27-أبريل-2023
Getty

يركز خطاب المعارضة على انتقاد الأزمة الاقتصادية والاستجابة للزلزال (Getty)

رجّحت وحدة معلومات الإيكونوميست البريطانية فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالانتخابات الرئاسية المنوي تنظيمها في 14 أيار/مايو المقبل أمام منافسه كمال كليجدار أوغلو مرشح المعارضة التركية ضمن تحالف الطاولة السداسية. 

وعزت الإيكونوميست توقعها إلى مجموعة من الأسباب بعضها يتعلق بشخصية أردوغان ومواصفاته الكارزمية وبعضها الآخر يتعلق بأوضاع تركيا الاقتصادية والسياسية حاليًا، كما توقع تحليل الإيكونوميست أن يحافظ حزب العدالة والتنمية الحاكم على أغلبية مقاعد البرلمان مع تراجع نسبي في تلك الأغلبية.

رجّحت وحدة معلومات الإيكونوميست البريطانية فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالانتخابات الرئاسية المنوي تنظيمها في 14 أيار/مايو المقبل

وتُعدّ الانتخابات الرئاسية والتشريعية التركية القادمة هي الأهم في تاريخ تركيا الحديث، حيث يسعى فيها أردوغان للفوز بفترة رئاسية إضافية بعدما استمر في السلطة هو وحزبه لعقدين، فضلًا عن الوضعية الاقتصادية للبلاد في ظل ارتفاع مستويات التضخم على نحو غير مسبوق وتراجع قيمة العملة.

Getty

الأسباب والعوامل المرجّحة لفوز أردوغان

على غير ما تظهره استطلاعات الرأي من تقدم مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو على الرئيس أردوغان، توقّع تحليل الإيكونوميست أن يتمكن الرئيس التركي من قلب الطاولة على منافسه لأسباب منها ما يتعلق بأردوغان ذاته الذي حكم البلاد لمدة عقدين من الزمان، وأحدث تحولًا في البلد العضو في حلف الناتو، وجعل اقتصاد تركيا واحدًا من الاقتصادات الرئيسية في الأسواق الناشئة، ومن بين الأسباب الأخرى ما يتعلق بأوضاع البلاد الاقتصادية والسياسية.

"إذ إن نسبة المصوتين الذين لم يحسموا أمرهم بعد (أي الناخبين المتأرجحين) مرتفعة وتزيد على 13%"، وتوقع تحليل الإيكونوميست أن "يستفيد الرئيس أردوغان من تاريخه الطويل من النجاحات منذ تولى المسؤولية وشخصيته الكاريزمية وقاعدة الناخبين المؤيدة له في نيل أصوات هؤلاء المتأرجحين والمترددين الذين تعد أصواتهم حاسمة.

وقد رصد تحليل الإيكونوميست عوامل أخرى تصبّ في صالح أردوغان، وسيكون لها على الأرجح الكلمة الفصل في النتيجة النهائية.

من بين هذه العوامل ما وصفه تحليل الإيكونوميست بـ"اقتصاد الانتخابات"، أي التدابير والإجراءات والقرارات التي دفع بها أردوغان وحكومته قبيل الانتخابات وكانت ذات صدى كبير، ومن بين تلك الإجراءات: رفع الحد الأدنى للأجور وتخفيض سن المعاش وإصدار إجراءات أخرى تتعلق بتأجيل أو تخفيض الضرائب والرسوم المستحقة للدولة.

بالإضافة إلى ما سبق ذكره، فقد كان تعامل أردوغان مع الحرب في أوكرانيا  محطّ إشادة داخلية.

Getty

كما يعزز من حظوظ أردوغان، الانشقاقات الأخيرة في صفوف التحالف المعارض الذي "يفتقد الانسجام في المبادئ والتوجهات العامة"، والدليل على ذلك انسحاب ميرال أكشنار، زعيمة حزب "الجيد" من التحالف مطلع آذار/مارس الماضي احتجاجًا على ترشيح كمال كليجدار أوغلو الذي يفتقد إلى التأييد الكفيل بإلحاق الهزيمة بأردوغان، قبل أن تعود مرة أخرى إلى الطاولة السداسية.

كان تعامل أردوغان مع الحرب في أوكرانيا  محطّ إشادة داخلية

ويركز خطاب المعارضة التركية أساسًا على استغلال الأزمة الاقتصادية وارتفاع معدلات التضخم، بالإضافة إلى انتقاد طريقة استجابة الدولة لكارثة الزلزال الذي ضرب جزء من الأراضي التركية شباط/فبراير، إلا أن هذه الورقة الأخيرة بالذات فقدت بريقها وقدرتها الإقناعية بعد الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة لصالح المناطق المنكوبة.