20-ديسمبر-2019

تكليف دياب المفاجئ فتح الباب أمام تكهنات عديدة (رويترز)

بعد أكثر من شهر ونصف على استقالة سعد الحريري من رئاسة الحكومة، على إثر الاحتجاجات الشعبية، أُقيمت الاستشارات النيابية الملزمة التي تمّ تأجيلها أكثر من مرة، وسمّى 69 نائبًا الوزير السابق حسان دياب لرئاسة الحكومة. وعلى إثرالاستشارات، استدعى رئيس الجمهورية ميشال عون حسان دياب إلى قصر بعبدا، وكلفه بتشكيل الحكومة المقبلة.

فور شيوع خبر تسمية حسان دياب، خرج المتظاهرون إلى الساحات للتعبير عن رفضهم التام لهذا التكليف في الشكل وفي المضمون

وفور شيوع الخبر، خرج المتظاهرون إلى الساحات للتعبير عن رفضهم التام لهذا التكليف في الشكل وفي المضمون. ففي الشكل، اعترض المحتجون على الطريقة التي تم فيها الاتفاق على تسمية دياب، حيث ظهر اسمه بشكل مفاجئ ليل الأربعاء كمرشح، وقد ظن كثيرون أن طرح الاسم هو مناورة، كما حصل في السابق مع أسماء محمد الصفدي وسمير الخطيب وغيرهم، قبل ان يتفاجأ الرأي العام صباح الخميس بجدية الطرح، وتوجه نواب 8 آذار لتسميته. أما في المضمون فإن المعترضين يعتبرون دياب جزءًا من الطبقة السياسية من خلال تجربته في وزارة التربية في حكومة نجيب ميقاتي 2011.

وقد اتخذ دياب خلالها قرارات لا تصب في مصلحة المواطنين الفقراء، كرفع رسوم التسجيل في الجامعة اللبنانية. وقد قام عدد من طلاب الجامعة الأمريكية في بيروت، حيث كان يعمل دياب كأستاذ جامعي، بنشر تغريدات عن قيامه بسرقة أبحاثهم ونشرها باسمه.

اقرأ/ي أيضًا: 4 سيناريوهات محتملة في لبنان بعد استقالة سعد الحريري

 عقبات حقيقية أمام التكليف وأزمة تلوح في الأفق

حصل حسان دياب على أصوات التيار الوطني الحر والثنائي الشيعي وبقايا فريق 8 آذار، فيما امتنع تيار المستقبل وحلفاؤه كنجيب ميقاتي وتمام سلام والقوات اللبنانية عن تسمية أحد، أما الحزب الاشتراكي والكتائب فقد قاموا بتسمية السفير السابق في واشنطن نواف سلام. وبالنتيجة حصل دياب على 69 صوتًا، ونواف سلام على 14 صوتًا، وصوت واحد لحليمة القعقور فيما امتنع 42 نائبًا عن التسمية.

لن تكون مهمة حسان دياب في تأليف حكومة جديدة بالأمر اليسير على الإطلاق، خاصة في ظل إعلان عدد كبير من الأحزاب قرارها بعدم المشاركة، أبرزها تيار المستقبل والقوات اللبنانية، وبالتالي فإن شكل الحكومة المتوقع – في حال شكّلت – سيكون أقرب إلى حكومة اللون الواحد، وهو أمر من شأنه أن يجر الويلات الاقتصادية والمالية على لبنان، ويفاقم الأزمة الاقتصادية المتفاقمة أصلًا، في حال قرر المجتمع الدولي مقاطعتها وعدم التعامل معها. وما يعزز هذا الشعور، هو وصف صُحف غربية لحسان دياب بمرشح حزب الله، وهذه إشارة إلى احتمالية رفض العمل معه مستقبلًا.

أنصار المستقبل في الشارع رفضًا للتكليف

مساء الخميس خرج المئات من أنصار تيار المستقبل وسعد الحريري، وقطعوا الطرقات الرئيسية في بيروت، إضافة إلى طريق الجنوب والبقاع، وأعلنوا رفضهم التام لتكليف دياب، معبرين عن شعورهم بأن الطائفة السنية محاصرة اليوم، وأنها تدفع وحيدة ثمن الأزمة السياسية والانتفاضة الشعبية. كذلك اعتبروا أن تكليف دياب لا يحظى بالميثاقية، على اعتبار أن أربعة نواب سنة فقط قاموا بتسميته، في الوقت الذي رفض سعد الحريري أن يتكلّف الأسبوع الماضي، بسبب ما أسماه يومها، احترامه لموقف الأحزاب المسيحية التي أعلنت مسبقًا أنها لن تسميه.

اقرأ/ي أيضًا: احتجاجات لبنان والوعي المتجاوز لخطاب مجموعة الحكم

بعد تكليفه، ألقى حسان دياب كلمة أعرب فيها عن ثقته بأنه سيكلف حكومة قريبًا، وأنه يدعو جميع الأفرقاء للمشاركة بها، كذلك أعلن تأييده للانتفاضة الشعبية ومطالبها. وقد تجمهر بعض مناصري تيار المستقبل، ومجموعات من الانتفاضة أمام منزل دياب في تلة الخياط بعيد عودته من لقائه عون وبري، وأطلقوا الهتافات المنددة به.

تكليف دياب المفاجئ فتح الباب أمام تكهنات عديدة، فهل هو جزء من صفقة متفق عليها من تحت الطاولة؟ وهل سينجح سريعًا في تشكيل حكومة اللون الواحد؟ أم أن التأليف سيأخذ أسابيع طويلة، وبالتالي سيكون اللبنانيون أمام رئيسي حكومة، أحدهم مكلف وآخر رئيس حكومة تصريف أعمال، بانتظار متغيرات إقليمية ودولية تبعثر الأوراق من جديد؟

 

اقرأ/ي أيضًا:

الانتفاضة اللبنانية تتوسع وخطاب السلطة يفشل مجددًا

إغلاق المؤسسات بالاحتجاج في لبنان.. التصعيد الثوري في مواجهة التجاهل الحكومي