06-سبتمبر-2023
كأس العالم لكرة السلة

"Getty" من خسارة الأردن أمام الولايات المتحدة

مشاركة العرب في كأس العالم 2023 تمثلت في ثلاثة منتخبات وهي مصر ولبنان والأردن، وضعت جميعها هدفًا واحدًا وهو وصول أولمبياد باريس 2024، عبر تحقيق فوز أو أكثر يجعلها كأفضل فريق مصنف في قارته، لينال بطاقة التأهل المباشر، خصوصًا مع استحالة بلوغ الدور الثاني من المسابقة.

   ولكن منتخباتنا العربية الثلاثة أخفقت في ذلك، واكتفى كلا المنتخبين المصري واللبناني ببلوغ بطولة الملحق الأولمبي القوية، في حين جاءت المفاجأة الصادمة للجميع، ليس في الاردن فقط، وإنما في الوطن العربي كافة بحلول منتخب صقور النشامى الأفضل تجهيزًا وإعدادًا في المركز الثاني والثلاثين والأخير، في أسوأ نتيجة خلال مشاركاته المونديالية الثلاث، ورغم حسن الأداء في البدايات إلا أن العبرة دائما تكون في الخواتيم.

كأس العالم لكرة السلة

منتخب الأردن الملقب بصقور النشامى خاض مباريات الدور الأول في مانيلا بالمجموعة الثالثة، مع منتخبات اليونان الولايات المتحدة ونيوزلندا،  ورغم الأداء الجيد في البدايات إلا أن افتقاد المخزون البدني لدى اللاعبين، والاعتماد على لاعبين محددين لفترات طويلة كأحمد دويري و المجنس روندي جيفرسون  أدى الى الهزائم أمام اليونان 71-92 و نيوزلندا 87-95 بعد وقت إضافي
و62-110 أمام الولايات المتحدة.

 في المباريات الترتيبية خسر صقور النشامى  أمام مصر 69-85 و أمام المكسيك 80-93، رغم تفوق الأردن الواضح على المكسيك في نهائي بطولة كاس الملك عبد الله الثاني الودية قبل البطولة،  لتخفق الصقور في الطيران ولو على ارتفاع منخفض.

برز من منتخب صقور النشامى المجنس روندي جيفرسون شديد الشبه بالراحل كوبي براينت، والذي قدم لمحات فنية تشبه مايكل جوردان الأمر الذي دفع الفيبا بالإشادة به في مناسبات عدة، الحصيلة خمس هزائم والمركز 32 والأخير، وناقوس الخطر قد دق قبل مشاركة قادمة قريبة في الألعاب الاسيوية في الصين.
وخلال السطور القادمة سنستعرض عبر الترا صوت آراء أبرز نجوم ومدربي البرتقالية في الأردن، لنفهم ماذا حدث، وهل كان بالإمكان أفضل مما كان؟ 

خبير كرة السلة سمير نصار

البداية مع خبير كرة السلة المدرب الأردني سمير نصار الشهير بالمايسترو، خاصة أنه محلل سلوي تلفزيوني متميز فبدأ حديثه  بكلامه أن الوصول الى كاس العالم لكرة السلة في 2019 و 2013 ليس إنجازًا بحد قوله، لأن الوصول في المرة الأولى كان على حساب شباب الصين و لوجاء المنتخب الأول لما كان المنتخب هناك وفي نسخة 2023  لولا قيام الاتحاد الاسيوي للعبة باستبعاد كوريا لما كان الأردن أيضا في النهائيات، ولذلك بعيدًا عن العواطف فالمنتخب لا يستحق الوصول في كلا النسختين، وهذا ما لاحظه الجميع من الفروقات البدنية والجسدية  بين لاعبي المنتخب ولاعبي الفرق الأخرى، وأبرز مثال ذلك فريقا جنوب السودان ولاتفيا، اللذان حققا ظهورًا ونتائج أفضل في ظهورهما الأول في المونديال من الأردن، والتي يفترض أنها تملك خبرة مونديالية أكبر في ظهورها الثالث.

