28-يوليو-2021

كتاب "رواية الأصول وأصول الرواية" (ألترا صوت)

ألترا صوت – فريق التحرير

تستعيد هذه المساحة الأسبوعية، كل أربعاء، ترجماتٍ منسية مختلفة الاتجاهات والمواضيع، كُتب لها أن تؤدي دورًا معينًا في لحظةٍ ما، قبل أن يطوي الزمن صفحتها فيما بعد، لتصير ترجماتٍ "طي النسيان"، بعيدة عن اهتمامات الناشرين العرب. إنها، بجملةٍ أخرى، مساحة يخصصها "ألترا صوت" لرد الاعتبار لهذه الترجمات، عبر لفت انتباه القراء والناشرين العرب إليها، في محاولةٍ لجعلها قيد التداول مجددًا.


"رواية الأصول وأصول الرواية: الرواية والتحليل النفسي"، هو عنوان كتاب الباحثة والناقدة الأدبية الفرنسية مارت روبير (1914 – 1994)، الذي صدرت طبعته الأولى عن "منشورات اتحاد الكتّاب العرب" في العاصمة السورية دمشق عام 1987، ترجمة وجيه أسعد، مراجعة وتقديم أنطون مقدسي.  

"رواية الأصول وأصول الرواية"، مؤلَّف نقدي يقوم على دراساتٍ واسعة لعيّنات تكاد تغطي نماذج الفن الروائي كلها

يضم الكتاب الصادر للمرة الأولى عام 1972، ثلاثة أبواب وسبعة فصول. في الباب الأول "الجنس غير المحدد"، تفرد المؤلفة مساحة واسعة للإجابة على سؤال "لماذا الرواية؟"، من خلال تقديمها قراءاتٍ في تجارب عددٍ من أشهر الروائيين العالميين، مثل ثربانتس، ديدرو، ستندال، كافكا، فلوبير، مرغريت ميتشل، نابوكوف، بالإضاف إلى فرجينيا وولف، بلزاك، دوستويفسكي، ديكنز، زولا، وغيرهم.

اقرأ/ي أيضًا: تُرجم قديمًا: 50 قصيدة من الشعر الأمريكي

وترى مارت روبير في هذا السياق، أن الرواية ليست سوى التنامي في قدرتها على ممارسة الوهم. وانطلاقًا من هذه الرؤية، تبحث المؤلفة، في الباب نفسه، في عدة مواضيع مرتبطة بـ "الرواية الأسرية"، و"الرواية الجنسية"، و"عقدة أوديب"، قبل انتقالها إلى مناقشة قراءة فرويد لها، والإضاءة على أبرز الأعمال الأدبية التي تناولتها، ومنها "سلامبو"، و"آلام فرتر"، وغيرهما.

في الباب الثاني "الجانب الآخر"، تواصل الكاتبة الفرنسية البحث في "عقدة أوديب"، و"الابن غير الشرعي"، وغيرها من المواضيع المتصلة بها، ولكن في سياقاتٍ مختلفة تراوح بين ما هو أدبي – خيالي من جهة، وبين ما هو ديني – ميثولوجي من جهةٍ أخرى.

وتحت عنوان "بلدان لا اسم لها والفردوس المفقود"، تتناول روبير "الرواية الرومانسية" في سياقاتٍ نقدية تبيِّن لها أنها صانعة قصص أكثر مما هي صانعة روايات. فيما تقدِّم في خامس فصول الكتاب "روبنسونيات ودون كيشوت"، قراءة واسعة في روايتي "دون كيشوت" لثربانتس، و"روبنسون كروزو" لدانيال ديفو.

تفرد مارت روبير في كتابها "رواية الأصول وأصول الرواية" مساحة واسعة للإجابة على سؤال: لماذا الرواية؟

أما الباب الثالث والأخير المعنون بـ "شرائح من الحياة"، فقد خصصته مؤلفة "مقدمة لقراءة كافكا"، لمناقشة مجموعة من العناوين التي تندرج ضمن خانة "البحث عن المطلق"، ومن بينها ما تسميه "الخصائص النابليونية للرواية"، التي: "تبدو أول الأمر في الراق الأوضح من القصة، حيث يتلخص وضع الشخصية الرئيسية برغبة عنيفة في الوصول، بواسطة النساء طبعًا، وبأسرع ما يمكن، كيما تغيّر وضاعة نسب تحس بها وكأنها لعنة سمو اجتماعية لا منازع فيه".

اقرأ/ي أيضًا: تُرجم قديمًا: مطبخ، خيالات ضوء القمر

"رواية الأصول وأصول الرواية"، مؤلَّف نقدي يقوم على دراساتٍ واسعة لعيّنات تكاد تغطي نماذج الفن الروائي كلها، من البداية وحتى أواسط القرن العشرين، حيث تشمل الأساطير والفولكلور وقصص الجنيات وغيرها من أنواع الفن الشعبي، وصولًا إلى الرواية الرومانتيكية والحديثة وغيرها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تُرجم قديمًا: نهاية اليوتوبيا

تُرجم قديمًا: دفتر سراييفو