12-يوليو-2021

اعتقال متظاهر في لاغوس (Getty)

أصبحت الضغوط الممارسة في نيجيريا عبر المنصات الرقمية تخيف المنظومة الأمنية في البلاد، وقد أصبحت مع الوقت وسائل التواصل الاجتماعي أداة لإنقاذ حياة النيجيريين، وهم الأن يناضلون من أجل الحفاظ على هذه المنصات في مواجهة القوانين المحتملة التي يمكن للسلطات فرضها عليهم. فبالنسبة للعديد من النيجيريين، تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى الأداة المفضلة للتعامل مع تجاوزات المسؤولين والقيادات العليا ورجال الأعمال الأثرياء والعسكر، وذلك عبر التشجيع على الحشد والاحتجاج والمطالبة بالمحاسبة، بحسب تقرير نشره موقع غلوبال فويس.

خولت وسائل التواصل الاجتماعي لأي شخص من أي مكان في نيجيريا وساعة شاء أن يشارك المعلومات والآراء، الأمر الذي ساهم في إفراز شكل إدارة جديد عرفته الاحتجاجات منذ سنة 2020

وتشير المعلومات الواردة من تقارير عديدة إلى دلائل تفيد بصعود أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في المشهد الديمقراطي في نيجيريا. بدأت هذه الدلائل مع احتجاجات ENDSARS ضد وحشية الشرطة العام الماضي 2020 من قبل مجموعات من النشطاء الحقوقيين والصحفيين والكتاب وصناع الأفلام والفنانين، ومن ثم الغضب الذي أفرزه حظر تويتر من قبل الحكومة، وما تبعه من احتجاجات في جميع أنحاء البلاد بمناسبة المعركة التاريخية لدعم الديمقراطية من خلال مقاومة الدكتاتورية العسكرية، بحسب تقرير منشور في الواشنطن بوست. وهذا ما يفسر سبب تعرض هذه المساحة الحرة للتضييق والخنق في الوقت الحالي، حيث أصبحت حرية التعبير ونشر المعلومات جرائم يمكن أن تودي بالناشطين المدنيين إلى القتل أو العنف والسجن.

اقرأ/ي أيضًا: مطالبة واسعة بدعم قرارات رفع الحصانة في قضية انفجار مرفأ بيروت

وكانت قد بدأت التحركات بهدف حل الفرقة الخاصة لمكافحة السرقة والتهرب الضريبي SARS، وهي وحدة تابعة للشرطة النيجيرية تم إنشاؤها في عام 1992 واشتهرت بالاعتقالات التعسفية غير القانونية والاحتجاز والقتل خارج نطاق القانون والتحرش الجنسي بالنساء ومعاملة الشباب النيجيريين بوحشية واستخدام الرصاص الحي في مواجهة المتظاهرين، كما قامت بارتكاب مجازر بحقهم أخرها كان مقتل 12 متظاهر في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، بحسب ما أفادت منظمة العفو الدولية.

وكذلك العام الماضي، حصدت تغريدة على تويتر أكثر من 10 آلاف تفاعل، وتتضمن التغريدة خبرًا عن قتل فرقة مكافحة السرقة لشاب وأردوه قتيلًا تاركين إياه مرميًا على الأرض، وانتشر الفيديو على تويتر وأثار سخطًا شعبيًا كبيرًا في نيجيريا، وأعاد إلى الواجهة مطالبات النيجيريين بضرورة إلغاء هذه الفرقة. وقد قوبلت هذه التحركات والمطالبات دومًا بنفس الوعود لإصلاح الفرقة أو إعادة تنظيمها، لكن لم يحدث شيء منذ حينها. وأيضًا، بدأت الوسوم بالظهور وأصبحت أكثر تأثيرًا، ومنها وسم ENDPOLICEBRUTALITY. وكذلك انتشر شعار "لقد أخطأتم مع الجيل الخاطئ" في إشارة إلى أن الشباب النيجيري من الجيل الحالي ليس كالجيل السابق وأنه لن يسكت على كل هذه الانتهاكات، وشارك في هذا الوسم النيجيريين المغتربين حول العالم.

وعلى عكس أشكال التظاهر السابقة، اتخذت الاحتجاجات نموذجًا جديدًا غير مركزي ولا يتمحور حول شخص أو قيادي أو مجموعة أو منظمة بالتحديد، بل خولت وسائل التواصل لأي شخص من أي مكان في البلاد وساعة شاء أن يشارك المعلومات والآراء، وهكذا بدأ الناس بالتجمع في العديد من النقاط في مجموعات صغيرة استعدادًا للاحتجاج، بحسب ما جاء في تقرير نشره موقع أفريكا ريبورت. وقام النشطاء بتشكيل فريق كبير على تويتر لجمع التبرعات، وفريق من المهنيين القانونيين المتطوعين، والطهاة المتطوعين، ومسؤولي الأمن الخاص، والمسؤولين الطبيين، ومستخدمي الإنترنت الذين كانت مسؤوليتهم هي التغريد باستمرار باستخدام الوسم عبر وسائل التواصل الإجتماعي.

وبدأ المحتجون بالتكاتف للإبلاغ عن الاعتقالات والعنف الوحشي ومساعدة بعضهم وتأمين الدعم الطبي، ونشر الناس تنبيهات حول أماكن عمل مسؤولي وحدة مكافحة السرقة وأنقذوا مئات النيجيريين الآخرين. كما وجمع المواطنون الأدلة ضد الحكومة والشرطة، وأيقن الشبان أن تويتر والمنصات الرقمية لم تكن مجرد منصات وسائط اجتماعية فقط، بل أدوات تمكنهم من تحفيز أنفسهم والأخرين لاتخاذ إجراءات ضد الحكومة ومحاسبتها.

 

اقرأ/ي أيضًا

ترحيب أممي بتمديد مجلس الأمن لتفويض إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا

دراسة جديدة للأمم المتحدة تتناول تأثير فيروس كورونا على ضحايا الاتجار بالبشر