أنظار العرب في كأس العالم لكرة السلة كان معظمها مسلطًا على منتخب مصر، كأقوى المنتخبات العربية الثلاثة المشاركة، والتي ضمت أيضًا لبنان والأردن.
وبالنسبة لمصر فالكل كان ينظر للمشاركة المونديالية السابعة، والأولى منذ مونديال اسبانيا 2014 بترقب شديد، إن كان هذا الجيل من اللاعبين الموهوبين سيبلغ الدور الثاني ويحقق الاعجاز، أم سيصل إلى أولمبياد باريس 2024 بصورة مباشرة، بتصدره الفرق الافريقية المشاركة، ويحقق الإنجاز أو يبلغ الملحق الأولمبي على أقل تقدير، وهذا ما حصل.
فراعنة السلة اختتموا مشاركتهم المونديالية بتحقيق قفزة نوعية من المركز الرابع والعشرين والأخير في مونديال إسبانيا، إلى دخول نادي العشرين واحتلالهم المركز العشرين، بتحقيقهم فوزين وثلاث خسائر، لتحجز مصر بطاقة المشاركة في الملحق الأولمبي، وتفقد بطاقة التأهل المباشر إلى أولمبياد باريس 2024 في الأمتار الأخيرة لمصلحة جنوب السودان.
المنتخب المصري وقع في الدور الأول في المجموعة الرابعة مع منتخبات ليتوانيا ، مونتينيغرو والمكسيك، وبدأ مستوى الفراعنة بالصعود تدريجيًا مع مرور المباريات، خسارة أولى أمام ليتوانيا بـ67-93، ليتوانيا القوية التي كانت أول من ألحق الهزيمة بالولايات المتحدة الأميركية في الدور الثاني، ثم خسر منتخب مصر مباراته الثانية أمام مونتيغرو بفارق 15 نقطة فقط، وبواقع 74-89، وحقق فوزًا لافتًا على المكسيك بنتيجة 100-72.
وفي المباريات الترتيبية تغلب الفراعنة على الأردن 85-69، وخسروا بفارق نقطتين فقط أمام نيوزيلندا 86-،88 لينهوا مبارياتهم في صدارة المجموعة وفي المركز العشرين بالبطولة.
وبعد البطولة أعلن النجم عمرو الجندي اعتزاله اللعب دوليًا، في حين برز اللاعبون عاصم مرعي إيهاب أمين وأنس أسامة بشكل لافت . إيهاب الذي برز في سرقة الكرات وأنس في صد الكرات، فتصدرا قوائم الأفضل في البطولة. وخلال السطور القادمة سنستعرض عبر الترا صوت آراء أبرز نجوم ومدربي البرتقالية في بلاد الفراعنة، حول المشاركة المونديالية.
وليد أبو سريع
البداية مع المدرب والمعلق التلفزيوني وليد أبو سريع، الذي أكد لألترا الصوت أنه كان بالإمكان أفضل مما كان، ويجب على المدير الفني الأجنبي للمنتخب روي راما التفرغ للمنتخب، والبقاء في مصر ومتابعة مباريات الدوري المصري، لتكون اختيارات اللاعبين للمنتخب أدق بخبرته وكفاءته الواسعة، خاصة في مركز صانع الألعاب، والذي كان يمثل مشكلة في المنتخب المصري.
وأضاف أبو سريع أنه كان يتمنى أن تكون فترة الإعداد التي سبقت المونديال أطول من التي حصلت، وأن تكون فترة الإعداد التي حصلت في مصر أكثر جدية، مشيدًا في الوقت ذاته بالمباريات الودية التي أقيمت في إيطاليا وسلوفينيا والإمارات، وكان من المفترض حسب رأيه اختيار التشكيلة النهائية منها، وليس الاكتفاء خلالها بتجربة اللاعبين، وأن تكون هذه المعسكرات لوضع اللمسات الاخيرة قبل خوض غمار مباريات المونديال وتحقيق حلم المصريين، وهو بلوغ نهائيات مسابقة كرة السلة في أولمبياد باريس 2023.
محمد يوسف
من جهته تحدث النجم السابق والمعلق التلفزيوني محمد يوسف الشهير بجو بواقعية عن النتائج، والتي حققها المنتخب المصري في مونديال البرتقالية، ووصفها بالنتائج الجيدة، حيث حقق فوزين على منتخبين كبيرين مثل المكسيك في القارة الأميركية والأردن في القارة الآسيوية، ولكن الأمور صعبة لتصدّر المنتخبات الأفريقية حسب وصفه، لوجود منتخب جنوب السودان الذي يضم لاعبين محترفين في G League ، أستراليا والدوريات الأوروبية .
ومنتخب جنوب السودان سيصعب مهمة الكثيرين وليس فقط منتخب مصر، وانما كافة منتخبات القارة الأفريقية لعشر سنوات قادمة، بما يضمه من نجوم وخاصة لاعب الان بي ايه كارليك جونز الذي يلعب في شيكاغو بولز، والذي اعتبره يوسف من أفضل خمسة لاعبين في كأس العالم.
وأضاف يوسف بأن منتخب مصر بذل كل ما في وسعه بحسب الامكانيات، ولم يقصر أحد من افراده. حيث ظهرت بعض الأخطاء الفنية في إدارة المباريات، وبالنسبة لمباريات الملحق الأولمبي ستكون الأمور صعبة للغاية حتى بوجود عمرو الجندي وعاصم مرعي، لأنك ستلعب مع منتخبات أوروبية قوية مثل كرواتيا اليونان ليتوانيا. فالمطلوب هو المنافسة في بطولة قوية تضم 24 فريقًا من أجل حجز أربع بطاقات للأولمبياد، وهذا الأمر سيكون صعبًا جدًا بالنسبة للمنتخبات العربية والأفريقية، بل شبه مستحيل حسب وصف يوسف.
وأكد يوسف لألترا صوت بأن ما كان ينقص المنتخب المصري هو وجود صانع ألعاب محترف أو مجنس، وقتها كان بإمكانه نقل المنتخب لمستوى آخر، وذلك يمثل مشكلة كبيرة خاصة مع صغر سن كريم حاتم وآدم موسى، وهنالك علامة استفهام على عدم مشاركة عمر طارق، حيث لم يشارك أكثر من خمس دقائق في المباريات الخمس. وفي الختام تبقى المشاركة العربية محدودة في المونديال، ولا تتخطى مراكز معينة سواء مصر أو لبنان أو الأردن، أو حتى تونس في نسخ سابقة حسب المحلل الرياضي محمد يوسف.
عماد محمود
المدرب الوطني عماد محمود أكد رضاه التام عن المستوى الذي قدمه المنتخب المصري في مونديال البرتقالية 2023، خاصة أنه غاب عن الانتصارات في المشاركة الأخيرة بمونديال إسبانيا 2014.
حيث يضم الجيل الحالي لاعبين مميزين تم تجميعهم بشكل جيد، ولديهم خبرات كبيرة، فعمرو الجندي لاعب خبرة وعاصم مرعي لاعب محترف لعب في دوريات عالية المستوى في ألمانيا وتركيا والقارة الآسيوية، أما إيهاب أمين فهو من ـفضل لاعبي مصر، وهو قبل لعبه في سبورتينغ والأهلي لعب في الجامعات الأميركية، كذلك نفس الأمر ينطبق على أنس أسامة الذي لعب أيضا في الجامعات الأميركية وفي الزمالك والاتحاد السكندري.
أما بالنسبة لبقية اللاعبين الذي تم اختيارهم كعمرو زهران وعمر هشام وغاردنر ويوسف شوشة وآدم موسى، فهو اختيار مرضي للمراقبين الذين اعترضوا بشكل كبير على مركز صانع الألعاب، حيث اختار المدرب كريم حاتم أحد مواليد 2005.
وأضاف محمود بأنه مع اختبارات المدرب لتنفيذ خطة اللعب، وتقدم شكل الفريق، نجح المدرب بتفعيل خططه، حيث كان الفريق يدافع بشكل جماعي، وفي الهجوم برز إيهاب أمين، عاصم مرعي، أنس أسامة وعمرو زهران، وختم محمود كلامه لألترا صوت بأنه مثل كافة الجماهير المصرية، كان يتمنى التأهل المباشر للأولمبياد، متمنيًا التوفيق في الملحق الأولمبي، ولم لا والتأهل مع منتخب عربي آخر، خاصة أن منتخب مصر بكل عناصره من لاعبين وطاقم فني قدم ما عليه في البطولة، وكان أقوى منتخب عربي فيها.
