28-فبراير-2024
فلسطينيون يسيرون وسط الركام في مخيم جباليا

فلسطينيون يسيرون وسط الركام في مخيم جباليا (رويترز)

تدخل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة يومها الـ145 وسط قصف عنيف طال معظم مناطق القطاع، واشتباكات ضارية بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية في مدينة خانيونس وأحياء مدينة غزة.

وشنّت طائرات الاحتلال، ليلة الثلاثاء - الأربعاء وصباح اليوم، عدة غارات استهدفت المنطقة الشرقية من مدينة خانيونس جنوب القطاع، ومدينة دير البلح في المنطقة الوسطى، حيث أُصيب عشرات الفلسطينيين الذين جرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في المدينة.

واستُشهد عدد من الفلسطينيين، وأُصيب آخرون، إثر غارة استهدفت منزلًا يعود لعائلة "البربري" في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة. كما قصفت طائرات الاحتلال منزلًا آخر في حي الدرج بالمدينة دون أنباء، حتى هذه اللحظة، عن وقوع ضحايا. 

حذّر مسؤولون أمميون من تزايد خطر المجاعة في قطاع غزة الذي يواجه سكانه انعدامًا خطيرًا للأمن الغذائي

ونسفت قوات الاحتلال مربعًا سكنيًا في حي الأمل بمدينة خانيونس، التي تعرضت لقصف مدفعي طال المناطق الغربية منها. بينما تعرّض مخيم البريج بدوره لقصف مدفعي استهدف الجزء الشرقي منه.  

وأفادت وسائل إعلام محلية بانتشال 18 شهيدًا من محيط مستشفى ناصر ومناطق أخرى في خانيونس. وكانت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة قد أعلنت، الثلاثاء، ارتفاع عدد ضحايا العدوان المتواصل على القطاع إلى 29.878 شهيدًا و70.215 مصابًا.

الجوع يحصد أرواح الأطفال الرضع شمال غزة

وقالت الوزارة إن مستشفى كمال عدوان، شمال غزة، استقبل العديد من الأطفال الرضع الذين يعانون من الجفاف وسوء التغذية.

وأضاف المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة، في بيان: "بدأنا نرصد حالات وفاة بين الأطفال الرضع نتيجة الجفاف وسوء التغذية شمال غزة"، لافتًا إلى وفاة رضيعين نتيجة ذلك.

وأكد القدرة أن الجفاف وسوء التغذية سيحصدان حياة آلاف الأطفال والسيدات الحوامل في القطاع، مطالبًا المؤسسات الدولية بإجراء: "مسح طبي شامل في أماكن الإيواء لرصد وعلاج المصابين بالجفاف وسوء التغذية ومنع الكارثة الإنسانية".

وسبق أن حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" من الارتفاع الحاد في مستويات سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في قطاع غزة، الذي يشكّل خطرًا مباشرًا يهدِّد حياتهم.

وقال تيد شيبان، نائب المدير التنفيذي للمنظمة، إن غزة على وشك أن تشهد: "انفجارًا في وفيات الأطفال" من شأنه مضاعفة مستوى وفياتهم: "الذي لا يطاق بالفعل".

وفي الوقت الذي يواصل فيه جيش الاحتلال قصفه على قطاع غزة، تزداد الأزمة الإنسانية التي يعاني منها القطاع سوءًا يومًا بعد يوم وسط صمت دولي وغياب لأي خطوات جادة تمنع تدهور الأوضاع الإنسانية، وتُجبر "إسرائيل" على إدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى كافة مناطق القطاع، سيما محافظة شمال غزة التي لم تدخلها أي مساعدات منذ 23 كانون الثاني/يناير الفائت. 

وأكد مسؤولون أمميون، أمس الثلاثاء، أن ربع سكان قطاع غزة على حافة المجاعة، وجميع السكان بحاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة، وذلك خلال جلسة في مجلس الأمن الدولي تحت عنوان "حماية المدنيين في الصراعات المسلحة".

وقال ماوريتسيو مارتينا، نائب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" إن سكان قطاع غزة يواجهون: "انعدامًا خطيرًا للأمن الغذائي ومخاطر كبيرة للمجاعة بسبب الصراع". 

وذكر كارل سكاو، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، أن جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة تقريبًا، بحاجة إلى المساعدات الغذائية، مؤكدًا أن: "خطر المجاعة يزداد مع عدم كفاية إمدادات المنتجات الغذائية الأساسية لغزة". 

وفي السياق، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن نظام الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية يحتاج إلى المزيد من نقاط الدخول إلى قطاع غزة.

وأضاف: "في الوقت نفسه، هناك حاجة إلى طرق نقل أكثر أمانًا وإلى تسريع عمليات عبور المساعدات عند النقاط الحدودية، بما في ذلك إلى الشمال"، لافتًا إلى وجود 15 ألف طن من المواد الغذائية في مصر على أهبة الاستعداد لإدخالها إلى غزة.

