرب"، في ظل مخاوف من أنّ الجمهوريين سيقللون من دعم كييف

وأشار المتحدث، إلى أن الحكومة الأمريكية ستواصل تزويد كييف بالأسلحة ليكون بوسع المسؤولين الأوكرانيين "التفاوض من مركز قوة حينما يعتقدون أن الوقت المناسب قد حان".