28-يناير-2024
gettyimages

يواجه النازحون ظروفًا صعبة نتيجة الهطول الكثيف للأمطار واشتداد البرد (Getty)

في اليوم الـ114 من عدوانها على قطاع غزة، واصلت "إسرائيل" استهدافها للمدنيين سواء في منازلهم أو في مراكز الإيواء ومخيمات النزوح، التي تعاني من ظروف صعبة نتيجة الهطول الكثيف للأمطار، سيما مخيمات مدينة رفح التي يعيش فيها أكثر من 1.25 مليون شخص يواجهون أزمة إنسانية وصحية تتفاقم يومًا تلو آخر.

ورغم المناشدات المحلية والدولية المستمرة لمنع تحوّل الأزمة إلى كارثة غير مسبوقة لا يمكن التعامل معها، تواصل "إسرائيل" استخدامها التجويع سلاحًا في حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها ضد الفلسطينيين بغزة.

يأتي تعليق تمويل "الأونروا" في وقت تتصاعد فيه التحذيرات المحلية والأممية من خطر المجاعة الذي يواجهه النازحون وعموم سكان قطاع غزة

وادعت "إسرائيل"، أمس السبت، أن موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" شاركوا في عملية "طوفان الأقصى" يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، ما دفع عدة دول غربية لوقف تمويل الوكالة مؤقتًا، ومنها الولايات المتحدة وكندا وهولندا وبريطانيا وأستراليا وفنلندا.

وبينما ناشد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الدول المانحة ضمان استمرار تمويل عمليات الوكالة بغزة، وصفت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين، فرانشيسكا ألبانيز، تعليق الدول السابقة تمويلها للوكالة بأنه مشاركة في "الإبادة الجماعية".

ويأتي تعليق تمويل "الأونروا" في وقت تتصاعد فيه التحذيرات المحلية والأممية من خطر المجاعة الذي يواجهه النازحون وعموم سكان قطاع غزة نتيجة شح المواد الغذائية، وعرقلة جيش الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع.

ويواجه 93 بالمئة من سكان غزة مستويات كارثية من الجوع بحسب تقرير نشرته وكالة التنمية الدولية، أوضحت فيه أن أكثر من نصف مليون شخص، حوالي ربع سكان قطاع غزة، يواجهون انعدامًا تامًا للأمن الغذائي والمجاعة.

وسبق أن أكد المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي، ستيف تارافيلا، الشهر الماضي، بأن: "حجم هذه الأزمة وسرعتها لم يسبق له مثيل في العصر الحديث"، مؤكدًا أنه: "إذا استمرت التوقعات الحالية، فسنصل إلى المجاعة بحلول شباط/فبراير".

174 شهيدًا خلال 24 ساعة

إلى ذلك، نفّذت مدفعية الاحتلال وطائراته، بعد منتصف الليل وحتى صباح اليوم الأحد، قصفًا عنيفًا استهدف مناطق متفرقة من قطاع غزة، وأسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين الذين لم تستطع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إلى بعضهم بسبب القصف الشديد.

واستُشهد عدد من الفلسطينيين، وأُصيب آخرون، إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة السكسك بحي الجنينة بمدينة رفح، وآخر لعائلة الخوالدة بشارع البحر بخانيونس، حيث ارتقى أيضًا شهيد وأُصيب 4 فلسطينيين بمنطقة جورة العقاد غرب المدينة.

كما استُشهد فلسطينيان وأُصيب آخرون جراء قصف استهدف مجموعة من النازحين أمام مدرسة قنديلة التي تؤوي نازحين غرب محافظة خانيونس.

وطال القصف الإسرائيلي أيضًا حي تل الهوا وعدة مناطق أخرى غرب مدينة غزة، ومنطقة الأمل في خانيونس، والمناطق الجنوبية الغربية من مدينة رفح. كما أفادت وسائل إعلام محلية بتوغل دبابات جيش الاحتلال في شارع الفخاري بخانيونس وإطلاقها عدة قذائف باتجاه محيط المستشفى الأوروبي وخيام النازحين، إضافةً إلى تدميره عدة منازل في جورة العقاد وحي الأمل.

وبحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، أمس السبت، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 26.257 شهيدًا و64.797 مصابًا معظمهم من الأطفال والنساء.

وقالت الوزارة في بيان مقتضب، عبر "تلغرام"، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية، 17 مجزرة بحق المدنيين في قطاع غزة راح ضحيتها 174 شهيدًا و310 مصابين، لافتةً إلى أن هناك العديد من الضحايا تحت الركام أو في الطرقات تمنع قوات الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.

وأعلنت المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة، نفاد العديد من أدوية التخدير والعناية المركزة في مجمع ناصر الطبي الذي تحاصره قوات الجيش الاحتلال، إلى جانب نقص حاد وخطير في وحدات الدم.

يواجه النازحون ظروفًا صعبة نتيجة الهطول الكثيف للأمطار واشتداد البرد الذي ضاعف من معاناتهم

وأشار القدرة، مساء أمس السبت، إلى تعرّض خزانات المياه بمجمع ناصر الطبي للتلف والأعطال نتيجة الشظايا ونيران المسيرات الإسرائيلية، ما أدى إلى تسرب المياه إلى المباني وقسم العناية المركزة ونقص المياه في مركز غسيل الكلى.

وقال إن المولدات الكهربائية في مجمع ناصر الطبي ستتوقف خلال 4 أيام بسبب نقص الوقود، لافتًا كذلك إلى أن الأهالي اضطروا إلى دفن 150 من الشهداء والوفيات في ساحة المجمع نتيجة حصار قوات الاحتلال له، وأنه يوجد 30 شهيدًا مجهولي الهوية في ثلاجة الموتى بالمجمع.