10-أكتوبر-2022
لوحة لـ نيكيفور/ بولندا

لوحة لـ نيكيفور/ بولندا

أُغنية

 

اشتريت كتابًا رثًا

من بائعٍ مُسِنْ

يفرشُ الكتب على الأرضِ

كانَ شِعرًا

يفوح منهُ القِدم..

وجدتُ فيه ذكرى:

 

"أُغنيةٌ في جلدِها الثلجي

حسناءٌ من حقولِ القُطن

تُنضّدها الشمس

تشربُ القمر مثلَ الأطفال".

 

منذُ ذلك الـوقت

وأنا أُفتشُّ عنها في الوسائد.

 

قد جاء الموت حافيًا

 

أمي الحزينةُ طالما أبكيتُكِ 

ورأيتِ عمري خريفًا

يأكلُ فرحتكِ

صغيرٌ إلى أن كبرت

مشيتُ على عمركِ

وكانت الخطى دمعة على دمعة 

أنا وحيدُكِ، والضريبةُ التي لا تنتهي

أنا،

المزعجُ

الكئيبُ

المُضني.

 

كم كنت أشربُ من عمركِ

إلى أن جفَّت فيكِ العيون

كيف لهذا البيت أن يتوضَّأ بعد الآن؟!

 

شبح الشوارع

 

1

 

شبحٌ يدور في الشوارع مثلَ ملعقةٍ

في كوبه الأزرق الموشوم بالغيوم

لا أطرقُ بابه ولا أضغط على زرِّ الجرسِ

أنتظر حدسهُ أن يشم دخاني ويهبط مثلَ ملاك

أسمعُ خطواته على السلّم وأشم فيه عبق الطفولة.

 

2

 

كل النساءِ حتى أم أولادك لا تعرف معنى الضوء الذي يشع من روحك مثلَ قنديلٍ في بستانٍ يضجُ بالعطر لكن بابه مغلق.

 

3

 

في موسم الشح

تقف النساء على عتبات حضرتك

يهدين النذور وينتظرن الهبات

يدعين أن يطلَّ عليهم شبحك ولو بنسمة.

 

4

 

تحنّي إبطيها برطوبة الوردِ وتكسر الغصن ثم تزرعهُ في جسدك.

 

5

 

يعكّر صفوك نشازُ لحنٍ ما أو أغنية مسروقة من فنّانك المفضل، ولكنك لا تكترث لو سقطت السماء الآن.

 

 

6

 

أشكُّ أحيانًا أنك مخلوقٌ منذ زمنٍ بعيدٍ، وفي كل مرة تعيش الحياة بثوبٍ جديد لكنك لا تغير طباعك،

ولا يعجبك شيءٌ وابنٌ عاقٌ للصيف.

 

7

 

في كل مدينةٍ لك حبيبةٌ ذبحتها بسكينْ من حرير

جمعيهن يحتفظن بخيط من خيوطك يا "خياط الأرواح"

تلك تربطهُ على اصبعها والأخرى تربط به شعرها،

والمسكينة تلك تخيط بهِ ثوبها العتيق.

دلالات: