06-يوليو-2023
gettyimages

خلف العدوان الإسرائيلي على جنين دمارًا كبيرًا في الممتلكات والبنية التحتية (GETTY)

مع نهاية العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها، تكشف حجم الدمار الكبير الذي ترك في المكان، وإلى جانب 12 شهيدًا فلسطينيًا، وأكثر من 100 إصابة، فإن جيش الاحتلال قام بهدم عشرات المنازل، وتجريف وتدمير البنية التحتية، وشبكات المياه والكهرباء في داخل المخيم.

قالت المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيز: "إن عمليات القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وقتل وإصابة السكان بجروح خطيرة، وتدمير منازلهم وبنيتهم ​​التحتية، وتشريد الآلاف بشكل تعسفي، ترقى إلى مستوى الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي ومعايير استخدام القوة، وقد تشكل جريمة حرب"

وتحدث تقرير لخبراء أممين أمس الأربعاء، أن العملية العسكرية التي استهدفت مخيم جنين، واستخدمت فيها الطائرات الحربية  والآليات العسكرية البرية، وأدت إلى استشهاد ما لا يقل عن 12 فلسطينيًا، قد تشكل جريمة حرب.

وقالت المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 فرانشيسكا ألبانيز: "إن عمليات القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وقتل وإصابة السكان بجروح خطيرة، وتدمير منازلهم وبنيتهم ​​التحتية، وتشريد الآلاف بشكل تعسفي، ترقى إلى مستوى الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي ومعايير استخدام القوة، وقد تشكل جريمة حرب".

وأشارت ألبانيز "بين 3 و4 تموز/يوليو، قتلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 12 فلسطينيًا، من بينهم 5 أطفال، وأصابت أكثر من 100، في واحدة من أكبر العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة منذ سنوات. وأجبرت الهجمات آلاف الفلسطينيين على الفرار، وألحقت أضرارًا بالبنية التحتية والمنازل والمباني السكنية".

من

واعتبرت تقديرات أممية، أن "الهجمات كانت الأعنف في الضفة الغربية منذ تدمير مخيم جنين عام 2002"، مشيرةً إلى أن "تقارير متعددة تحدثت عن منع وصول مركبات الإسعاف إلى مخيم جنين لإجلاء الجرحى، مما أعاق حصولهم على المساعدة الطبية".

وبحسب ما ورد في التقرير هيئة الخبراء المستقلين لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فقد فر حوالي 4000 فلسطيني من مخيم جنين ليل الإثنين والثلاثاء، بعد "الضربات الجوية الإسرائيلية القاتلة".

ووصفت الخبيرة الأممية فرانشيسكا ألبانيز، الأمر بأنه "مفجع، حين نرى آلاف اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا أصلًا منذ 1947-1949، قد أجبروا على الخروج من المخيم في خوف شديد مع حلول الظلام".

واستنكرت ألبانيز ما يسمى بعمليات "مكافحة الإرهاب" التي تقوم بها القوات الإسرائيلية، قائلةً: إن "الهجمات لا يوجد لها أي مبرر بموجب القانون الدولي"، وأضافت أن "الهجمات تشكل عقابًا جماعيًا للسكان الفلسطينيين، الذين وصفتهم السلطات الإسرائيلية بأنهم تهديد أمني جماعي".

وأعربت المقررة الأممية عن قلقها البالغ إزاء الأسلحة والتكتيكات العسكرية التي استعملتها قوات الاحتلال الإسرائيلي "مرتين على الأقل خلال الأسبوعين الماضيين ضد سكان مخيم جنين".

getty

واعتبرت ألبانيز، أن الفلسطينيين في الأراضي المحتلة هم "أشخاص محميون بموجب القانون الدولي، ومكفول لجميعهم حقوق الإنسان بما في ذلك افتراض البراءة"، ولا يمكن أن "تعاملهم [إسرائيل] على أنهم تهديد للأمن الجماعي"، خاصة في الوقت الذي تقوم فيه السلطات الإسرائيلية "بضم الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتشريد سكانها الفلسطينيين وسلبهم لأراضيهم".

