28-فبراير-2024
سوق مدينة رفح-Ap

(AP) سوق في رفح

كشفت وسائل إعلام عبرية عن مضمون ما قالت إنها مسودة الاتفاق التي تم التفاهم عليها خلال اجتماع باريس. في حين اعتبرت حركة حماس أنّ المسودة لا تعدو كونها مقترحًا أمريكيًا يعطي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجالًا لتجهيز لهجوم جديد.

وتتضمن مسودة الاتفاق التي سربتها القناة 13 العبرية، ووافقت عليها "إسرائيل"، مرحلة أولى تمتد لمدة 40 يومًا، يتم خلالها وقف جميع الأعمال العسكرية في قطاع غزة.

كما سيتم خلال نفس المرحلة إطلاق سراح 40 محتجزًا إسرائيليًا من داخل غزة، بينهم 15 محتجزًا أعمارهم فوق الـ50 عامًا، و13 مريضًا، و7 نساء كان من المفترض إطلاق سراحهن خلال الصفقة الأولى التي جرت في كانون الأول/ديسمبر الماضي، بالإضافة إلى 5 مجندات.

بالمقابل، تطلق "إسرائيل" سراح 404 أسيرًا فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية، بينهم 15 أسيرًا من المحكومين بمؤبدات، و47 أسيرًا أفرج عنهم في صفقة شاليط عام 2011، وأعادت "إسرائيل" اعتقالهم لاحقًا.

وبحسب القناة العبرية، تم الاتفاق أيضًا على زيادة حجم دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، لتصل إلى 500 شاحنة من المساعدات يوميًا حتى نهاية المرحلة الأولى.

وذكرت القناة 13 أن هذه الترتيبات المتفق عليها في المرحلة الأولى لن تطبق على المرحلة الثانية التي ستخضع لمفاوضات منفصلة لاحقًا.

كشفت وسائل إعلام عبرية عن مسودة الاتفاق التي تم التفاهم عليها خلال اجتماع باريس، في حين اعتبرت حركة حماس أنّ المسودة مجرد مقترح أمريكي يعطي نتنياهو مجالًا لتجهيز لهجوم جديد

هذا، وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي: أنّ "حماس لم تعط ردها على المقترح الأمريكي حتى اللحظة والمفاوضات مستمرة حتى الآن".

من جهتها، نقل "العربي الجديد" عن مصدر قيادي في حركة حماس قوله إنّ "كل ما يثار بشأن الانتهاء من الاتفاق غير دقيق أو بمعنى أكثر دقة غير صحيح"، وشدد على أنّ "ما يجري في الوقت الراهن لا يختلف كثيرًا عن جولات سابقة من التفاوض غير المباشر مع المسؤولين في حكومة الاحتلال، الذين دائمًا ما يوظفون جولات التفاوض في أزماتهم الداخلية".

وأوضح المصدر: "الاتفاق الراهن لا يعد تراجعًا عن التمسك بوقف دائم لإطلاق النار"، مشيرًا إلى أنه "يمكن وصف ما يجري بتعديل الآليات فقط"، وأضاف: إنّ "ما يتم الحديث بشأنه هو مرحلة من مراحل التفاوض وليس اتفاقًا نهائيًا منفصلًا".

ولفت القيادي في حركة حماس إلى أنّ "إخراج الأسرى العسكريين للاحتلال من معادلة الاتفاق الحالي نهائيًا يجعل موقف المقاومة بشأن التمسك بوقف دائم وشامل لإطلاق النار أمرًا لا رجعة عنه".

من جهته، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أحمد رخا حسن، لـ"العربي الجديد"، إنً "هذا التضارب بين التفاؤل الأمريكي وعدم تفاؤل الجانب الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية يدل على أن واشنطن قد ضاقت ذرعًا بتعنّت إسرائيل، وأن الرئيس الأمريكي جو بايدن يرسل إشارة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بأن واشنطن قد تمارس ضغطًا قويًا على إسرائيل للتوصل إلى وقف إطلاق النار قبل شهر رمضان".

وأضاف الدبلوماسي المصري: "الموقف الأمريكي يتخوف من أنّ استمرار الحرب خلال رمضان ستنتج عنه تداعيات خطيرة حذرت منها أجهزة الأمن الإسرائيلية ذاتها"، مشيرًا: إلى أنّ "الوسطاء يتطلعون إلى أنّ يصدق بايدن هذه المرة فيما أعلنه عن الأمل في وقف القتال يوم الاثنين المقبل".

وكان القيادي في حركة حماس أسامة حمدان قد ذكر في تصريحات لـ"التلفزيون العربي": "الحركة تريد وقف العدوان وإنهاء الحصار وإطلاق برنامج لإعمار غزة دون قيود إسرائيلية".

وأشار إلى أنّ "تسريب تفاصيل وثيقة باريس هدفه الضغط وخلق حالة من الوهن لدى الفلسطينيين"، موضحًا أنه "ما لم يتم وقف المجاعة في غزة وإنهاء العدوان لن نقبل أن تستمر الأمور على هذا النحو".

يذكر أنّ المتحدث باسم المجلس القومي الأمريكي، جون كيربي، قد أشار لوجود تفاؤل حذر بإمكانية التوصل لهدنة ووقف إطلاق نار مؤقت في غزة خلال فترة قصيرة، مؤكدًا أنهم لا يزالون في مرحلة التفاوض بشأن صفقة المحتجزين، ويعملون مع كل الوسطاء بهذا الشأن، معربًا عن أمله في" هدنة إنسانية مؤقتة بحيث لا يسقط مزيد من الضحايا المدنيين، ولا يقع الدمار في المنشآت".