وأضاف نصار بأن مستوى الدوري الأردني ضعيف جدًا، خاصة أنه يستمر من أربعة إلى خمسة أشهر، وهذه فترة غير كافية، مطالبًا بأن تصل فترة الدوري من ثمانية إلى تسعة أشهر كي يتطور اللاعب ويذهب للمنتخب لمدة شهر ونصف للتجهيز للبطولات، وهذا غير موجود في الأردن، فالمعاناة مستمرة منذ خمس سنوات، والدوري ضعيف ويتم تكديس اللاعبين في ناد معين من أجل أخد البطولة، إضافة الى أن المدربين يركزون على تحقيق النتائج فقط، وليس على تطوير اللاعب.

كأس العالم لكرة السلة

ومع الايمان بأن الفارق كبير بين الفرق الآسيوية والأفريقية، إلا أن الخسارة في البطولات العالمية يجب أن تكون بفارق معقول، وبقدر من المنافسة وليس بفارق كبير، إضافة على عدم وجود اللاعب البديل الجاهز، وهو بكل الأحوال ليس بنفس مستوى اللاعب الأساسي، ودائمًا كان اللاعب المجنس هو اللاعب المفتاح في مشاركات الاردن المونديالية، راشيم في 2010، تكر في 2019، وأخيرًا جيفرسون في 2023، والذي تحمل 50 بالمئة من الضغط على المنتخب الامر الذي اصابه بالإرهاق في آخر مباراتين.

وختم نصار كلامه بأن المعسكرات التدريبية الطويلة للاعبي المنتخب تحضيرا للمونديال كانت أكثر من اللازم، الأمر الذي سبب حملًا تدريبيًا زائدًا على اللاعبين، وهو ما كان ملاحظًا على اداء الفريق الذي كان ينخفض في الربع الرابع من المبارياتـ بسبب انخفاض مخزون الطاقة لديه، وفقدان التركيز خاصة في المباريات الحاسمة، سيما مباراة نيوزلندا التي خسرها الاردن في الوقت الإضافي، إضافة الى افتقاد الاردن الى لاعبين ببنية جسدية قوية ومزاجية بعض اللاعبين، حسب وجهة نظر المايسترو. 

وعن المشاركة القادمة في الألعاب الآسيوية، أكد نصار على ضرورة إراحة اللاعبين 72 ساعة، وتهيئتهم نفسيًا وذهنيًا لطي صفحة كأس العالم، والذهاب للمنافسة بروح جديدة.

زيد الخص

لاعب صقور النشامى في مونديال تركيا ،2010 ومساعد المدرب في الصين 2019 زيد الخص، أكد أنه من أهم أسباب ما حصل في مانيلا 2023 هو الاعتماد على عدد محدد من اللاعبين ولفترة طويلة، وعدم وجود تدوير للاعبين، وعدم جاهزية البدلاء لخوض بطولة بمثل هذا الحجم، ويجب الاعتراف بأن مستوى الاردن بعيد عن الفرق التي حوله، و بعيد أكثر عن بقية فرق العالم.

كأس العالم لكرة السلة

ومع ذلك كان لمنتخب الاردن العديد من الفرص للفوز على فرق نيوزلندا ومصر والمكسيك، ولكن اللاعبين افتقدوا للانضباط، وعدم معرفتهم لأدوارهم في الملعب، فالمنتخب افتقد هويته، والدفاع كان ضعيفًا للغاية، يسمح بتسجيل الكثير من النقاط، واعتماد الفريق كان بشكل كبير على أحمد الدويري وجيفرسون، فإن تعب أحدهما أو كلاهما تأثر الفريق كله.

وأضاف الخص بأنه كان بالإمكان أفضل مما كان، وتحقيق ثلاثة انتصارات وليس انتصارًا واحدًا كما حصل في 2019، ولكن المنتخب افتقد أيضًا لثقافة الفوز، إضافة الى فردية بعض اللاعبين وعدم اللعب الجماعي، مختتمًا كلامه بأنه بجب إعطاء فرصة للاعبين الآخرين في أن يكونوا أساسيين في الألعاب الآسيوية القادمة في الصين، و تكون الأساسية مكونة من زين نجداوي أمين ابو حواس فريدي ابراهيم أحمد دويري وسامي بزيع، مع اشراك أحمد الحموري و هاشم عباس ومالك كنعان، و إراحة اللاعبين الآخرين.

