15-ديسمبر-2016

تادووتش كانتور/ بولونيا

تاديوس دابروفسكي (1979) شاعر بولندي ومدير الفنون في مهرجان "شاعر الحريّة" في أوروبا، وهو رئيس تحرير مجلّة (Topos) الأدبيّة. وقد نشرت قصائده في العديد من المجلّات الأدبيّة العريقة في بولندا، كما ترجمت أشعاره إلى أكثر من عشرين لغة، وفيما يلي ثلاث قصائد للشاعر تظهر لأوّل مرّة بالعربيّة.


المنحدر الطفيف

حين أكتب قصيدة 
أراها تتلاشى شيئًا فشيئًا 

وحين أقترب من الجبال،
أراها تختفي وراء تلّة صغيرة
خلف المنحدر الطفيف. 

وبمجرد أن أقف معهم 
وجهًا لوجه،
أراهم ينتزعون منّي كلامي. 
أفضل القصائد
هي تلك التي تنتهي منتصفَ الطريق

الخوف الجيّد

ثمّة خوف جيد، قد يكون الخوف 
جيًدًا وأنت تخفي عائلة 
من اليهود تحت أرضيّة 
بيتك، ما دمت محتفظًا بهم فإنهم بشر، 
وما داموا هناك، فأنت في حال أفضل. 

قد يكون الخوف جيّدًا، 
إن كنت تخفي في مخدعك
ما ليس له من وجود، مخاوفك 
أنت، وفيك أنت ينمو مطهرٌ 
في داخلك. أحيانًا 

قد لا يطيق هذا أحدهم، 
فيمضي خارجًا 
إلى الأبد. وأحيانًا، تطلق أنت أحدهم، 
خارجًا، لمجرّد أن تفهم 
لمَ يكمن المعنى في خوفك. 

كما أنّه، أيضًا، قد خلّى سراح ابنه. 

صبيّ الفانيلا 

ثمّة مطر ساديّ-مازوخي في لايبزيغ. يصفع
الأرصفة. 
يغرز أصابعه في مصارفها. ينهلّ في وسط المدينة، 
ثم يجرف معه الأدلة، 
وهكذا لا يلاحظ الرئيس يوم الاثنين 
أيّ شيء. ولكن

الرئيس ليس أفضل حالًا، فهو يضرب زوجته، 
تلك التي 
تأخذ الأمر على أنّه زوبعة زوجيّة معتادة. 
إنّني أدخّن سيجارة
عند نافذة فندق، وأخمدها على
أسكفّة النافذة،
وهي تذكّرني بقفاك. وفي الأسفل
هناك
شاعر شابّ يدور في موقف السيّارات، 
هزيل الفم، لا يدري أنّه في ظرف عشر 
سنين سيلتقيك
بعد زواج برجوازي فاشل، 
ليس فيه 
حبّ، ولا حتّى 
عنف

(هنا المازوخيّة الحقّة). إنّه يسير 
بين السيّارات قبل أوّل 
أمسية 
شعريّة له، يحاول أن يتقلّد قناع 
سيّد، 
ولكنْ ثمّة خرسٌ في فمه. إنّه يطوّف 
في نزُلٍ ما. وأنا أشاهده 

من الأعلى، من نافذة فندق 
ذي خمسة نجوم. 

نبلّل أنفسنا. لحسن الحظّ أنّه 
لا يعرف 
أيّ شيء عنك بعد. أناديه، 
وأتبادل الغرف معه، 
أجفّف نفسي بمنشفته، وعليها 
بقعٌ من دم. 

ليته لا يتوقّف أبدًا عن كتابة القصائد. 

اقرأ/ي أيضًا: 

20 رسالة حب إلكترونية

حدقة تأكل بياضَ العين