21-فبراير-2023
getty

أعلن بوتين عن تعليق مشاركة بلاده في معاهدة ستارت الجديدة للحد من انتشار الأسلحة النووية (Getty)

وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بمواصلة الحرب الروسية على أوكرانيا، متهمًا حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة وأوكرانيا بتخطيطهم لمهاجمة منطقة دونباس في أوكرانيا قبل بداية الغزو الروسي، قائلًا: "كانوا من بدأوا الحرب، لقد استخدمنا القوة ونستخدمها من أجل إيقافها [أي الحرب]"، ملمحًا إلى أن القتال لن ينتهي في أي وقت قريب.

اعتبر بوتين أنه يخاطب الشعب الروسي في أهم الأحداث التاريخية التي تحدد مستقبل روسيا وشعبها

واعتبر بوتين أنه يخاطب الشعب الروسي في أهم الأحداث التاريخية التي تحدد مستقبل روسيا وشعبها. وكعادة بوتين في الإشارة للشعب الأوكراني خلال خطاباته، قال: "نحن لا نحارب الشعب الأوكراني، إنهم رهائن نظام كييف وأسياده الغربيين، الذين احتلوا بالفعل هذا البلد بالمعنى السياسي والعسكري والاقتصادي"، مكررًا وصفه للحكومة الأوكرانية بأنها "نظام نازي جديد"، على حدِّ قوله.

وحول إمدادات الأسلحة الغربية لأوكرانيا، أشار بوتين إلى أنه "كلما تم تسليم أنظمة غربية بعيدة المدى إلى أوكرانيا، سنضطر إلى نقل التهديد من حدودنا إلى مسافة أبعد".

كما أعلن الرئيس الروسي عن "تعليق مشاركة بلاده في معاهدة ستارت للحد من الأسلحة النووية"، وهي آخر اتفاقية كبيرة متبقية بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، وتهدف للحد من الأسلحة النووية، كما رفض قيام الولايات المتحدة الأمريكية بتفتيش المنشآت العسكرية الروسية كجزء من المعاهدة، ووصفها في خطابه بـ"مسرح العبث"، لأن "الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي يقولان بشكلٍ مباشر إن هدفهما هو هزيمة روسيا استراتيجيًا"، بحسب ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز.

وأكد بوتين على أن بلاده لن تقوم في أي تجربة نووية، إلّا في حال مبادرة واشنطن إلى ذلك.

getty

وقدم بوتين تصوره الذي يموضع الحرب في سياق حضاري، قائلًأ: "إن الغرب لا يمكنه إلا أن يدرك أنه من المستحيل هزيمة روسيا في ساحة المعركة، ولهذا السبب يشن المزيد والمزيد من الهجمات الإعلامية العدوانية على القيم التقليدية لروسيا التي تستهدف الشباب"، بحسب وصفه. متحدثًا عن تغييرات جديدة على النظام التعليمي، من المتوقع أن تجعله أكثر تقليدية. 

وتحدث بوتين خلال خطابه عن قضايا داخلية، كما أشار إلى أن الناتج الاقتصادي الروسي انخفض بنسبة 2.1% العام الماضي، معتبرًا أن هذا الرقم أقل بكثير من التوقعات الأولية لمدى تأثير العقوبات الغربية على الاقتصاد الروسي، مؤكدًا على أن: "الاقتصاد الروسي تغلب على كل هذه المخاطر"، أي العقوبات الغربية، قائلًا: "المبادرون إلى فرض عقوبات اقتصادية مناهضة لروسيا يعاقبون أنفسهم"، مضيفًا: "لقد تسببوا في زيادة الأسعار في بلدانهم، وإغلاق المصانع، وانهيار قطاع الطاقة، وهم يخبرون مواطنيهم بأن الروس هم المسؤولون".

getty

وأضاف بوتين متحدثًا عن تكيف الاقتصاد الروسي مع العقوبات، مؤكدًا على استمرارية بلاده في التعامل مع العديد من المناطق حول العالم، دون أن يفوت الفرصة لمهاجمة رجال الأعمال الروس الذين خسروا أملاكهم في الخارج، قائلًا: "لم يأسف أي من المواطنين البسطاء في البلاد على أولئك الذين فقدوا رؤوس أموالهم في البنوك الدولية".

وتشير التحليلات إلى أن خطاب بوتين، الذي استمر لمدة تزيد عن 90 دقيقة، وتابعه أكثر من 1500 شخص في قاعة المؤتمر، كان أقل صادميةً من المتوقع في مجمله، وكانت أبرز النقاط التي يمكن استنتاجها من الخطاب هو عدم وجود نهاية قريبة للحرب في أوكرانيا، بالإضافة إلى تعليق مشاركة موسكو في معاهدة ستارت.

زيلينسكي مع دفعة معنوية

وقبل ساعات من خطاب بوتين، خرج الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في إحاطته اليومية، متهمًا روسيا بأنها تسير نحو التحول إلى دولة إرهابية، متعهدًا بأن "القوات الروسية ستُحاسب على الدمار والموت الذي أطلقته على بلاده".

قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يتابع خطاب بوتين، مشيرًا إلى خطاب بايدن في بولندا اليوم لن يأتي في سياق الرد على خطاب بوتين

وحول الأسلحة الغربية، قال إن "بلاده تعمل على تأمين أسلحة بعيدة المدى وأنواع أخرى من الأسلحة التي لم تكن مدرجة سابقًا في حزم الدعم".

من جانبه، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يتابع خطاب بوتين، مشيرًا إلى خطاب بايدن في بولندا اليوم لن يأتي في سياق الرد على خطاب بوتين، قائلًا: "لم نضع الخطاب كنوع من المواجهة المباشرة، هذه ليست مسابقة بلاغية مع أي شخص آخر، هذا بيان إيجابي للقيم، ورؤية لما يجب أن يكون عليه العالم الذي نحاول بناءه والدفاع عنه".