08-نوفمبر-2021

المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (تصوير: بريان سوكول)

مقدمة المترجم

أسواق عامرة بالمشترين والباعة، بيوت مسكونة بالزيارات وجمعات الأصدقاء، أعياد ميلاد وصالات للسينما، ونبيد فرنسي. مدافئ مصنوعة من المرمر الخاص، وصور أخرى دافئة ينبثق عنها إحساس بالحب وسط كومة من الأمل كأن كابل التي نقرأ عنها، ليست تلك التي نشاهدها الآن، فعلى الجانب الآخر يوجد سياق مرير يلفت الأنظار إلى مصير شعب يعاني طوال سنوات عديدة، وله مصائر تتقلب بين الخير والشر، وبين التناقضات الكثيرة التي لا يمكن مرات الإمساك بها، إذ أنّ الفوضى تحيط بكل ما نعتقد بأنّه واضح لا لبس فيه.

لـ خالد حسيني وكتاباته حضور في المشهد الثقافي العالمي من خلال أعماله الثلاثة الأساسية التي حظيت بشهرة واسعة، وهي: عداء الطائرة الورقية. وألف شمس ساطعة، ورددت الجبال الصدى. وذلك ليس لأنّه يتحدث عن أفغانستان المريضة، بل لأنه ينسج علاقات اجتماعية عائلية يمنح من خلالها أفغانستان صورة لأي مجتمع بشري، قبل أن تقترب الحرب من رئته، فيقع صريع الجوع والقنابل والتطرف. وإن كان خالد حسيني يكتب -كما يقول بلسانه- عن كابل من وجهة نظره الشخصية، فهو مع ذلك يظهر وجهًا آخر لبلاده، يأتي به من قلب حكاية العائلة الأفغانية التي لا نعرف عنها الكثير، ويقفز بها من جيل إلى آخر، حاملًا معه تشابكاتها، علاقة الآباء بالأبناء، علاقات الأخوة والصداقة، وتراثها المتنوع على مدرج أزمنة مختلفة، منذ خمسينيات القرن الماضي، ولحظة سقوط النظامي الملكي، إلى الاحتلال السوفييتي، وصعود طالبان، وفترة الحرب الأمريكية.

لم يحضر خالد حسيني لأنّه يتحدث عن أفغانستان المريضة، بل لأنه ينسج علاقات اجتماعية عائلية يمنح من خلالها أفغانستان صورة لأي مجتمع بشري

كابل إذًا هي أكثر من ثلاث مراحل تاريخية. إنها كابل بأسواقها وثقافتها، بشيعتها وسنتها، بشتون، وطاجيك وهزارة، فقراء وأغنياء. إن أفغانستان في اختلافها العرقي والديني، في تاريخها الملكي، وتركيبها القبلي، تعطي انطباعًا كافيًا عن الشرق الأوسط، كما إن ملامح تضاريسها لا تكاد تختلف كثيرًا عمّا نعرفه في بلادنا، أنهار وجبال، ومساحات واسعة. وبين البادية والحضر، بين المدينة والريف، بين طبقة المثقفين وعامة الناس توقف التاريخ الأفغاني عند منحى قاتم يحيل بحال من الأحوال إلى الوضع الإنساني لدول أخرى أنهكتها سنوات طويلة من الحرب والاقتتال. وبتعبير خالد حسيني، إن الجبال راحت تردد الصدى، صدى فيه من الغموض، ما جعل أبوين يبيعان طفليهما، حكاية تلخص وضع بلاد كاملة التهم السواد حاضرها، وتذكرنا بمصائر ثانية في صنعاء والموصل وحلب.

