10-نوفمبر-2016

فوتوغراف: حازم رعد/ سوريا

قنّاص

إِصبعٌ لا يستريحُ
زِندٌ يَتَكِئُ القدَر
قدرٌ محكومٌ ببندقيةٍ بلهاءَ
وأنت

ما أدراكَ من أنا؟
من علمكَ ما أنتَ فاعلٌ بي
من جَمَّدَكَ في متاهةِ اللحظة
هي اللحظةُ التي جَمَعتـنا
عينُكَ 
رصاصةٌ 
وأنا

تكتبُ حياتَكَ لحظاتٍ تَسرِقُ حيوات
تُطلقُ القَدرَ بإصبَعِكَ
تأخذُ تنهيدةً
تسكنُ السطحَ
ويَسكُنُكَ الفراغ

ياأنتَ.. من أنت؟
ومن أنا؟
عينٌ
طلقةٌ 
وأنا

هي اللحظةُ إذن ما جَمَعَنا
فَرقَتني عن حلمي
وأعطَتكَ اسمَكَ
قنّاص

  • دمشق 9/8/2011

 

أصدقاء الغياب

يسألني:
من أيِّ عناصرٍ تشكلتِ؟
لا أدري
قد يكونُ رمانُ ضيعتنا أحدها
تفاحةٌ عجراءُ مقضومةٌ بيدِ طفلٍ
ورماها...

قد أكونُ بقايا نيزكٍ
تاهَ في الكونِ وسقطَ
في حِجرِ رداءِ أمي
نورَ شمسٍ أخرى
ثارتْ على صقيعِ البُعاد

من أنا؟
اسألْ لُغزَ الحياةِ
نِطافَ أبي
بيوضاتِ أمي
غربةَ ليلةٍ صيفيةٍ
على سطحِ الدارِ
حبًا تاهَ بينهما للحظات

هل ولدتُ من لِقاحِ الحبِّ
أم كنتُ مُجرّدَ لحظة هباء؟

من أنا؟
في لحظةِ الثورةِ هذه
أكتشفُ تفاصيلَ تفاصيلي
مكانَ القلبِ فيَّ
لا ليسَ في صدرِي
متاحٌ هُنا على كفّي
عيوني نوافذٌ للعتمةِ
ويدايَ عروقُ الصبّار

أنا الآنَ
أنا مُجرّدةٌ
من بقايا القهوةِ
أفترشُ صحنَ الدارِ
أُداعِبُ أصدقاءَ الغِيابِ
وأراهِنُ على بقايا موتي.

  • دمشق 25/9/2011

 

حرية

لو أُعطيكَ يديَّ 
ما أنت فاعل؟
تعلقُ مشنقتي
أم تزهرُ ياسمينًا
في جنباتِ الحُبِّ؟

لو أعطيكَ عينيَّ
تغزو الحِسانَ
أم تصبحُ قناصًا؟

لو أعطيكَ دمي
أتتبرعُ به لجريحٍ
أم تروي الحريةَ في حمص؟

لو أعطيكَ ما شئتَ مني
احنُ عليَّ قليلًا
اغفر لي شقاوتي
وعش حُلمًا لا يتجزأ
بأنَّك حُرّ...

  • دمشق 16/2/2012

 

ثلاث ساعات

ثلاثُ ساعاتٍ تكفي
لأخرُجَ مِنَ المحسوسِ
وأنامَ عميقًا

ثلاثُ ساعاتٍ لأنسى
أن من يُقتل هنا
هو قلبي
وأنَّ الياسمينَ مُبكرًا
أزهرَ في أزقّتي

ثلاثُ ساعاتٍ تكفي
لأصلَ لـ"بابا عمرو"
من هنا
لأغسلَ من الدمِ كَفَني

ثلاثُ ساعاتٍ للقتلِ
لا تكفي
حينَ يتهاوى الرصاصُ
ثلجًا وبقايا ندفٍ
على جرحي

ثلاثُ ساعاتٍ للعتمةِ
ولا نورَ
ينيرُ حبري

هي الوحشةُ تَقسِم اليومَ
على مهلٍ
ثلاثَ ساعاتٍ للحلمِ
ثلاثَ ساعاتٍ للفعلِ

فتجزّأ بينهما ما أردتَ
اليومُ يكفي
ويكفي..

  • دمشق 18/2/2012

 

خبر عاجل

ببساطةٍ نموتُ
تحتَ جسرٍ بانتظارِ العبورِ
تتهاوى أحمالُ أكتافِنا
نغادرُ بقايا احتمالنا
والقلوب

ببساطةٍ
يركضُ طفلٌ 
يُبَعثِرُ خُبْزًا
تترنحُ امرأةٌ
تَحمِلُ جُرحًا
خبرٌ عاجلٌ
هكذا انتهينا
ونحنُ نموت

ببساطةٍ..
قناصٌ يَرشِقُ أقدامًا وَجِلة
عينٌ تَسقُطُ على مئذنة
قلبُ القديسينَ يبكي
حين تناجيهِ أرملة
تهوي بيوتٌ
وتعوي قنبلة

ونحنُ
بمنتهى البساطةِ
نموت..

  • دمشق 10/3/2012

 

ليل ومستحيل

الليلُ يَصعَدُ إلى السطّحِ
يصبُّ ما تبقى من زادهِ
يقولُ للقمرِ:
كأسَك

المستحيلُ يَلتَفُّ على عُنُقي
يَخنقُ ماتبقّى من أنفاسي
يَستَحي أن يقول:
أُحِبُّك

الشجاعةُ لا تختارُ
تزفُّ شهيدها الأخيرَ
تستقبلُ بَطلها الجديدَ
تتجاوزُ الليلَ والمستحيل

ماتبقّى من البلدِ
يوضّبُ حقيبَتَهُ الصغيرةَ
يتطلعُ إلى القمرِ
يُحصي أنفاسيَ
ويُسافر...

  • دمشق 23/5/2011

 

اقرأ/ي أيضًا:

يجدرُ بكَ أن تتبخر!

صحراء غرفة النوم