19-يونيو-2023
تقوم عصابات بالتواطؤ مع جهات نافذة بإدارة عمليات الهجرة الغير شرعية من ليبيا (GETTY)

تقوم عصابات بالتواطؤ مع جهات نافذة بإدارة عمليات الهجرة غير الشرعية من شرق ليبيا (GETTY)

سلط غرق القارب، الذي كان يقل مهاجرين غير شرعيين قرب السواحل اليونانية، الضوء على العمليات التي تقوم بها عصابات التهريب والتجارة بالبشر بمساعدة جهات نافذة في ليبيا، التي تعتبر محطة عبور نحو أوروبا، ومنها انطلق القارب الذي حمل على متنه 750 مهاجرًا  غير شرعيًا باتجاه السواحل الإيطالية.

عصابات التهريب والتجارة بالبشر تتخذ من ليبيا محطة عبور نحو أوروبا بمساعدة جهات نافذة

تكشف صحيفة "الغارديان" البريطانية، في تقرير عن عدم وفاء قادة الصراع الليبي بالوعود التي قطعوها للدول الأوروبية بوقف عمليات الهجرة غير الشرعية، انطلاقًا من السواحل الليبية باتجاه أوروبا.

عرض لحفتر

تقول الصحيفة البريطانية، أن السفينة أبحرت من ميناء طبرق بشرق ليبيا، المدينة التي شن فيها زعماء محليون حملة ضد الهجرة الغير شرعية.

ولفتت "الغارديان"، إلى أن رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، قدمت عرضًا للرجل القوي في شرق ليبيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر، بالاستثمار في شرق ليبيا، خلال اجتماع جمعهم في 4 مايو/أيار الماضي بالعاصمة الإيطالية روما، مقابل جهوده لوقف تدفق المهاجرين من شرق ليبيا.

الرجل القوي في شرق ليبيا، خليفة حفار

اعتقالات وتعسف وترحيل للمهاجرين

بدأ حفتر ونجلاه، بإجراءات توحي بالتزامهم بالصفقة التي عقدت في روما، حيث قام حلفاؤهم بفرض حظر تجول ليلي مؤقت لوقف عمل المهربين، كما شنت القوات الموالية لحفتر عمليات مداهمة في البلدات الحدودية المتاخمة لمصر، وزعموا أنهم عثروا خلال عمليات المداهمة على 1000 شخص في مزارع ومنازل في انتظار نقلهم عبر البحر إلى أوروبا، كما قامت تلك القوات بتدمير قوارب، ومرفأ يستخدمه المهربون.

وحث نائب وزير الداخلية في حكومة شرق ليبيا فرج اقعيم، الذي تصفه "الغارديان" بأنه "أحد سماسرة السلطة في ليبيا"، السكان على الإبلاغ عن المهربين، ودعا القبائل التي تمتلك نفوذ على الحدود الليبية لتقديم المساعدة.

وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن عدد المعتقلين وصل إلى 4000 معتقل مع بداية الشهر الجاري، نُقلوا بالقوة سيرًا على الأقدام إلى الحدود المصرية عبر منفذ مساعد، على أساس أنهم كانوا في الأراضي الليبية بشكل غير قانوني، وأدى العنف الممارس ضدهم إلى وفاة صبي صغير.

وأعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا "UNSMIL" في بيان، عن مخاوفها بشأن "الاعتقالات والترحيل التعسفي" لآلاف المهاجرين وطالبي اللجوء في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك النساء الحوامل والأطفال، الذين قالت، أنهم كانوا محتجزين في ظروف غير انسانية، في "أماكن مكتظة وغير صحية"، ولفت البيان إلى أن الحملة "رافقتها زيادة مقلقة في خطاب الكراهية، والخطاب العنصري ضد الأجانب على الإنترنت وفي وسائل الإعلام"، لكن لم يشر البيان إلى الجهة المسؤولة عن ذلك.

لكن "الغارديان"، تقول إن مأساة غرق السفينة التي انطلقت من طبرق تدل على أن حفتر ونجليه لم يمنعا تجارة تهريب البشر، بالمقابل وبحسب "الغارديان" فإن البعض يقولون: إن "أفضل طريقة لوقف تدفق المهاجرين هي مراقبة رحلات الخطوط الجوية المدنية السورية المتجهة إلى الداخل الليبي، والتي تضم سوريين، وبنغاليين، وباكستانيين".

تعسف بحق المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا

تطرقت الصحيفة البريطانية، إلى زعم الصحافة المصرية أن الصعوبة التي تواجهها سلطة حفتر، تكمن في أن أوامره لا تصل إلى منطقة البطنان، أين يقع ميناء طبرق، وهو ما يعكس حقيقة أن "الجيش الوطني الليبي" الذي يقوده حفتر، هو في الواقع "عبارة عن تحالف مرن إيديولوجي، وفضفاض للميليشيات"، والبطنان هي موطن قبيلة العبيدات، وهم أنصار لحفتر.

وعلى الرغم من قدرة حفتر ونجليه في التعامل مع العديد من القبائل الليبية، لكنهم واجهوا "مقاومة شرسة، بسبب محاولتهم الاقتراب من مراكز التهريب في المناطق الحدودية".

أرقام مرتفعة لعدد محاولات الوصول إلى أوروبا من ليبيا

قدرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، أن هناك 680 ألف مهاجرًا غير شرعيًا في ليبيا، من أكثر من 41 جنسية مختلفة، وأن معظمهم من مصر، والسودان، وتشاد، والنيجر، ونيجيريا، بعضهم يتطلع للسفر بالقوارب إلى أوروبا، وآخرون يعملون بدوام كامل في ليبيا.

وقالت المنظمة الدولية، إن ما يقرب من 3800 شخص لقوا حتفهم على طرق الهجرة من داخل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا العام الماضي، وهو أعلى رقم سجل منذ عام 2017، وقد وصل حوالي مئة وخمسون ألف مهاجر وطالب لجوء إلى إيطاليا عن طريق البحر في عام 2022.

ومنذ بداية هذا العام حتى حزيران/يونيو، وصل ما يزيد قليلاً عن 54000 مهاجر، وهو ضعف العدد في نفس الفترة من العام السابق، وبنسبة متزايدة قادمين من شرق ليبيا، بحسب احصائيات للأمم المتحدة.

ورأت "الغارديان"، أن فرص الأوروبيين في العثور على حلفاء ليبيين فعالين لمنع وصول المهاجرين إلى أوروبا باتت ضئيلة، بسبب استمرار غياب حكومة وطنية موحدة تتمتع بالسلطة الكافية لإدارة البلاد. 

قدرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، أن هناك 680 ألف مهاجرًا غير شرعيًا في ليبيا، من أكثر من 41 جنسية مختلفة، وأن معظمهم من مصر، والسودان، وتشاد، والنيجر، ونيجيريا، بعضهم يتطلع للسفر بالقوارب إلى أوروبا، وآخرون يعملون بدوام كامل في ليبيا

وخلصت "الغارديان" إلى أن الأمر في النهاية يحتاج إلى قيادة أوروبية جماعية للتعامل مع ليبيا، بدلًا من الاعتماد على "جهات فاعلة سيئة النية والمخططات، لتجريم أولئك الذين يحاولون المطالبة بحقهم في اللجوء".