اقرأ/ي أيضًا: أدب سالي روني.. الحميمية والأيديولوجيا إذ تجتمعان في كتاب

يشتكي خالد حسيني على الدوام بأن الحديث عن أفغانستان يرهقه. فالمكان لا يحب أن يفارق ذاكرة الروائي، إذ يعترف على لسان أبطاله "مخطئون فيما قالوه عن الماضي، لقد تعلمت كيف أدفنه، إلا أنّه دائمًا يجد طريق عودته"، إذًا ثمة زمن من الصعب أن يفرّ المرء منه وهو زمن طفولته. صحيح أن الكاتب قد فرّ من بلده طفلًا لكنه يعود إليه في حكاياته لإحساس بالذنب يراوده بسبب مصائب حلّت بقومه واستطاع النجاة منها، وكلما اعتقد بأنّ ذلك الإحساس قد اختفى عاد والتصق به من جديد. والأحرى هي ذاكرة قديمة تتحرك في وجدانه لتمنحه ذلك التدفق في الحكاية الأفغانية فيغني أغانيهم، يعيش وقائعهم في الرخاء والحرب رغم أنّ خالد حسيني لا يشاطرهم المكان لكنه يقدم لهم حكاية جميلة في واقع بات مؤلمًا، يراه الراوي "ثقل" لا يود الحديث عنه في كل مناسبة، رغم أنّه أكثر مؤلفي هذا البلد شهرة.

تقفز كابل مرة ثانية إلى المشهد. أناس مذعورون يتعلقون بالطائرات، ونساء يدفعن بأطفالهن من فوق سياج شائك. إن أفغانستان صار بلدًا مفتوحًا على كل الاحتمالات كما في كل روايات خالد حسيني التي تظل قصصًا مفتوحة، متشابكة ومتداخلة، لا يمكن أن تغلق منذ أن غادر أمير بطل روايته الأولى بلاده، والأفغان قد سُلب منهم رغد حياتهم الهادئة، وتأرجحت مصائرهم بين الحرب واللجوء، بين كابل المدمرة وباريس العامرة ومدن أخرى مرّ بها خالد حسيني في هجرته مع والده، قبل أن يستقر به المطاف طفلًا أمريكيًا، يلاحقه طيف أفغانستان، صوت حسان وآخرين، ونساء كابل الخائفات على مصيرهن من اغتصاب الجنود الروس وسطوة التطرف وشدة القصف الأمريكي، فكان يعود بهم إلى زمن قديم في رواياته، إلى زمن كان أجمل وأكثر سكونًا من الآن، مع ذلك هو زمن روائي على الأقل، فالآن كابل لم تعد هادئة مثل طفولة أمير وحسان، حيث لم يدرك كلاهما أنهما كانا ينتميان لطائفتين مختلفتين، لقد تغير كل شيء، ولم يعد ينظر إلى الأشياء بعيني طفل، والدين، والمصالح والعالم كلّه يلعب بتلك الطفولة، وحلقت طائرات حربية فوق سماء كابل عوضًا عن الطائرات الورقية.

يعاد الحديث مرة ثانية عن أفغانستان. في هذه المقابلة التي أجراها الصحفي الألماني موريتز باومشتيغر يقدم خالد حسيني كصوت مزدوج، أفغاني وأمريكي. وقد نشر هذا الحوار في آب/أغسطس 2021 كجزء من التغطية الصحفية لانسحاب القوات الدولية من أفغانستان، وسيطرة طالبان على كابل. وما أعقب ذلك من نقاش في الدوائر السياسية الغربية بخصوص الانسحاب يُلخص في هذا اللقاء، لذلك أثرت ترجمته لاسيّما أن خالد حسيني، معروف لدى القارئ العربي، غير أنّه وفي هذا اللقاء يتحدث كخبير سياسي، قبل أن يكون روائيًا.


مقدمة الصحيفة

إن رواية خالد حسيني "عداء الطائرة الورقية" كانت بمثابة استعادة لماضي عهد طالبان الأول في أفغانستان. كيف ينظر الكاتب للاستحواذ الجديد على السلطة؟ حوار حول الصور القادمة من كابول والسؤال عن تبعات الحدث في الوقت الراهن بالنسبة للأفغان هناك.

