22-نوفمبر-2016

لاجئة سورية في تركيا (تصوير: جودي هيلتون/ أمريكا)

تحت سقف المنفى

لم يعد يعنيني كل هذا الزحام
لا الموت ولا غاياته
لا الحب ولا تجلياته
لا الوطن ولا تفريعاته

لم تعد تعنيني كل المعاني المستحيلة
سأقول للرجال إني حصرم عجوز
وللنساء إني تجاويف جوز الهند
للحب إني ضرست
ولرجلي الوحيد إني هاوية بلا قرار

لم يعد يعنيني هذا الوطن البديل
وهذا السرير البديل
وهذا الحلم المسروق في ساعة غفلة
سأقول لهم إني مللت طلب الرحمة
وإن الشفقة خرجت من عيوني مع ماء النهر
إني أكره طعم الفورست
ولكنة اسمي معلوكًا كبصقة

لم تعد تعنيني بداية البدايات
الـ50 متر لشخص و65 لشخصين
أريد مترًا بنصف متر
لا يملكها أبناء أرضي
وهنا تكفيني جرة الفخار لأنفجر رمادًا لا يعنيه أين تحمله الريح

كل الصور كذبة
كل تجميلات الكلام كذبة
كل هذه الحرية وهم
أنت الهارب من السجن
الغربة سجنك
بحجم سرير وكيبورد

إن هربت فتعلم أن تهرب جيدًا
كغجري يعشق صهيل الخيل
كحصان شارد لم يدجنه أحد
كسر عاشقٍ يعوي حبيبته على مفرق جبل

لا تكن متعرجًا كمائة مسلك للكعبة صوب عرفات
لا تكن مفضوحًا كصفحة فيسبوك لناشط رديء
لا تكن وحيدًا كسائح يترصد نفسه قبالة صرح غريب

إن أعلنتك الهزيمة فكن جديرًا بها
كمحارب لم تفقده المعارك أسنانه فتشبث بزيل ثوبه.

  • ألمانيا 15/10/2016

تمرّد على القسوة

لنغادر التلفاز قليلًا
لنتحدث برحابة صدر
عن اتكاء المطر على حواجز الشرفات
عن العشق والجسد والفرق بينهما

لنتحدث عمّن اخترع القنبلة
من تفشّى في ليل المدينة
كحبر صينيٍ فحولها لورقٍ رديء
لنتأبط الخصرَ واليد كعجوزين يتكئان العمر والذكرى

لنتمرد قليلًا
فنشكو النوم الباكر والزواج
قذيفة الهاون وتكسير الزجاج
نافذةً فتحتها الريح ع اتساعها فاخترقتها الرصاصة

سأنضو اللون قليلًا وأتكحل بهذا الليل
أشتكي الوحدة مثل كلنا
أمسد ذراعَ الأريكة
أنحني على الكأسِ
كفراغٍ خارجٍ من فراغ

  • بيروت 11/6/2014

عطش

أجراس الكنيسة فطور الصباح
دربكة مغنٍّ مغمور
يدرب أصابعه على البقشيش

خلف الجبل
قدسيا تقصفُ
أغنية أرمنية
لشبقِ بقايا وطن

أيلول وقح هذا الخريف
ربع الماغوط عطشى
قليلٌ من الغيم لا يضر

جدبٌ على الأرض
فوضى في القلب

اشتقتُ إليكِ
انقطعت الكهرباء

سآتِ إليكِ
أنظفُ القلب وحيدة

عطش
عطش
عطش

  • بيروت 3/4/2013

اقرأ/ي أيضًا:

هناك قبر يشير إليكِ كثيرًا

لولا الملح لتعفن الرأس