07-يوليو-2023
 مددت غرفة التحقيق في محكمة الاستئناف بباريس حبس الشرطي الذي قتل الصبي نائل  (GETTY)

مددت غرفة التحقيق في محكمة الاستئناف بباريس حبس الشرطي الذي قتل الصبي نائل (GETTY)

مددت غرفة التحقيق في محكمة الاستئناف بفرساي غرب باريس، حبس الشرطي الذي قتل الصبي نائل الأسبوع الماضي، أثناء دورية تفتيش مروري، بحسب ما نقله مصدر مطلع، لوكالة "الصحافة الفرنسية".

بحسب الصحيفة الفرنسية، فإن التحقيق استمر 9 أيام، بعد خضوع الشرطي لفحص نفسي في مستشفى ماكس فورستير بضاحية نانتير، حول ظروف إطلاقه النار

الكشف عن جلسات استماع الشرطي

وفي سياق متصل، كشفت صحيفة "Le Parisien" الفرنسية، عن أنها تمكنت من الاطلاع على تقرير جلسات الاستماع للشرطي فلوريان م. (38 عامًا)، والذي قتل الصبي نائل، ويقدم فيها روايته حول الواقعة التي حدثت.

وبحسب الصحيفة الفرنسية، فإن التحقيق استمر 9 أيام، بعد خضوع الشرطي لفحص نفسي في مستشفى ماكس فورستير بضاحية نانتير، بعد فصله عن زميله، حول ظروف إطلاقه النار، التي زعم أنها لم يكن لها أي هدف للقتل، رغم المقاطع المصورة، التي أظهرت الشرطي يطلق النار تجاه نائل من مسافة الصفر.

من

ويروي الشرطي فلوريان أثناء جلسات الاستماع للمحققين، أنه "خرج في تاسع يوم عمل له على التوالي، عند الساعة 8 صباحًا من مركز الشرطة عبر شارع سوفلوت في ضاحية نانتير، واكتشف وزميله، سيارة مرسيدس، كان محركها يعمل بصوت مرتفع، وهي تمر في ممر الحافلات"، واقترب الشرطي وزميله من السيارة، ونشّط أضواء دراجته النارية بشكل متكرر، بالإضافة إلى "نغمتين"، وبعد ذلك طلب من السائق التوقف لأغراض التفتيش، ولكن سائق السيارة نائل لم يمتثل لأوامر الشرطي،

وأقلع بسيارته بـ"أقصى سرعة، بما يصل إلى 80 أو 100 كلم/ الساعة "، بحسب ما جاء في تصريحات الشرطي الثاني.

ويقول الشرطي في المحاضر التي اطلعت عليها "Le Parisien"، إنه وزميله تمكنا من اللحاق بالسيارة التي توقفت بسبب الازدحام المروري على مستوى ساحة نيلسون مانديلا بضاحية نانتير، ثم ركض باتجاه السائق، وأخرج مسدسه ووجهه صوب نائل على مستوى الزجاج الأمامي للسيارة.

فيديو لواقعة مقتل الصبي نائل

وأضاف فلوريان، بأنه رفع سلاحه في وجه الصبي، وتمركز في مكان يسمح له بإصابة الأجزاء السفلى من جسده، منوهًا بأنه دعا نائل مرارًا إلى "وقف محرك السيارة"، وأنه قام حتى بضرب الزجاج الأمامي للسيارة لكي يجذب انتباهه، لكن دون جدوى، بحسب مزاعمه.

وأشارت محاضر الاستماع إلى أن الشرطي وزميله، حاول الدخول إلى السيارة من أجل إلقاء القبض على نائل أو لوقف محرك السيارة، لكنه شعر بأن "السيارة كانت تتحرك تارة إلى الأمام وتارة إلى الوراء"، ويبرر الشرطي ما حدث في أقواله: "بأنه شعر بخطر، كونه متواجدًا ما بين السيارة وجدار خلفي"، موضحًا أن "الخطر كان أكبر على زميله بسبب تواجد نصف جسده داخل السيارة". وهو ما دفعه لإطلاق النار على نائل "خوفًا من أن ينطلق بسيارته بسرعة، ويجر معه الشرطي".

قبر الصبي نائل

دحض ادعاءات الشرطي القاتل

لكن الصحيفة الفرنسية، تقول إن زميل الشرطي فلوريان، لم يكن نصف جسمه داخل السيارة، كما ادعى فلوريان، وأنه اعترف بأن "نائل قام بوقف محرك السيارة بعد 15 ثانية فقط، ووضع يديه على مقود السيارة"، لكن هذا الشرطي، رفض أن يقول، ما إذا كان زميله قد قتل نائل بشكل متعمد أم لا، لأنه بحسب ما صرح به للمحققين، كان "اهتمامه منصبًا على نائل فقط".

وخلال التحقيق، تم عرض شريط فيديو، الذي صوره شاهد عيان، ويبين ما حدث، لكن الشرطي فلوريان أصر على أقواله بأنه كان "يشعر بالخطر لأنه كان بإمكان السائق أن يجره بالسيارة أو يجر زميله أو يجعله يقع ما بين الطريق والرصيف".

"ستتلقى رصاصة في الرأس"

كما نفى زميل فلوريان، بحسب ما جاء في محاضر الاستماع استخدامه لعبارة "ستتلقى رصاصة في الرأس" وهى عبارة يفترض أن لا يستخدمها أفراد الشرطة، ومع ذلك يبدو من خلال الفيديو أن هذه الجملة قد قيلت أثناء التدخل، ويكشف التدقيق في الفيديو من قبل المحققين، أن هناك 3 أصوات أحدها صوت فلوريان وهو يقول "اقطع" وليس "أطلق النار" كما توهم البعض، وصوت نائل وهو يقول "ابتعد" وصوت ثالث، ربما يكون صوت الشرطي زميل فلوريان وهو يقول "ستتلقى رصاصة في الرأس"، وفقًا للمفتشية العامة للشرطة الوطنية التي شاهدت شريط الفيديو يبدو أن زميل فلوريان قد استخدم هذه الجملة.

زكي وزكية الصناعي

ولا يزال معهد البحوث في علوم الإجرام التابع للدرك الوطني الفرنسي يقوم بالتحليلات الضرورية للشريط من أجل التأكد من هوية هذه الأصوات الثلاثة.

وكشف تشريح جثة الصبي نائل أن الرصاصة القاتلة أصابته في صدره بعد أن اخترقت زجاج السيارة الأمامي، ومعصمه. وقد مثل الشرطي فلوريان أمام قاضي تحقيق في محكمة نانتير، حيث استخدم أثناء الاستجواب حقه في الصمت، ثم وجهت إليه تهمة "القتل العمد"، وتقدم باستئناف.

الصحيفة الفرنسية، تقول إن زميل الشرطي فلوريان، لم يكن نصف جسمه داخل السيارة، كما زعم فلوريان، وأنه اعترف بأن "نائل قام بوقف محرك السيارة بعد 15 ثانية فقط، ووضع يديه على مقود السيارة"

وأدت حادث مقتل الصبي نائل، إلى اندلاع احتجاجات، امتدت من أحياء الضواحي إلى قلب المدن الفرنسية الرئيسية الفقيرة في باريس إلى عشرات المناطق الأخرى، رافقها إطلاق نقاش حاد بشأن دور الشرطة والعنصرية، والهجرة والفقر في تقويض النظام العام.