فضل نجار

من جهته أكد لاعب المنتخب الاردني في مونديال تركيا 2010 فضل نجار بأن الفرق بين فريق 2010 وفريق 2023 هو الروح الانتصارية العالية التي كانت لدى فريق 2010، وهذا ما افتقد مشاهدته كافة المراقبين حسب قوله، فالذي يلام ليس اتحاد اللعبة أو المدرب بل اللاعبين الذي لم يقاتلوا مثل بقية الفرق الأخرى، متمنيًا التوفيق للمدرب وسام الصوص وطاقمه التدريبي في الألعاب الأسيوية القادمة، ومؤازرة لاعبي المنتخب لتحسين الصورة في البطولة القادمة، وأن يصالحوا الجمهور الأردني.

 

كأس العالم لكرة السلة

معن عودة

نجم المنتخب سابقًا معن عودة أكد أن ما قدمه صقور النشامى من إنجاز هو شيء عظيم ومهم، يستحق الشكر للقائمين على الفريق من لجنة فنية وجهاز وطاقم تدريبي والفريق واللاعبين، خاصة بأن الفريق قد قدم مباراة قوية أمام اليونان، وكاد أن يفوز على نيوزيلندا، وأضاع فرصة ذهبية أمام مصر والمكسيك، لكن منهجية واستراتيجية الدخول إلى كاس العالم كان ممكن تنفيذها بشكل أفضل من الجهاز التدريبي.

كأس العالم لكرة السلة

وأضاف عودة بأن كرة السلة الاردنية محتاجة الى وقفة رغم الجهود الكبيرة التي قامت بها اللجنة الفنية لتامين الاحتياجات المادية للفريق، ولكن كرة السلة اليوم تحتاج الى الكثير، والمسؤولية مشتركة بين اللجنة الفنية والأندية، داعيًا لتكاتف الجهود لتبني خطة شمولية لتطوير لعبة كرة السلة بجميع محاورها وعناصرها.

 فادي الصباح

للمدرب المخضرم والمندوب الفني للاتحاد الدولي لكرة السلة فادي الصباح كلمة فيما حصل مع صقور النشامى في المونديال، والذي استهل كلامه بأنه كان بالإمكان أفضل مما كان، فالأداء والنتائج  لا يتناسبان مع الاعداد المثالي الذي وصل لثلاثة أشهر، وهو الأفضل بين الفرق المشاركة في المونديال من حيث المدة وعدد المباريات التحضيرية.

كأس العالم لكرة السلة

ودعا الصباح الى وضع خطة واستراتيجية من الآن لتحضير المنتخب لمونديال قطر 2027، و أن البداية يجب أن تكون من الألعاب الآسيوية القادمة، حيث تكون الخطوة الأولى في اشراك منتخب شاب وتغيير جذري في طريقة لعب المنتخب وتحسين الأداء،  خاصة أن التأهل إلى كأس العالم لم يعد إنجازًا، بل الإنجاز هو بلوغ الالعاب الأولمبية، لذا يجب النظر إلى الألعاب الاسيوية كمحطة إعداد لصنع فريق جديد.

   يوسف أبو بكر

المدرب يوسف أبو بكر ولاعب المنتخب سابقًا أكد لألترا صوت بأنه لم يكن بالإمكان أفضل مما كان، وأن التركيز يجب أن ينصب على تطوير القاعدة والأندية، وأضاف أبو بكر بأن المنتخب قد أظهر في مباريات كأس العالم قدرته على مقارعة الفرق العالمية الأخرى، وإن عابه افتقاده للياقة البدنية والتحضير الذهني، خاصة بأنه كان الإمكان تقديم مستويات أفضل من لاعبين كأمين أبو حواس و زين نجداوي، كما لم يتم أيضًا اشراك لاعبين أخرين، وأضاف أبو بكر: الكل توقع نتائج ومركز أفضل من الذي تحقق، وأن المنتخب كان بإمكانه الحلول ثانيًا وليس رابعًا في الدور الأول.   

كأس العالم لكرة السلة