28-أغسطس-2019

طلعت دارفين أوغلو/ بولندا

سمعت في سواد المدينة الباهت

عند فاصلة بين صخب حي وهدوء جنائزي

أنين خرقة بالية وجميلة

وكانت الخرقة جسدي.

 

"يا رب أشباري العديدة

أنا الدلو في بئر الألم

خلقت جوعي عذابًا وتخمتي خطيئة

ومنحتني هشاشة الوردة ونسغ الثمرة

فلم أعرف سوى الذبول والنزف

لم يا ربي أحمل فوق ذلك الروح

كلما تعثر الهواء سقطت حجارتها في تجويف صدري

وسرى همُّها الثقيل في ساقيَّ النحيلتين

ولم يا ربي منحتها السلطان فقادتني إلى منزلها

حيث تقرع الطبول وتقشعر النوافذ والجدران".

 

ومشيت في ليل المدينة

خطاي عطية الخرقة لي

وأنفاسي من قوت كيسها

إنْ بكيتُ عكّرتُ صفاء نهرها

وإن أغمضتُ أوصدتُ نوافذها

وأغرقتُ قلبها المكلوم بالظلمة

خاطبتها:

أيتها الخرقة الجميلة البالية، يا ضعفي وخزانة احتمالي وصبري، يا ستر روحي ومقبرة بلائي، أناي لا شيء سوى اسم ذي قدر لكِ خيره وشره، وحفنة أدراك تنسلخ عنكِ أرى بها الوجود حينًا وتمتزج بك لأهرب منه حينًا. أَبعد غاياتي عبور غدي، وأقصى رغباتي قليل من الرضا والسلام، ولدت غريباً أصنع عشيقاتي من الوسائد، ومضيت بالأعوام غريبًا أتذوق النهود والأفخاذ في القصائد، وسأموت غريبًا بثلاث حروف غائرة بكتلتك الممدودة على مائدة الديدان. أيتها الخرقة الجميلة البالية، في سواد المدينة الباهت هذا، عندي لك كأس ماء بارد وفراش، لنشرب كأسنا وننام.

 

اقرأ/ي أيضًا:

من أين يأتي الحزن؟

قالت: اكتبْ