03-مايو-2017

ورق لـ تمام عزام/ سوريا

1

مضت كلُّ هذه السنوات 
ولم يعرف أحدٌ 
ما لون عينيّ.

 

2

كانَ من الأفضل 
أن أجلبَ معي "أيلول" أيضًا
وأُطلقهُ هنا
كجروٍ صغير.

 

3

لا شيء يطعنُ هذه الوحدة
صارتْ 
في أبعدِ مكانٍ 
عن كلّ قذيفة
أتمنّى 
لو تُصيبَها.

 

4

أنطقُ باسمكِ 
كي يتغيّرَ 
طعمُ
هذا الهواء.

 

5

"ناقص أربعة" هي درجة البرودة الآن 
بينما تشعر بأنّها ناقص عشرين.
هكذا
ببساطة
يُمكنُ 
تفسيرُ المنفى.

 

6

أحاولُ قدر الإمكان تجاهلَ البحر.
لا أغلقُ الأبوابَ 
ولا النوافذَ
ولا أذنيّ
يكفي 
أن أفكّرَ بكِ.

 

7

أذهبُ إلى الأطباء 
فقط كي يفهموا 
أنّ علومَهم كلّها 
لا تداوي من الهجران.

 

9

كمهاجر غير شرعيّ 
أنشغل فقط بكبدي 
الذي يتمزّق ويتمزّق.
/
ليتني لم أولد في هذا العالم 
ليتني ولدتُ 
مباشرة
في العالم الآخر.

 

10

تقول الإوزة لطفلتها: 
هيا. تعلمي الطيرانَ بسرعة. 
علينا أن نُهاجر. 
لن نستطيعَ تحمّل هذا البرد الشديد. 
انظري 
كيفَ صار حال الأطفال السورييّن 
الذينَ
من عمركِ.

 

11

الفم مليء 
والكلمات فارغة 
لذلكَ أصمتُ.
صار لي سنة هنا ولم أُكلّم أحدًا
بفمي المليء هذا لا أستطيع أن أغادر مكاني
ولا غرفتي
وإذا سافرتُ 
تمتلئ حقيبتي بالكلمات 
وتموت.

 

12

عرفتُ 
راحتين في الدنيا 
إحداهما 
اليأس.

 

13

يجلس الأطفال القرفصاء منتظرين عائلاتهم. 
الآباء يذهبون ويجيئون وكأنّهم على باب غرفة العمليّات.
كلّ هذه الحياة يُخرجونها من تحت الأنقاض.
 /
سينتهي هذا العالم 
وأعودُ لحياتي.

 

14

أنسى أنّني منذ سنوات صرتُ خارج بلدي 
لذلكَ أعودُ إلى بيتي من الطريق الأطول 
كي لا أمر 
على أولئكَ الجنود النزقين عند الحاجز الشمالي 
كي لا أمسك برأسي مثل مجنون 
لأنّ الدم المتخثّر على أياديهم يُناديني. 
أضعُ أذني على تراب الغابة
لكي أسمع إخوتي
لكي أسمع ضمورَ قلوبهم ونموَّ صراخهم
بينما لا أجرؤ أن أضع أذني على الماء. 
هل فكّرت بذلكَ يا الله؟

 

15

الأزهارُ التي كنتُ أتحاشاها 
وكنتِ تحدّثينني عنها 
صارتْ تنبتُ هنا وفي كلّ مكان
حتى لو كانتْ شاحنة 
فإنّها تبدو لي 
كتلكَ الأزهار.

 

  • من مجموعة جديدة للشاعر ستصدر قريبًا في القاهرة بعنوان "عشب مكسور من وسطه". 

 

اقرأ/ي أيضًا:

الشتاء ساعة في يد أحد ما

أخشى على الطريق من خطواتي