06-ديسمبر-2016

علاء حمامة/ سوريا

فائضٌ على الحياة

لن يعشش السنونو من جديد...
فكل شيء أصبح ترفًا
نزقًا باردًا...
هاجسَ وداع انطباعات العيون لاختلاجات وطن

الضحكة ترف
اللقمة ترف
ارتجاف اللغة في أذني عاشقة أُسقط في يدها... ترف

وطنٌ أبيض ترف
سهرة الصحبة لاقتناص الوقت بالجدوى... ترف
كأس نبيذٍ يقرّب الحلم قليلًا.. ترف

البيت.. ترف
الشارع.. ترف
الحياة.. ترف
اعتقالٌ يأكل العمرَ دقيقةً دقيقة.. ترف
حفنة ترابٍ لإغلاق مدى الموت.. ترف

كل شيء يسوّد كحدقة تأكل بياضَ العين
تتفرع لعزلة وفزع
 
أمنية غريبة لساكني الغربة
يا إخوتي لا تقتلوني
أحلم أن أموت بيد الغريب
يا للترف…

  • ألمانيا 7/5/2016

 

هشاشة

هشةٌ أنا كإسفنجة
أمتصُّ كلَ ما فاضَ عن ألم الغريب
فأشتاق لأكون أمي فجأةً
حين المغيب أفاقَ على شروقِ مَفرَقِها..
فنأتْ عني

هناكَ حيثُ للأرضِ معنى الوجود
تعيدُ مدارات يومِها
تُقطِّع أصابِعَها مع هشاشةِ الفول
تبتسمً للبصلِ في الطنجرة
وتقول لي:
عودي... 
اشتهيتها لك يا حبيبتي

وأنا يا أمي...
يعرّش حزني على بقايا أوتار الغريب
يركِنُني وعدًا مجهولًا
للحنٍ لن يعزفه لي

وعندَ البابِ
كشروقِ الغربةِ في صحنٍ فاتني منكِ
أعيدُ رسمَ هشاشتي
مركونةً كما الغبار
على أوتارِ العود

  • ألمانيا 6/6/2016

 

سجناء الوقت

هي اللحظة....
يقول المثقف.. لحظة تاريخية
تقول الجريدة.. لحظة بلحظة
الخارج من الماضي.. يكحل عينيه بالرماد.. يمتشق سيفه.. 
ويقول: سأعيد لكم فصلًا ناقصًا لم تروه... لحظة
العابق بندى المستقبل..
يدّور زوايا الزمن لاستعجال اللحظة

نفوّت حبنا ببطء
وداعَ أشيائنا/ذواتنا بهروبٍ مارقٍ على الموت
نجبل الطين خبزًا مرّ التكوين
فننتشي للحظة
وننكسر للحظة
ونعود لننتشي عرقًا صافيًا
ننسكب معه في اجتياح اللحظة

نؤجل اللحظة بـ"لحظة"
ونحن المعتقلين 

اللحظة تنجينا.. وتقتلنا لحظة

  • بيروت 16/6/2013

اقرأ/ي أيضًا:

أيلولُ كان وقحًا هذا الخريف

يدايَ عروقُ الصبّار