01-سبتمبر-2020

طائرة الوفد الإسرائيلي في مطار أبو ظبي (Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير 

في خطوة تمنح اتفاق تطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين الإمارات وإسرائيل دفعةً إلى الأمام، وتمهد لتوقيع الاتفاق رسميًا في واشنطن بحلول منتصف الشهر الجاري، وصلت طائرة شركة إلعال الإسرائيلية إلى مطار أبو ظبي، يوم الاثنين 31 آب/أغسطس 2020، تقل على متنها كبار المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق التطبيع الذي توسطت لإبرامه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ادعت أبوظبي عند إعلان تطبيعها مع إسرائيل أنها ستحصل على طائرات F-35 المقاتلة، وإن مخطط الضم الإسرائيلي سيتوقف، لكن مسار التصريحات الإسرائيلية الأمريكية يقول بغير ذلك 

إذ وصفت العديد من وسائل الإعلام الغربية رحلة الطائرة "كريات غات" بأنها "تاريخية"، نظرًا لما ستؤسسه من مستوى جديد للعلاقة بين الدول الخليجية وتل أبيب بشكل عام، في ظل التقارير التي تتحدث عن إمكانية انضمام سلطنة عمان والبحرين إلى الاتفاق قبل نهاية العام الجاري، مع ترجيحات بشأن إقدام المنامة على مثل هذه الخطوة خلال الأسابيع القادمة، فضلًا عن سماح السعودية العلني للطائرة الإسرائيلية بعبور مجالها الجوي.

اقرأ/ي أيضًا: وفد رسمي إسرائيلي في أبوظبي وواشنطن تتوقع المزيد من إعلانات التطبيع

في حين ضم الوفد الإسرائيلي الذي وصل إلى العاصمة الإماراتية رئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شابات مع مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، برز اسم صهر الرئيس  الأمريكي دونالد ترامب وكبير مستشاريه في الشرق الأوسط جاريد كوشنر، ومستشار ترامب للأمن القومي روبرت أوبراين على رأس الوفد الأمريكي، على أن تناقش الاجتماعات بين الأطراف الثلاثة النقاط الأساسية لاستكمال عملية التطبيع.

وفي ربط مع التقارير التي تحدثت سابقًا عن أن الصفقة تضمنت حصول الإمارات على مقاتلات F-35 الأمريكية، والتي ترفض واشنطن تزويد الدول العربية بها من أجل الحفاظ على التفوق العسكري الجوي لتل أبيب في الشرق الأوسط، أشار كوشنر إلى أنه بإمكان البيت الأبيض الحفاظ على التفوق العسكري لإسرائيل في المنطقة، وتعزيز علاقاتها في الوقت نفسه مع الإمارات بوصفها قوة إقليمية وثاني أكبر اقتصاد عربي، على حد وصف كوشنر.

فيما توجه كوشنر في حديثه للقادة الفلسطينيين من العاصمة الإماراتية مطالبًا إياهم بـ"ألا يظلوا عالقين في الماضي"، ومضى في القول مضيفًا "عليهم (الفلسطينيين) الجلوس إلى طاولة المفاوضات.. سيكون السلام جاهزًا لهم، ستكون هناك فرصة سانحة لهم بمجرد أن يصبحوا مستعدين لاغتنامها"، وهي تكرار لدعوات سابقة أطلقها كوشنر، وتأتي في سياق محاولات البيت الأبيض دفع الفلسطينيين للقبول بمبادرة ترامب للسلام في الشرق الأوسط المعروفة بـ"صفقة القرن".

بينما وصف البيان الصادر عن الاجتماع الثلاثي عملية التطبيع بأنها "خطوة شجاعة نحو منطقة شرق أوسط أكثر استقرارًا وتكاملًا وازدهارًا"، قبل أن يجدد  البيان الثلاثي  مزاعم أبو ظبي برفقة واشنطن أن الاتفاق "أدى إلى وقف خطط ضم دولة إسرائيل للأراضي الفلسطينية"، داعيًا القادة الفلسطينيين لـ"إعادة الانخراط مع نظرائهم الإسرائيليين في المناقشات الرامية إلى تحقيق السلام".

اقرأ/ي أيضًا: عزمي بشارة: التحالف الإماراتي الإسرائيلي يعادي الشعوب العربية وتوقها للتغيير

وتابع البيان موضحًا أن الاجتماعات ستتضمن مناقشة "آفاق التعاون الثنائي في المجالات الرئيسية التالية: الاستثمار، والتمويل، والصحة، وبرنامج الفضاء المدني، والطيران المدني، والسياسة الخارجية والشؤون الدبلوماسية، والسياحة والثقافة"، مشيرًا إلى أن التعاون في هذه المجالات سيؤدي لـ"إقامة تعاون واسع بين دولتين هما من أكثر اقتصادات المنطقة ابتكارًا وديناميكية".

كما حمل البيان الثلاثي اختلافًا بين النص العربي والنص الإنجليزي بحسب ما أوضح الدبلوماسي الفلسطيني السابق صائب عريقات في تغريدة كتبها على منصة تويتر، بإشارته إلى أن "نص البيان الثلاثي باللغة العربية يقول (وقف خطط ضم دولة اسرائيل الاراضي الفلسطينية)، وفي الإنجليزية (أدى إلى تعليق خطط اسرائيل لبسط سيادتها)"، وتابع مضيفًا "لم تذكر أراضي فلسطينية فكوشنر ونتنياهو لن يقبلا استخدام (أراضي فلسطينية)"، ليختم تغريدته بالقول "بيان  إماراتي إسرائيلي أمريكي باللغة العربية مختلف (عن) الإنجليزي".

وكانت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية قد نقلت عن مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية ألون أوزبيك، أحد أعضاء الوفد الإسرائيلي،  قوله إن النقاشات بين تل أبيب وأبو ظبي التي ترعاها واشنطن تطرقت للحديث عن "دعم مأسسة كل علاقاتنا، وفتح سفارات في الدولتين بأسرع وقت ممكن لتعزيز التعاون بين الإمارات وإسرائيل"، مشيرًا إلى أن العلاقات الاقتصادية ستكون "المفتاح الرئيس لإدراك الطاقة الهائلة في هذه العلاقات".

يذكر أن القناة 12 الإسرائيلية قالت أن الطائرة الإسرائيلية التي ذهبت حاملة الوفد الأمريكي الإسرائيلي المشترك إلى أبوظبي  هي من طراز  بوينغ 737-90 واسمها "كريات غات"، والاسم يعود لمدينة استيطانية أقيمت في أعقاب نكبة الشعب الفلسطيني على أنقاض وأرض قرية الفالوجة المهجرة قسريًا. والطائرة مزودة  بمنظومة مضادة لصواريخ أرض جو من طراز "مغيناركيع" - درع السماء إسرائيلية الصنع.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

بن شابات: من مجازر غزة إلى "السلام" في أبوظبي

طائرة "كريات غات" في أبوظبي.. ونكبة الفالوجة