27-أغسطس-2019

كمال بُلاطة/ فلسطين

1

أنا أيضًا

كنت أتمنى أشياء كثيرة

كأن أعود للمدرسة

بثيابٍ رثة

حاملًا حقيبتي

ودفاتري الرخيصة

أن أغافل مدرس اللغة العربية

الذي وبخني مرة

لأني تجاهلت حصتهُ المملة

- لم يكن يعرف

أني كنت منشغلًا في كتابة قصيدة حب لكِ -

كم كنت أشعر بالخيبة

وأنا أراكِ تقرئين قصائدي وتسخرين

من رداءة الخط

ومن أخطائها الإملائية

كم كنتُ حزينًا

عندما كنت أراكِ في الشارع العام

تقفين مثل عاشقة فطنة

تنتظرين شاعرًا غيري

أخلف موعدهُ

ولم يأتيكِ.

 

2

‏المصعد معطل

وأنا في الداخل

أشعل سيجارة

وأنتظر عمال الصيانة

وحيدًا هنا

في هذا الحيز المغلق

لا أصرخ

ولا أبكي

لستُ خائفًا على ما يبدو

لا أحد يصل لإنقاذي

ولستُ مهتمًا في الأمر

فهذه هي المرة الأخيرة

التي يتعطل بها المصعد

وأنا في الداخل

حسنًا

سأنقذ نفسي

وأغني حتى الصباح.

 

3

‏يغتابُكَ الصبرُ النحيلُ

ويسمعُ صمتكَ

كأنكَ طاعن في الحُزن

فمن يحدقُ في نحيبكَ

وأنتَ هالاتٌ من الأسى

يطوفُ حولها جموعٌ ودمعاتُ صيف.

 

يغتابُكَ الصبرُ النحيلُ

ويرى خوفكَ

فلا يكترث

كأنكَ طائر بلا أجنحة

وقعتَ في شَرَكِ الغياب

وشكوتَ من خدرٍ طفيفٍ

دغدغَ عينيكَ ومضى

فترككَ بلا أثر.

 

4

‏وأنا أيضًا

يرهقني صمتي

وأحلامي التي لم أقلها

حروفي التي اشتريتها من باعة الكلام

وألواني التي لطخوها بالسواد

وتركوها مشوهةً كدمية طفلٍ يتيمٍ في حرب سافلة

لا تقل لي من أين يأتي الحزن

لأنني لا أعرف اتجاهه

كل ما أعرفه

بأنه كالموت

يأتي بغتةً

ويأبى أن يرحل

إلا بعد إذن النسيان.

 

5

‏أسعى لأشياءَ كثيرة

أشياءَ عصية

كأن

لا أكون مرئيًا

أن أقاوم شبحَ الريح

وأتلاشى في الضوء

كما أردتُ

لأُربِكَ صَخب العتمة.

 

6

‏وحيدٌ أنا

مثلَ دلوٍّ مُهترئ

كُلما اهتزَّ جُرحي

فاضَ الأسى مني

وبكيتُ

مِثلَما لا ينبغي

‏أعرفُ مُسبقًا

أنكِ مُتعبة جدًا

ووحيدة جدًا

مثلي..

هاتي يدكِ

ودعينا نخرجُ سويًا من هذا النص!

 

اقرأ/ي أيضًا:

قالت: اكتبْ

ذئبة قطبية