18-فبراير-2018

سلفادور دالي/ إسبانيا

في هذه الغرفة الباردة

أمضي

أياماً مثقلة

بالوحشة والصقيع.

*

 

أحاول عبثًا إزالة كيس بلاستيكيٍّ

أظنّ لونه أسود

عن عينيَّ

فأطرافي متجمدة.

*

 

تبحثُ عيناي عن نافذةٍ

أو ثقبٍ لبابٍ

لأستجدي الدفء

فلا أجد غير الفراغ.

*

 

أتحسس جسدي

بمشقةٍ تصل أطراف أصابعي

إلى رأسي

فأتعثر في ثقبٍ في جبيني

يتجمد الدم على حوافه

فتزداد ارتعاشة أطرافي.

*

 

تحدق عيوني في الفراغ الأسود حولي

ويصرخ صوت مرتعدُ

داخلي

أين أنا؟

*

 

عبثًا

أحاول معرفة أين أنا

يرعبني هذا الفراغ

الأسود الذي يحيط

بفمي.

*

 

مثل ومضةٍ

تمر في دماغي المتجمد

أذكر أنني كنتُ ذا بشرةٍ سمراء

فلاحًا

ولي أطفال.

*

 

أسمع وقع خطواتٍ

تتجه نحوي

تمسكُ جسدي المتجمد

أيادٍ غليظة

وترميني فوق سرير متحرك.

*

 

ساعة

ساعتان

عشر

يركدُ جسدي

في مكانٍ أجهله

فلا يزال ذات الفراغ الأسود

يحيط بعينيَّ.

*

 

تقلُّ برودة جسدي قليلًا

بأن تسمح لعينيَّ بالتحرك

في مدىً أكثر اتساعًا

في هذا الفراغ.

*

 

أشتمُّ رائحةً

أظن أنني أعرفها

تقترب من رأسي

تنزع الكيس عن وجهي

أسمع صوت بكاءٍ

تقبلني ذات الرائحة

على الثقب المتسمر في جبيني

يتسرّب دفء شحيحٌ

إلى شفتيَّ

فيذوب صقيع قلبي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

لي من دمشق

حميمية في بغداد