خالد حسيني: أنا كاتب أمريكي أفغاني، ولست سفيرًا أفغانيًا. لكن بالطبع أشعر بالقلق في هذه الأيام حول البلاد

اقرأ/ي أيضًا: عن صالح علماني

كان على خالد حسيني أن يترك وطن عائلته عندما كان طفلًا، رّغم ذلك فإنّ الطبيب والكاتب يعتبر بالنسبة للكثرين في الغرب واحدًا من أهم المفسرّين لأفغانستان: إنّ روايته "عداء الطائرة الورقية"، الصادرة عام 2003، قد جسّدت في قصة هروب، العنف ضد الأقليات في البلاد، والهيمنة الأولى لطالبان. وقد بيعت الرواية على مستوى العالم بأكثر من ثمانية ملايين نسخة. كذلك وإنّ رواية "ألف شمس ساطعة"، 2007، ورواية "ورددت الجبال الصدى"، 2013، كانتا في قوائم الكتب الأكثر مبيعًا. اليوم، وبعد السقوط الحديث لكابل في يد طالبان، يتوجب على الحسيني مرة أخرى أن يفسّر أفغانستان: فالوكالات الأمريكية تطلب إجراء المقابلات من غرفته في شمال كاليفورنيا، حيث تواصلت معه صحيفة زوددويتشه.


  • السيد حسيني، إن آخر كتاباتك كانت مستوحاة من غرق الطفل السوري آلان كردي في عام 2015. هل تراقب بالفعل الأحداث في مطار كابول من منظور الكاتب؟

لا، فأنا غير قادر على هضم الصورة القادمة من هناك. أنا مشغول بالكامل بتتبع مجريات الأمور في كابل، وأحاول بأي كيفية أن أستوعب الأمر. إن كل شيء يحدث بسرعة، وهذا يقهرني. إن أفكاري عالقة لدى الزملاء والأصدقاء والأقارب، والكثير منهم لايزال في كابل حيث يبحثون بأي وسيلة ما أنّ يفروا من الوضع الفوضوي. نحن لا نعلم كيف سوف يكون مصيرهم في آخر المطاف. وإلى الآن، لم أضيِّع أفكاري بشيء آخر أبعد من ذلك.

خالد حسيني: الحالة التي جرى بها الانسحاب ليست مقبولة، ولا يمكن تبريرها بأي طريقة

  • لقد قلت ذات مرة، إنّ الحديث الدائم بخصوص أفغانستان بمثابة عبء ثقيل.

أنا كاتب أمريكي أفغاني، ولست سفيرًا أفغانيًا. لكن بالطبع أشعر بالقلق في هذه الأيام حول البلاد، وحول ملايين من الأفغان والأقليات العرقية. وحول نساء وفتيات مصيرهن فقط بيد منظمة تعمل منذ خمسة وعشرين عامًا وأكثر على سلب الاستقلال النسائي. أنا أشعر بالقلق على عدة مستويات.

اقرأ/ي أيضًا: نيجيريا بلد ترسمه الروايات

  • أنت منذ العام 2016 سفيرًا لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وفي هذا الدور تابعت العديد من الأزمات، هل كان من الممكن تفادي هذه الأزمة؟

هل تسأل، فيما لو أمكن تفادي هذه المشاهد من المطار؟

  • نعم.

بالطبع. يستطيع المرء أن يبني وجهة نظر كما يريد بخصوص انسحاب القوات الدولية. إلا أنّ الحالة التي جرى بها الانسحاب ليست مقبولة، ولا يمكن تبريرها بأي طريقة. إنّ الوقت المحدد للانسحاب من المفترض أن ينتهي في 31 آب/أغسطس، وضمن ظروف طبيعية كان الوقت بالكاد سوف يسمح لعشرات الآلاف من أولئك الذين عملوا مع القوات الدولية، والذين وعدناهم بالحماية، بالمغادرة جوًا. والآن تتوهج الصور القادمة من المطار بمصائب أخرى.

  • مثال على ذلك؟

مئات آلاف الأفغان عالقون بشكل مستمر في أزمة إنسانية متصاعدة. أكثر من نصف مليون يهربون من بعض أنحاء أفغانستان. وبسبب الوضع الأمني السيئ فإنّ تدخل العاملين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لأجلهم يبدو صعبًا. من قرأ الصحف أو شاهد الأخبار سوف يكون شاهدًا، كيف يحاول آلاف الأفغان من كابل الخروج من البلاد. ونحن بالكاد نرى الآخرين: ثمّة ملايين من الناس في المناطق الريفية البعيدة بحاجة للمساعدة. وأنا أطلب من كل أحد هنا: أن يقدم المساعدة!