وأكدت المقررة الأممية، أن "العمليات الإسرائيلية في جنين هي تضخيم للعنف البنيوي الذي يتخلل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عقود"، وأضافت، أن "الإفلات من العقاب الذي تتمتع به إسرائيل على أعمال العنف التي ارتكبتها على مدى عقود، لا يؤدي إلا إلى تأجيج وتكثيف دورة العنف المتكررة".

ودعا تقرير الخبراء إلى "محاسبة إسرائيل بموجب القانون الدولي على احتلالها غير الشرعي، وأعمالها العنيفة "، ومن أجل إنهاء هذا العنف المستمر، شدد التقرير على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي، الذي "لا يمكن تصحيحه أو تحسينه في الهوامش، لأنه خطأ بالنسبة للجوهر".

وشارك في إعداد التقرير إلى جانب فرانشيسكا ألبانيز، كلٌ من: المقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان للمشردين داخليًا بولا جافيريا بيتانكور، والمقررة الخاصة المعنية بالعنف ضد النساء والفتيات ريم السالم.

دمرت شبكة المياه بشكل كامل في المخيم

المحكمة الجنائية تراقب

وفي نفس السياق، قال مكتب المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان لـ"وكالة فرانس برس" ردًا على سؤال بشأن أحداث جنين: إن "مكتب المدّعي العام يواصل مراقبة الوضع والتطورات في فلسطين من حيث صلتها بالتحقيقات المستمرة للمحكمة الجنائية الدولية".

وكانت المحكمة الجنائية الدولية، قد فتحت تحقيقات رسمية تتعلق بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 2021، وتحقّق المحكمة الجنائية في جرائم يحتمل أن يكون قد ارتكبها الجيش الإسرائيلي. لكن إسرائيل ترفض التعاون مع التحقيقات، أو الاعتراف باختصاص المحكمة، كما رفضت العضوية في المحكمة.

قتل الأطفال

وفي سياق آخر، قالت مذيعة "بي بي سي" البريطانية أنجانا جادجيل، خلال مقابلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت إن "القوات الإسرائيلية سعيدة بقتل الأطفال الفلسطينيين"، ورفض بينيت، ما جاء على لسان المذيعة، مدعيًا إن "الفلسطينيين دون سن 17 عامًا يطلقون النار على إسرائيليين".

وكانت المذيعة استهلت المقابلة بالقول "يصف الجيش الإسرائيلي العملية في جنين بأنها عملية عسكرية، لكننا نعلم الآن أن الشباب يقتلون، 4 منهم دون 18 عامًا"، مضيفةً "هل هذا حقًا هذا ما خرج الجيش للقيام به؟ لقتل الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و18؟ ".

وعقب نهاية المقابلة، انطلقت حملة تحريض إسرائيلية واسعة على الصحفية البريطانية.

getty

دمار في البنية التحتية

على صعيد الخسائر المادية، وفي إحصائيات أولية قالت محافظة جنين، أن نحو 80% من المباني في المخيم دمرت بشكل كلي أو جزئي، محذرة من تردي الأوضاع الإنسانية للأهالي.

وكشف نائب محافظ جنين كمال أبو الرُّب، أن نحو 800 منزل دمرت بشكل كلي أو جزئي، وأن العدوان الإسرائيلي على المخيم تسبب في تدمير شبكتي المياه والكهرباء بشكل كامل.

من جهته، وصف رئيس بلدية جنين نضال عبيدي، حجم الدمار داخل المخيم بالكارثي، مشيرًا إلى أن "البنية التحتية في المخيم دمرت بالكامل، وانقطعت الكهرباء ومياه الشرب والهواتف الأرضية كما تضررت شبكة الصرف الصحي"، بالإضافة إلى تدمير واحتراق عشرات المركبات، وتدمير عدة طرقات داخل المخيم.