02-مايو-2017

صفوان داحول/ سوريا

يطلُّ النجمُ يا مايا مساءً
ليرسلَ قبلتينِ إلى جفونِكْ
ويهربُ برعمٌ من كلِّ غصنٍ
ليزهرَ حينَ يشربُ من عيونِكْ
وتنكمشُ المسافةُ بينَ وردٍ وبارودٍ
إذا استـَـقـَـتِ العواطفُ من حنينِكْ
طريقٌ أنتِ بالأفراحِ والنعناعِ 
والبابونجِ والأوجاعِ
تمشي على إيقاعِ رحلتهِ القصيدةْ
تملّكـِكُ المشاعرُ كلَّ جرحٍ
وتزرعُ فيكِ أوهامًا جديدة ْ
فماذا ظلَّ يا مايا لقلبي
وقدْ وقعَ المتيّمُ في مكيدةْ
لمْ أقطفِ الأقمارَ هذا العامَ يا مايا 
وأجمعها بـِسلّاتِ الصباحْ
لم يُنـْـبِتِ النوروزُ هذا العامَ أزهارَ الشقائقِ في دمي
لم تنصهرْ بالبُـزقِ أصواتُ الرياحْ
الأرضُ قدْ أدتْ تحيّتها لقاتلها وأهملتِ الجراحْ
والليلُ يغتصبُ الصباحْ
بلدٌ على خشبِ المنابرْ يستباحْ

في الأفقِ أحذيةٌ تطيرُ
وفي الثرى جُبِرَ الحمامُ على النباحْ
والنحلُ يمتصُّ النزيفَ على شفاهِ الزهرِ
والشعراءُ حتى في اختلافِ الروي يتّحدون في روي النواحْ
لم يبقَ زهرٌ كي نغازلـَهُ بلا شكٍّ
فكلُّ زهورنا نبتتْ سِفاحْ
بلدٌ على جثثِ الملائكِ يستريحُ
ولا يُـراحْ
لم أستشرْ
أو أستخرْ
أوأختبرْ
أو أنتظرْ
فالكلُّ قد ولدوا سِفاحْ
يا أيّها السوريُّ
همْ سمّوكَ سوريّا
لتحسبَ كلَّ مذبوحٍ نبيّا
وسمّوا أرضَكَ الفردوسَ حتّى
غدوتَ لكلِّ مُعْتَقَدٍ ضحيّةْ
فحتّامَ الشعوبُ تراكَ لحمًا
وتجعلُ منكَ قربانَ الهديّةْ
ستبقى تجهلُ الدنيا ولكنْ
ستفهمُ حينَ تلعنكَ الهويّةْ
ملايينٌ من الأحلامِ طارتْ
وأسقطَها مِزاجُ البندقيةْ
أتصرخُ؟ 
ليسَ في الوديانِ أذنٌ مقدسةٌ
فتسمعُها الوصيّةْ
تلفّتْ، لنْ ترى في الأرضِ أهلًا
فلا تلقِ السلامَ ولا التحيْةْ
صلاةٌ كلُّ بصقةِ مستباحٍ
وكلُّ فتاةِ بؤسٍ مريميّةْ
ومن وحْلِ الجواربِ
في خيامٍ تؤاخي الموتَ
تخرجُ مزهريّةْ
البرقُ يضيءُ الدربُ ويخمدُ
امشِ على شعرةٍ من جثّةِ جدّتـِكَ اللغةِ القديمةِ
واحملْ تفّاحةَ السقوطِ من غصنِ جرحكَ
بفعلِ جاذبيّةِ لونِ عينيكَ
البرقُ يضيءُ ويخمدُ
أمسكْ شذراتِ الضوءِ
وأوقفِ الزمان لثانيةٍ
لتبصرَ الأيدي التي تلطمكَ والكلاليبَ التي تنهشُ من قدميكَ
الغصنُ أخضرُ يا أخي
فاسلخْ روحَ بنتِكَ الصغيرةِ من ظلالهِ
وخذْ منها التفاحةَ التي تقضمها وانزعْ ما علقَ بينَ أسنانها من القشورِ
لتصبحَ أكثرَ تجرّدًا من الذاكرة
فلا تذكّـِر ابنَ الأميرِ الأسيرِ
بأنها أنقذتْ أبيهِ من الأسرِ مقابلَ آخرَ تفاحةٍ نهشتها
إلى الحبِّ خذني
ليهدأَ قلبي من الموجِ في بحرِ مأساتنا الدائمةْ
أيعقلُ أنّا خيالٌ وهذي السماءُ بأوجاعنا حالمةْ
إلى الحبِّ خذني
لأصطادَ قافيةً من شفاهٍ تكسّرُ جرّةَ وحْيٍ على كلِّ قبلةْ
أحبّكِ حينَ أعشقُ صمتَ قلبي
فخصركِ واحةٌ ويدي نخيـلُ
أحبكِ حينَ أكتبُ عن بلادي
فوجهكِ غيمةٌ وأنا حقولُ
أحبكِ حينَ أطرقُ بابَ موتي
فرمشكِ سورةٌ وأنا رسولُ
أحبكِ كلما أحببتُ أخرى
فأنتِ كنانةٌ وهواي نيلُ
أحبكِ لو يصيرُ الصِفرُ جذرًا
وتفنى في المعادلةِ الحلولُ
أحبّكِ حينَ لا أدري
أحقًّا أحبّكِ
أمْ أنا كذبًا أقولُ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

موت بمواعيد واضحة

ليس سوى عراق