  • إن هذا الانهيار السريع للدولة جعل الكثيرين في حالة ذهول. أنت أيضًا؟

لا أعتقد بأنّ الانخراط الغربي منذ البداية كان محكومًا عليه بالفشل. إلا أنّ الأخطاء قد ارتكبت بشكل دائم. ولم يتم تأسيس حكومة فعالة بشكل ناجح. وما رأيناه عوضًا عن ذلك: عدم كفاءة سلسلة من الحكومات التي وبنظر الأفغان قد فقدت شرعيتها بشكل كامل بسبب الفساد. الدولة لم تتمكن من تقديم أي شيء للشعب، ولا حتى الحماية ضد طالبان.

خالد حسيني: بعد سقوط كابل بدأت في واشنطن لعبة "اللوم المتبادل". الجمهوريون رأوا أنّه ذنب الرئيس الحالي، والديمقراطيون يرجعون ذلك لاتفاق ترامب مع طالبان

بعد سقوط كابل بدأت في واشنطن لعبة "اللوم المتبادل". الجمهوريون رأوا أنّه ذنب الرئيس الحالي، والديمقراطيون يرجعون ذلك لاتفاق ترامب مع طالبان.

اقرأ/ي أيضًا: 5 روايات عن الدكتاتورية.. من أجل فهم الأنا الأعظم

وبايدن لا يخطر في باله شيء أفضل من توجيه إصبع الاتهام لجيش الأفغاني. لقد كافح الجيش لعشرين عامًا بشجاعة وبعتاد سيئ وخسارات عالية، ومرتبات لا تصل لشهور في بعض الأحيان. وفي الوقت الحالي تريد حكومة غير موثوقة إرساله في معركة أخرى غير رابحة.  إن المعنويّات المنخفضة للمقاتلين أمر مفهوم، وانهيار الجيش لم يكن مفاجئًا.

  • الغرب يُجري نقاش برثاء ذاتي معين. هل العشرون سنة الماضية كانت بلا جدوى؟

أنا أرى في هذا سؤالًا مشروعًا. بالطبع يوجد في أفغانستان العديد من الإشكالات المسجلة بشكل جيد، سواء تلك التي تخص الحكومة أو تجارة الأفيون، وما إلى ذلك. وإذا أردنا أن نسجل هذه الأزمات في لائحة، يحتاج الأمر لعدة صفحات. لكن أيضًا كان هناك إصلاحات إلى حد كبير. هذا قد لا يترك انطباعًا مؤثرًا لدى المواطن العادي في الغرب، إلا أنّ الحرّية بالنسبة للأفغان والمقدرة على التنقل في البلاد، والتعبير عمّا يفكر به المرء، قد أحدث فارقًا كبيرًا. ملايين الأطفال يذهبون إلى المدرسة، والنساء امتلكن حق التعليم والرعاية الصحية وفرص العمل.

  • لطالما أشار السياسيون الغربيون إلى وضع النساء عندما كان ذلك يناسب تمديد مهمة الانتداب. والنقاد يقولون: قبل أي شيء آخر، لم يكن ذلك من باب القلق الحقيقي على مصير الأفغان، إنما لأجل الحصول على موافقة الشعب وأعضاء البرلمان.

أنا أعي هذه الصياغة. لكن أضيف أيضًا: إذا نظرت إلى الدستور الأفغاني، فهو يخصّص في الوقت الحالي ربع المقاعد البرلمانية للنساء. ونتيجة أخرى لتواجد القوات الدولية كانت بأنّنا قد امتلكنا مجموعة متحضرة ومميزة من الشباب الأفغان الذين امتلكوا تدريبًا مهنيًا ممتازًا، ولديهم تواصل مع العالم من خلال مواقع السوشيال ميديا. وهم يتجادلون في قضايا القرن الواحد العشرين، وقضايا حقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية. إنّ كل هذا لم يسقط من السماء، بل إنّ الظفر به كان مؤلمًا، وتخلله الدم والعرق والدموع. فهل كل هذا سوف يتقهقر إلى الوراء؟ أعتقد أن هذا سؤالًا مُلحًا للغاية.

