11-يوليو-2019

إيغون شيلي/ النمسا

عقلٌ منهك

على ضفاف قمرٍ جلستُ وكانت النجوم تحوم أسفلي، أشبع دماغي حبات قهوة سوداء، أصب في قلبي موجات صنعها قطُّ نائم، أنظرُ الى تلكَ الزاوية أحاول قراءة حائط أبكم لكن عينيّ البيضاوين اخترقته

لتصلَ إلى حقيقة ارتدتْ ثوبًا من خيال

جعلت العرض البطيء سرّ حيلتها

كضوء اجتازَ لوح زجاج كانت عيناي تجتازُ ستائر للوراء.

 

جاء عقلي يجري منهكًا متوسلًا بالرحمة

عقلي الذي هو زينة جسدي..

 

لأجد نفسي في طريقٍ طويل اعتلى البناء جوانبه.

أسري منحنية الظهر بحملٍ ثقيل وأتتبع خطوات أقدامي بعد كل خطوةٍ آملُ النهاية..

 

شعور التجديد أشبه بلذة قطع حلوى مختلفة

النهاية واحدة لكنَ بداياتها اختلفت.

 

التمست شعور الطفلة الصغيرة تعد الوقت بجعلِ أصابعها أرجلًا تمشي بها على منضدةٍ لامتناهية جعلتها طريق أبي عائدًا من عمله.

لم تستمر خطى أصابعي إلى أن تلازم صوتان أخفيا صوتَ لهفة منخفضًا، وضوءًا اشتعل نوره

قرعَ بابٍ، وضربةً على المنضدة

 

دارت عجلة لمشهد معتاد..

 

نمو متماطل

عدد خطوات الطريق

هل تغير لون الشارع؟

هل أسلكَ الطريق الطويلَ ذاته؟ أم آخذ طريقَ الأشواك؟

أدركتُ صغرَ حجم ذاك الطريق وتلك البيوت التي ظننتها مبانيًا، أدركت صغر الكونِ لكن كانَ ذلك بعد عرض مديد!

 

وها أنا في نفس الطريق أسرد خطاي بسرعة، أنظر إلى الأفق وبنفس الثقلِ الذي حملته سابقًا، ثقلٌ أسمى من ثقلِ حقيبة ظهر مدرسية.. حمل مقره دماغي

 

جسدٌ مهترئ

أمام نافذه خضراء كان جسدُ مستلقيًا

مسكت يده مجموعة ألحان ضاجةً لازمتها كلمات غامضة

في حجرة صغيره قطعت كهرباء قلبها

حجره كل ما فيها بالٍ لم يصمد منها سوى مرآه سلطت نظرها على ضوء تسلل النافذة بانعكاس مرير.

 

انعكاس أصدرته ضحكاتٌ علت من خلف نافذه معلقة بين عالمين

 

وكأن المرآة سقطت ظلمًا في ذاك العالم البالي

محاولة إيقاظه من العتمة

وهي تنشر فتات ذاك النور على زميلاتها في الحجرة

إلا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل

فقد انتهى الأمر بكل ما حولها بغيبوبة ظلام أبدية.

 

أما عن الحياة خلف تلك النافذة

كانت نسمات هواء وحيدة استيقظ ضميرها

لتتسلل داخل الغرفة مساندة المرآة البائسة

صوبت وجهها إلى الجسد

مستنبطة حقيقة زائفة، ولم يكن التأثير سوى قشعريرة مزعجة

أغلقت النافذة وما بعدها ليعم الهدوء، ودفنت المرآه بتراب أغلق عينيها

وعاد العالم في الداخل إلى غيبوبته!

 

قلبٌ أجوف

كانَ شعورُ طفلة ملكت عالمًا، عالمًا من الدمى ربما

قصر ورديّ كان تصوير الفرحة.  

كقبلة أمي بعدَ يومِ عمل شاق، بيدها أكياسٌ ملئت بما أحب.

كحضنِ أبي في ليلٍ مظلم، وهو يسرد روايات ما قبل النوم.

كانت فرحة بناها شعورٌ متضامن. طمأنينة بعد خوف، دفء في جو ماطر، أمانٌ في حرب مشتعلة أو شعور بالكمال المطلق.

ضحكات متعالية غطت أرجاء المكان

وأوقات أخرى: صراخ نجم عن شجار طفلين هائجين

وكانت نهاية الشجار جسدًا نحيلًا يختبئ خلف باب، أو تحت سرير في يده غطاء أزرق صغير!

 

أما عن قلبها فقد أنبت وردًا مرصعًا

طفله مُلئ قلبها بما تحب، ترسمُ قلبًا على ورقةٍ بخط مهتز!

انصبَّ بها كمُ سعادة حتى كادت تفيض من فمها..

 

اذكر انني تلذذت الألم كتلذذي بنومٍ عميق بعد لعبٍ مرهق..

كانت هذه قطرةٌ في بحر سعادةٍ أحسستها داخلي.

والآن ها أنا أسرد خطاي كعمياء فقدت بصرها،

عدت أسأل نفسي..

هل فقد الزهر لونه؟

هل فقدت السماء نقاءها؟

هل فقدت الطيور أجنحتها؟

أم أن عيني حقًا أصابها الخللُ؟

 

اقرأ/ي أيضًا:

شجرة الصّنوبر

الدميمة الوحيدة في المنزل