11-فبراير-2019

الشاعر ديدَم ماداك (يوتيوب)

ديدَم ماداك (Didem Madak)، شاعرة تركية، غزيرة التأليف والترجمة، كتبت ثلاثة دواوين شعرية، وتوفيت عام 2011.


لقد تعلمت في السنوات الثلاث الماضية الكثير

تعلمت أن أنام على طابق السرير السفلي

وأن تنام طفولتي على الطابق العلوي

لقد صنعت من قلبي قوارب ورقية

لكنها ما أبحرت إلى ضفاف أخرى

تقول إنه العشق

ويستحيل يا سيدي على أصحاب الموانئ أن يصبحوا عشّاقًا!

لقد صدقت الله في السنوات الثلاث الماضية

فأحللت مكان البرد المراق في وجهي عشقًا كبيرًا

كلا

لم ينزل نور إلى وجهي، لكن وجهي صعد إليه

فإن نفدت دموع العين كانت حبات المسبحة

وإن نفدت حبات المسبحة فدموع العين

لقد عددتها

فوجدتها، حبات عزلة الإنسان، تسعة وتسعين

أو تقول إنه العشق؟

إني يا سيدي أعرف ما أريد

تعلمت أشياء كثيرة في السنوات الثلاث الماضية

كنشر الغسيل المرهَق في الشرفة

حدّ نزف الألم من أطرافه

تجفيف النعنع تحت الشمس.

أنا التي مسحت، كربّة أسرة محبة،

على رأس أوجاعها بلهفة.

لقد أمسى لدي معطف أضيع فيه

أيريد الإنسان أن يضيع؟

أنا أريد يا سيدي، وهكذا بلا تفسير.

أنا ذهبت إلى الأقاصي

فالأقاصي لا تأتيك، أنت ترتحل إليها

الأقاصي تريدك، فانظر، يا سيدي، حتى الأقاصي تفهم العشق.

شربت الحليب لعلّه يخفف من مراري

وركنت إلى زاويتي آكل الشوكولاتة لعلها تمتص مني سمي

تعلمت ما لم ولن تدركه من أناشيد إلهية

أنت ما السم لا تعلم

بيد أن السم، يا سيدي، يعلم ما العشق!

أنا التي في ليالي المعراج

بحثت تحت أجنحة النبي عن السلوى

بحثت عن صديق أستطيع النزول معه إلى الأرض

وأسميت المحزون النائم أخي وبحثت عن الشعر في وجهه.

في السنوات الثلاث الماضية

بحثت في وجوه النساء الموشومة عن وجهي.

أنا التي بلا بلاد تبحث عن بلاد في شتاتها.

ظننت آملةً أن الرشاد، ربما، سهل.

لكنني ولكي أرحل عن حياة اعتيادية

أخفيت الكنزات الصوفية المقلوبة.

لقد ظننت آملة أن الرحيل ربما سهل.

في بعض الأيام أشعر هكذا بالوحدة

فأسر همّي إلى صورة أمي.

أمي

لقد غسلت موت امرأة بيضاء بالشِّعر

إنك يا سيدي لا تعلم ماهية حب الظلال

لقد عانقت ليلةَ وفاتها آثار قدميها على خفيها.

تعلمت أشياء كثيرة في السنوات الثلاث الماضية

كألّا أتألم وأنا وسط الألم ماثلة

لقد اسودت حافة قلبي، يا سيدي، فأمست كملعقة خشبية

درت بها بين الأحياء الجانبية بنفسي.

أو تقول إنه العشق؟

مهلك سيدي

توقف هنا

فأنا التي انتهى بها المطاف حجرًا مبتلًا منسيًا

واقفًا عند حافة النهاية نهايته

هكذا مبتلًا

سيئ الرائحة

مشقّقًا ومولّها

أنت يا سيدي لا تعلم ما العشق

فوحده العشق يعلم.

 

اقرأ/ي أيضًا:​

ماناش باتاشارجي: امرأة

ديريك والكوت: الغريب الذي أحبّكَ