  • تسعى طالبان في الوقت الحالي بأنّ تظهر بصورة متسامحة ومعتدلة. هل يمكن أن يثق المرء بهذا؟

إذا كانت الكاميرات موجهة نحوهم، والعالم بأكمله يراقب طالبان، فإن مسؤوليها اليوم يعرفون ماذا يجب أن يقولوا، وبأنّ طالبان قد تغيرت، وأصبحت أكثر حداثة، وتقبل حقوق الإنسان. لكنني أبقى متشككًا جدًا. فالقسم الأكبر من القيادة القديمة لازال نشيطًا. وبالإضافة إلى ذلك فإن طالبان دائمًا ما امتلكت أزمات في السيطرة على مقاتليها في الإقليم. وحتى إذا ما توجب على القيادة أن تكون أكثر خبرة وحكمة: فإن المقاتلين العادين هم شباب لا يعرفون أفغانستان إلا بعد 11 أيلول/سبتمبر. لقد ترعرعوا بذهنية القتال ضد القوات الدولية، ولم يتعلموا شيئًا أو بالكاد عرفوا شيئًا آخر ليس له علاقة بطرق القتال. لذلك: ما تقوله طالبان شيء. وما سوف تفعله في الأسابيع والأشهر والسنوات القادمة، شيء آخر.

خالد حسيني: امتلكنا نتيجة لتواجد القوات الدولية مجموعة متحضرة ومميزة من الشباب الأفغان الذين امتلكوا تدريبًا مهنيًا ممتازًا، ولديهم تواصل مع العالم

  • كيف سوف يؤثر الانسحاب السريع والمفاجئ على النفسية الأمريكية؟ أغلب المعلقون أشاروا بشكل فوري إلى مقارنات مع فيتنام وتحدثوا عن فترة سقوط سايغون.

في ذلك الوقت ظهرت عدة صورة أيقونية قليلة، وهي تصل للتّو في الثانية الأخيرة. هل شاهدت الصور التي ظهرن فيها أفغانيات وهن يسلمن أطفالًا صغارًا للجنود الأمريكان حول سياج المطار، كي يتمكنوا على الأقل من إخراجهم؟ إنّها تفطّر القلب.

اقرأ/ي أيضًا: ماركيز بلا ذاكرة

  • إنّ السياسة الخارجية في الولايات المتحدة الأمريكية في حالة تقهقر منذ وقت طويل. وبعد هذه الصور من الصعب على السكان تحمل مهام جديدة لمعالجة القضايا السياسية والاجتماعية. أليس كذلك؟

من الأفضل لو أنك تسأل أحدًا في واشنطن عن هذا الشأن. كيف يؤثر ذلك على سياساتنا الخارجية: هذا ليس من اختصاصي. أنا آمل في هذه اللحظة، وقبل كل شيء، أن يتم التدخل بمستوى مماثل لعام 1975: فبعد سقوط سايغون أقرت الولايات المتحدة الأمريكية قانون "مساعدة المهاجرين واللاجئين في الهند الصينية". وأكثر من 130000 إنسان من فيتنام ولاوس وكمبوديا، استطاعوا الوصول إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأضافوا لمجتمعنا الكثير من ذلك الوقت. أنا آمل بحال مشابه يتم فرضه لأجل الأفغان.

  • هل هذا مثال على التفكير الإيجابي الذي اكتسبته في الولايات المتحدة؟ لقد قلت ذات مرة، بأنّك لن تفقد تفاؤلك، لأنّه وفيما عدا ذلك لن يتبقى إلا السخريّة.

إنّه سؤال مؤلم جدًا. ولكي أكون صريحًا: في هذه اللحظة أفتقد بصعوبة شديدة رؤية أي ضوء، وفي هذه اللحظة يبدو الأمر بالنسبة لي جدًا حالكًا. وآمل بأنّ أكتشف في الأيام القادمة شيئًا يعيد لي قليلًا من التفاؤل.

 

اقرأ/ي أيضًا:

جوناثان غوتشل: كيف تجعل منا الحكايات بشرًا؟

أمل دنقل.. أخناتون الذي كتب شعرًا