15-فبراير-2018

مبنى "جناح هيونداي" (Asif Khan)

يُعد هذا المبنى في مدينة بيونغ تشانغ بكوريا الجنوبية الآن، المبنى الأكثر سوادًا في التاريخ. فقد رُش مبنى "جناح هيونداي"، الذي صممه المهندس المعماري آصف خان، لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2018، بأحد أكثر الصبغيات المبتكرة سوادًا على الإطلاق، في هذا التقرير المترجم عن ساينس آلرت، تفاصيل أكثر عنه.


ترتفع جدران مبنى "جناح هيونداي" إلى 10 أمتار، 33 قدمًا، ويبلغ عرضها 35 مترًا، 115 قدمًا، وطُليت الجهة الخارجية من البناء بمادة فانتا بلاك VBx2، وهو نوع من الطلاء يختلف عن الفانتا بلاك. وتمتص مادة فانتا بلاك VBx2، التي ابتكرتها شركة Surrey NanoSystems، تقريبًا كل الضوء المرئي، 99 % منه، وهو ما يعطي انطباعًا مذهلًا. والمثير أيضًا في الأمر أن تثبيت مادة الفانتا بلاك الأصلية صعب جدًا على الأسطح.

طُليت جدران مبنى "جناح هيونداي" الخارجية بمادة فانتا بلاك VBx2، وهي مادة قادرة على امتصاص كل الضوء المرئي تقريبًا وتعطي انطباعًا مدهشًا عند مشاهدتها

تُصنع الفانتا بلاك من الملايين من الأنابيب النانوية الكربونية المُرتبة عموديًا، يبلغ قطر كل منها 20 نانومتر تقريبًا، أي أصغر 3500 مرة من عرض شعرة الإنسان، ويتراوح طولها من 14 إلى 50 ميكرون، مع العلم أن الميكرون يساوي 0.001 من الملليمتر. وعندما يسقط الضوء على هذه الكمية المهولة من الأنابيب النانوية، ينحصر في داخلها حتى يتبدد في صورة طاقة حرارية.

اقرأ/ي أيضًا:  متحف قلالة.. نافذة على الحياة في جربة

تتضمن الطريقة الأصلية لطلاء المواد بأنابيب الفانتا بلاك النانوية، ترسيبها على الأسطح باستخدام عملية كيميائية تعرف باسم "الترسيب الكيميائي للبخار". وتمتلك تلك الأنابيب قدرة مُذهلة على امتصاص 99.6% من الضوء المرئي والأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية.

وقد ابتكرت شركة Surrey NanoSystems نوعًا قابلًا للرش من هذه المادة، يحجب الضوء المرئي فحسب، إذ تصطف الأنابيب النانوية في هذه الطريقة بشكلٍ عشوائي، كما أن طلاء VBx لا يستخدم الأنابيب النانوية، ولكن يمكن استخدامه في الأغراض التجارية. وهذا هو المنتج الذي استخدم في طلاء مبنى "جناح هيونداي".

عندما يخيم الظلام، تبدو الأبعاد الثلاثية لجدران جناح هيونداي وكأنها اختفت. وتظهر القضبان ذات النهايات المضيئة وكأنها نجوم لامعة في مواجهة الظلام الدامس.

ابتكرت شركة Surrey NanoSystems نوعًا من الفانتا بلاك النانوية قابلًا للرش على الأسطح وبإمكانه حجب الضوء المرئي

اقرأ/ي أيضًا: العمران الجزائري.. تراث مضيّع وحداثة مستعجلة

قال آصف خان في تصريح له: "يبدو هذا البناء من بعيد وكأنه نافذة تطل على أعماق الفضاء الخارجي". ويضيف: "كلما اقتربت من البناء، يزداد هذا الانطباع حتى يملأ كامل مجال رؤيتك. ومن ثم، أثناء دخول المبنى، يخالجك شعور وكأن سحابة سوداء امتصتك بالكامل".

أما داخل المبنى، تجد العكس تمامًا، أسطح بيضاء براقة مصنوعة من رخام الكوريان، وهي مادة تستخدم بكثرة في أسطح المطابخ. كما أن المساحة بأكملها مُثبت بها نظام لحركة المياه يشمل جميع أطرافها، إذ تسقط 25 ألف قطرة مياه في الدقيقة، تتدفق عبر أسطح لا تمتص الماء.

تتيح أجهزة الاستشعار باللمس للزوار التفاعل مع نظام تدفق قطرات المياه، ما ينتج عنه تغير في إيقاع قطرات المياه عندما تتعارض مع أجهزة الاستشعار، ومن ثم تتدفق القطرات إلى بحيرة مركزية، والتي تُصرف منها وتواصل الظهور مرة أخرى.

 

 

قال مُصمم المبنى آصف خان، إنها تذكرنا بمدينة تُرى من الفضاء. كما أن كلا الجانبين من المبنى، صُمما تحت رعاية شركة هيونداي، التي تُصنع السيارة التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين، في إشارة إلى الهيدروجين الموجود في النجوم، والهيدروجين الموجود في الماء.

وقال آصف خان: "يكتشف زوار المُنشأة المائية بالداخل أنها باللون الأبيض الساطع. وعندما تتكيف عينيك على هذا المشهد، سوف تشعر للحظة أن هذه القطرات الصغيرة بحجم النجوم". وأضاف: "أردت من خلال هذا المشروع أن أنتقل من الحجم الكوني إلى حجم القطرات في خطوات قليلة. فتلك القطرات تحتوي على نفس الهيدروجين الذي كان موجودًا عند بداية الكون مثل النجوم".

افتتحت الصالة للجمهور في التاسع من شهر شباط/فبراير الجاري، خلال مراسم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية بيونغ تشانغ 2018.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فاس.. سيكولوجيا المعمار وطبائع التطرف

ما لا تعرفه عن "الكحول".. سر برج الإسكندرية المائل