وطالب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا"، الثلاثاء، بتوفير الظروف الآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن قوافل المساعدات تواجه عقبات وعراقيل مختلفة تمنعها من الوصول، بينها إطلاق النار تجاهها. 

وأوضح المكتب أن فرق الإغاثة الإنسانية تتعرض لمضايقات وترهيب واحتجاز من قِبل الجيش الإسرائيلي الذي لفت إلى أنه يتعمّد قصف البنية التحتية الإنسانية. 

ودعت "منظمة الصحة العالمية" دولة الاحتلال إلى السماح بعبور المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث قال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس: "ندعو إسرائيل إلى السماح بمرور مستمر وآمن وكريم لبعثات المساعدات الإنسانية، وندعو إلى وقف إطلاق النار".

وأشار غيبريسوس، في تغريدة على منصة "إكس"، الثلاثاء، إلى أن مستشفى الأمل في مدينة خانيونس قد تعرض إلى 40 هجومًا خلال الفترة بين 22 كانون الثاني/يناير الفائت إلى 22 شباط/فبراير الجاري، تسبب بسقوط 25 شهيدًا وخروج المستشفى عن الخدمة. 

مقتل ضابط إسرائيلي وإصابة 7 جنود

وتخوض فصائل المقاومة الفلسطينية معارك عنيفة مع قوات الاحتلال المتوغلة شمال وجنوب قطاع غزة. وكانت قد نفّذت، أمس الثلاثاء، عدة عمليات استهدفت جنودها وآلياتها في مختلف محاور القتال في مدينتي غزة وخانيونس. 

وصباح اليوم الأربعاء، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل ضابطين وإصابة 7 جنود من لواء غفعاتي في المعارك الدائرة مع فصائل المقاومة الفلسطينية في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة. 

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، نقلًا عن بيان للجيش، بسقوط: "الميجر يفتاح شاحر، وهو قائد سرية بكتيبة تابعة للواء غفعاتي، وإيتاي سييف، قائد فصيل في الكتيبة نفسها، وإصابة 7 جنود بجروح خطيرة إثر انفجار عبوة ناسفة في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة".

وأعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الثلاثاء، أنها خاضت معارك ضارية من مسافة صفر مع قوات الاحتلال المتوغلة جنوب حي الزيتون في مدينة غزة.

وقالت إنها استهدفت، بقذائف "الياسين 105"، جرافة من نوع "D9" شمال مسجد مصعب بن عمير شرق حي الزيتون، ودبابة من نوع "ميركافاه" في محيط منطقة المصلبة في الحي نفسه، حيث قامت كذلك بقصف تجمع لقوات الاحتلال المتوغلة بقذائف الهاون.

وخاض مقاتلو الكتائب عدة اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال ما بين شارعي 8 و9 جنوب حي الزيتون، كما استهدفوا دبابة من نوع "ميركافاه" بقذيفة "الياسين 105" في منطقة البلد بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

من جانبها، أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها فجّرت آلية عسكرية بعبوة ناسفة في محيط مفترق دولة جنوب حي الزيتون، وأخرى في شارع السكة شرق الحي نفسه. 

وقصفت السرايا، بقذائف الهاون، تجمعًا لجنود الاحتلال في محيط مسجد علي غرب حي الزيتون، إضافةً إلى قصف عسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات صاروخية ردًا على جرائم الاحتلال. 

وقالت إنها تمكنت: "في عملية هندسية معقدة (...) من إيقاع قوة صهيونية بين قتيل وجريح في كمين محكم داخل مبنى تم تفخيخه باستخدام صاروخ طائرة F16 أطلقه العدو تجاه بيوت الآمنين ولم ينفجر عمل مهندسينا على تفعيله وتفجيره بالقوة في محيط مفترق دولة جنوب حي الزيتون بمدينة غزة". 

وفي محاور خانيونس، قصفت "سرايا القدس" تجمعًا لجنود الاحتلال في بلدة عبسان الكبيرة بقذائف الهاون، وخاض مقاتلوها اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة مع جنود وآليات الاحتلال في منطقة المشروع غرب المدينة. 

وأعلنت "كتائب شهداء الأقصى" أن مقاتليها استهدفوا آليات وجنود الاحتلال بالأسلحة الرشاشة و قذائف "RBG" في محاور التقدم بمدينة خانيونس.

وبدورها، قالت "كتائب المجاهدين" إنها دمّرت دبابة من نوع "ميركافاه" بقذيفة "تاندوم" في محور جنوب حي الزيتون بمدينة غزة، حيث خاض مقاتلوها اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال.