09-أغسطس-2023
gettyimages

حول ريشي سوناك، ملف اللجوء إلى أحد أبرز ملفات الحكومة خلال ولايته (Getty)

قالت بريطانيا إنها أبرمت اتفاقًا مع تركيا في محاولة لإبطاء تدفق المهاجرين الذين يمرون عبر الدولة الواقعة على البحر المتوسط ​​في طريقهم إلى أوروبا بما في ذلك عمليات مشتركة للشرطة.

مع احتلال قضية الهجرة جدول الأعمال السياسي في بريطانيا قبل الانتخابات المرتقبة العام المقبل، قالت الحكومة البريطانية إنها ستدعم مركزًا جديدًا للشرطة التركية، في سياق قضية الهجرة.

وقالت وزيرة الداخلية سويلا برافرمان: "شراكتنا مع تركيا، الصديق والحليف المقرب، ستمكن وكالات إنفاذ القانون لدينا من العمل معًا بشأن هذه المشكلة الدولية ومعالجة سلسلة توريد القوارب الصغيرة".

وجهت صحيفة "الغارديان" انتقادات حادة لطريقة تعامل الحكومة البريطانية مع ملف اللاجئين، حيث تستعد لنقل طالبي اللجوء إلى جزيرة بعيدة

وجعل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك خفض أعداد المهاجرين، الذين يصلون إلى بريطانيا تعهدًا رئيسيًا لهذا العام.

وفي السياق نفسه، وجهت صحيفة "الغارديان" انتقادات حادة لطريقة تعامل الحكومة البريطانية مع ملف اللاجئين، حيث تستعد لنقل طالبي اللجوء إلى جزيرة بعيدة.

وجاء في افتتاحية الصحيفة، أن وزارة الداخلية ستفشل طالما تصر على أن تتعامل مع اللاجئين كمجرمين، وأشارت إلى أن إحدى نقاط القانون الدولي، ومبدأ أخلاقي سليم، يقضي بعدم معاقبة الأشخاص الذين يسعون للحصول على ملاذ من الاضطهاد على الطريقة التي يصلون بها إلى مكان آمن، ويُمنح اللجوء على أساس الحاجة، وليس كحكم مشروط لطريقة الوصول.  

بودكاست مسموعة

"أوقفوا القوارب"

واتهمت "الغارديان"، الحكومة البريطانية بانتهاك هذا المبدأ منذ فترة طويلة، وبات  التعامل مع طالبي اللجوء كسجناء فعليين أثناء معالجة طلباتهم، وذلك عبر "قانون ترحيل المهاجرين"، سيئ السمعة الذي بات يعرف في أوساط سياسية بريطانية بـ "قانون أوقفوا القوارب".

ومرر مجلس العموم البريطاني، الشهر الماضي، القانون بعد تعديلات وصفها مجلس اللوردات بالجوهرية، ووصفتها المنظمات الحقوقية والنشطاء بالشكلية.

وعبر هذا القانون يسعى رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك للوفاء بتعهده بـ "إيقاف القوارب" التي تنقل المهاجرين عبر قناة المانش.

وبحسب الصحيفة البريطانية، هذا القانون يعني حرمان اللاجئين من حقهم بتقديم طلب اللجوء، بسبب طريقة وصولهم، ومهما كانت مصداقية طلبهم. 

وأضافت الصحيفة البريطانية: "نظرًا لوجود عدد قليل جدًا من الطرق القانونية لوصول اللاجئين إلى بريطانيا، فمن المنطقي أن يتم تصنيف الآلاف من ضحايا الاضطهاد اليائسين من العثور على الأمان في بريطانيا على أنهم غير شرعيين"، وتابعت "نظريًا سيتم ترحيل أولئك اللاجئين لبلدهم الأصلي أو إلى رواندا إذا اتفقت المحكمة العليا مع الحكومة بأنهم سيكونون بأمان هناك".

نقل طالبي اللجوء إلى جزيرة

وأشارت "الغارديان" إلى الخطة التي أعلنتها وزارة الداخلية الأسبوع الماضي، لنقل المهاجرين  إلى جزيرة أسينشن الواقعة في المحيط الأطلسي، وتبعد عن بريطانيا مسافة 4000 ميل، حيث  يُنظر إليها كبديل. لكنها أكدت أن احتمال الترحيل إليها  قبل الانتخابات  العامة المقبلة يقترب من الصفر.

وكشفت الصحيفة البريطانية أن هناك أعدادًا كبيرة من طلبات اللجوء، توقفت بسبب بيروقراطية وزارة الداخلية، حيث وصل عدد الطلبات المتأخرة إلى 166 ألف طلب، وأصحابها بحاجة إلى مكان للإقامة، ومن هنا جاءت فكرة بارجة بيبي ستوكهولم الراسية على بورتلاند في دورسيت الواقعة في جنوب غرب بريطانيا، والتي استقبلت أول دفعة من المهاجرين. 

زكي وزكية الصناعي

وأشارت وزارة الداخلية إلى أن ما يصل إلى 500 طالب لجوء قد يكونون على متن السفينة بحلول نهاية الأسبوع، في إطار خطة للحكومة لنقل طالبي اللجوء إلى سفن وقواعد عسكرية سابقة.

وتقول الحكومة البريطانية، إن تلك الخطة تهدف إلى تقليل فاتورة إيواء طالبي اللجوء، إذ إن إبقاءهم في فنادق يكلفها 6 ملايين جنيه إسترليني يوميًا.

من جانبها، وصفت "الغارديان" البارجة بـ"السجن العائم"، وأوضحت أن رئيس الوزراء ريشي سوناك، يريد أن يعرف الناس في داخل وخارج  بريطانيا، أنها ليست وجهة غير مضيافة، فمن ناحية سيشعر المجتمع بالراحة بألا أحد يتلاعب بالنظام، وفي الخارج  يريد ردع محاولات الوصول لبريطانيا عبر القوارب. 

تختم "الغارديان" افتتاحيتها، بالقول: "الحقيقة المبتذلة هي إن نظام اللجوء في بريطانيا، لا يعمل لنفس السبب إلى حد كبير، الذي جعل العديد من الخدمات العامة الأخرى تنهار بعد 13 عامًا من حكومة المحافظين"

وتشير الافتتاحية، إلى أن أيًا من القوانين التي وصفتها بالتعسفية، ستنجح بوقف بحث اللاجئين عن ملجأ آمن، كما أن "نذالة" وزارة الداخلية لن تقنع الناخبين الذين يرون بريطانيا متساهلة بأمر الهجرة، مبينةً أن هذه الإجراءات ستجعل النظام أقل فاعلية.

فشل في معالجة الملف 

وتختم "الغارديان" افتتاحيتها، بالقول: "الحقيقة المبتذلة هي إن نظام اللجوء في بريطانيا، لا يعمل لنفس السبب إلى حد كبير، الذي جعل العديد من الخدمات العامة الأخرى تنهار بعد 13 عامًا من حكومة المحافظين (الميزانيات غير كافية، والافتقار إلى الإرادة السياسية لمعالجة الإصلاح المؤسسي)".

وأشارت "الغارديان"، إلى أن أكثر ضحايا العبور عبر قناة المانش هم الأشخاص الذين يشعرون أنه ليس لديهم طريقة أخرى للعثور على ملاذٍ أمن، وتقابل الحكومة مناشدتهم بالحصول على الأمان بالسجن، وتصميم على تصويرهم كمجرمين، هو غباء بقدر ما هو وحشية، وفق الغارديان.