18-يونيو-2023
من

واحدة من الصور الأخيرة التي التقطت للمركب قبل غرقه. (AP)

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن خفر السواحل اليوناني ربما يكون متورطًا في غرق القارب الذي كان يحمل على متنه حوالي 750 مهاجرًا، والذي لا زالت أعمال البحث عن مفقوديه جارية إلى الآن.

المرصد قال في بيان صحفي إن لديه "شواهد قوية" تدفع للاعتقاد بأن القارب الذي غرق يوم الأربعاء الماضي، كان قد غرق "بعد اعتراضه من زورق تابع لخفر السواحل اليوناني، وقَطْرِه وإبعاده عن السواحل اليونانية."

وأَضاف أنه وفقًا لإفادات الناجين، فإن زورقًا تابعًا لخفر السواحل اليوناني ربط القارب بحبل لسحبه ومنعه من إكمال مسيرته باتجاه الشواطئ اليونانية، الأمر الذي أدى إلى غرق القارب ومن عليه من مهاجرين، وقد مكث الغرقى لمدة ساعتين على الأقل في المياه من دون الحصول على أي مساعدة.

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن لديه "شواهد قوية" تدفع للاعتقاد بأن القارب الذي غرق يوم الأربعاء الماضي، كان قد غرق "بعد اعتراضه من زورق تابع لخفر السواحل اليوناني، وقَطْرِه وإبعاده عن السواحل اليونانية."

الأورومتوسطي أكد أن طائرات تابعة للوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس) كانت ترصد قارب المهاجرين وتراقبه قبل ساعات من غرقه، الأمر الذي "يعني أنّ خفر السواحل كان على الأرجح على دراية كبيرة بالأوضاع داخل القارب" وأنه كان قادرًا على الاستجابة السريعة للحيلولة دون وقوع الكارثة التي أودت بحياة المئات.

رئيس المرصد، رامي عبده، قال إنه في حال صحة الشهادات التي تقدم بها الناجون، "فنحن أمام جريمة متكاملة الأركان تستدعي تحركًا أمميًا حازمًا لتحديد الجناة ومحاسبتهم ومنع إفلاتهم من العقاب، وإحداث تغيير جذري في تعامل الدول الأوروبية مع ملف الهجرة."

وأضاف أنه "نظرًا للسجل الطويل من الانتهاكات العنيفة التي تورّط بها خفر السواحل اليوناني أثناء عمليات صد وإرجاع المهاجرين وطالبي اللجوء على الحدود البحرية والبرية، فإنّنا لا نستبعد على الإطلاق أنّ غرق المركب كان نتاجًا للتصرفات المتهورة وغير المنضبطة لخفر السواحل اليوناني".

يشار إلى أن اليونان تعرضت الشهر الماضي لانتقادات حادة بعد انتشار مقطع فيديو يوثق عمليات إبعاد قسري لمراكب تحمل مهاجرين، الأمر الذي دفع الاتحاد الأوروبي للمطالبة بفتح تحقيق في المقطع.

https://www.ultrasawt.com/tags/%D8%A3%D8%B5%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D8%AD%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%83%D8%A7%D9%85

السلطات اليونانية كانت قد ادعت أن زورقًا تابعًا لخفر السواحل اليوناني ربط قارب المهاجرين بالحبال بهدف الاقتراب منه ومساعدته لكن المهاجرين رفضوا المساعدة ومضوا باتجاه إيطاليا.

عدد من الناجين ذكروا في شهاداتهم لناشطة حقوقية أن من كانوا على متن القارب كانوا يخشون أن يتسبب قطر القارب في قلبه بسبب اكتظاظه.

وفي إحدى الشهادات، يخبر أحد الناجين رئيس وزراء اليونان السابق، أليكسس تسيبراس، أن خفر السواحل ألقوا بحبل لمن على متن المركب، ثم "بدأ المركب بالتمايل يمنة وشمالًا لأنهم لم يكونوا يعرفون كيف يسحبون الحبل. كان زورق خفر السواحل يبحر بسرعة كبيرة في حين أن القارب كان مائلًا نحو اليسار، ثم غرق."

بيان المرصد علق على ذلك بالقول إن "رواية المتحدث الحكومي أغفلت على ما يبدو ما كشفته إفادات الناجين أنّ القارب تعرّض للغرق بعد قطره من خفر السواحل"، وأضاف أن "خفر السواحل اليوناني أصدر تصريحات وتحديثات متعددة حول الحادثة، لكنّه لم يذكر أنّ زورقًا تابعًا له ثبّت حبلًا على قارب المهاجرين وبدأ بقطره، ما يعزز الشكوك حول الأهداف الحقيقية وراء إخفاء معلومة مهمة في هذا السياق."

كما شدد على ضرورة التحقيق في ظروف غرق القارب وأٍبابه وفي الدور المحتمل لخفر السواحل اليوناني، في حين أنه قلل من أهمية طلب اليونان من وكالة إنفاذ القانون الأوروبية (يوروبول) دعم تحقيقاتها بشأن العصابة المتورطة في تسيير القارب وتهريب المهاجرين.

ووفقًا للمرصد، فقد احتجزت السلطات اليونانية عددًا كبيرًا من الناجين في أحد مراكز الاحتجاز وفرضت قيودًا شديدة على حركتهم وعلى تواصلهم مع أشخاص خارج المركز. كما قال إن المهاجرين كانوا قد تعرضوا أثناء رحلتهم من سواحل مدينة طبرق الليبية إلى معاملة إنسانية بالغة السوء وقد وصلت حد الضرب المستمر بالعصي.

يذكر أنه وفقًا لآخر الأرقام الصادرة عن السلطان اليونانية، فإن 78 شخصًا قتلوا غرقًا في الحادثة ونجا 104 آخرون، في حين لا يزال أكثر من 500 شخص ممن كانوا على متن المركب في عداد المفقودين.