29-يونيو-2023
;lkj

كشف تحقيق استقصائي جديد أجرته البي بي سي عن أدلة جديدة تؤكد تورط مسؤولين في الجيش السوري وأفراد في عائلة رأس النظام السوري، بشار الأسد، في تجارة الكبتاغون التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات والتي لا زالت تشكل مصدرًا للتوتر في دول مجاورة.

وفقًا للتحقيق الذي نشر أمس الثلاثاء، فإنه في تموز/ يوليو 2022، سيطرت مجموعة مسلحة في مدينة السويداء على مقرات تابعة لراجي فلحوط، وهو قائد ميليشيا موالية لنظام الأسد، وعثرت على حقائب تحتوي على  حبوب كبتاغون معدة للتوزيع، بالإضافة إلى آلة تستخدم في تصنيع الكبتاغون إلى جانب البطاقة العسكرية لفلحوط وهاتف غير محمي بكلمة سر.

ولدى البحث في محتويات الهاتف، وجد معدو التحقيق رسائل بين فلحوط وشخص لبناني يدعى أبا حمزة، تناقش شراء فلحوط لآلة مخصصة لتصنيع الكبتاغون من أبي حمزة ونقلها من لبنان إلى سوريا. ويشير التحقيق إلى أن الاسم الحقيقي لأبي حمزة هو حسين رياض فيتروني، وقد أشارت تقارير عديدة إلى ارتباطه بحزب الله.

كشف تحقيق استقصائي جديد أجرته البي بي سي عن أدلة جديدة تؤكد تورط مسؤولين في الجيش السوري وأفراد في عائلة رأس النظام السوري، بشار الأسد، في تجارة الكبتاغون التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات والتي لا زالت تشكل مصدرًا للتوتر في دول مجاورة.

كما يكشف التحقيق تفاصيل عن مدى انخراط جنود جيش النظام بتهريب الكبتاغون وبيعه، إذ إنه لدى الحديث مع عدد من جنود النظام في حلب الخاضعة لسيطرته، اعترفوا بأنهم يبيعون الكبتاغون بسبب عدم كفاية مداخيلهم التي يحصلون عليها مقابل خدمتهم العسكرية. كما أشار الجنود إلى أنهم ممنوعون من الدخول إلى مصانع الكبتاغون. "هم يحددود مكانًا للقاء ونحن نشتري من حزب الله. بعدها نحصل على البضاعة وننسق مع الفرقة الرابعة لتسهيل تحركاتنا"، وفقًا لأحد الجنود الذين قوبلوا في التحقيق.

والفرقة الرابعة هي وحدة النخبة في جيش النظام، وقد أنشئت عام 2018 بقيادة ماهر الأسد، شقيق رأس النظام، والذي فرضت عليه عقوبات غربية بسبب مسؤوليته عن مجازر وفظائع ارتكبت خلال قمع الثورة السورية من بينها الهجوم بالأسلحة الكيماوية على الغوطة الشرقية.

ووفقًا لضابط منشق قابله التحقيق، فإن "مركبات تابعة لضباط في الفرقة الرابعة بدأ استخدامها لنقل المتطرفين والأسلحة والمخدرات، إذ إن الفرقة الرابعة هي الوحيدة التي يسمح لها التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش."

كما يسلط التحقيق الضوء على دليل جديد يؤكد انخراط عائلة الأسد المباشر في تجارة الكبتاغون. إذ إنه لدى تفحص وثائق المحكمة الخاصة برجل الأعمال حسن دقو، الذي بات يطلق عليه لقب "ملك الكبتاغون" والذي أدين بعد القبض عليه بالجرم المشهود الذي تمثل بشحنة ضخمة من الكبتاغون صادرتها السلطات الماليزية وقدرت قيمته بما بين 1 إلى 2 مليار دولار وكانت متجهة إلى السعودية، وجد التحقيق مجموعة من لقطات الشاشة التي تظهر محادثات على تطبيق واتساب بين دقو وشخص أطلق عليه لقب "المعلم" وقد تأكد أنه يخص اللواء غسان بلال الذي يعد الرجل الثاني في الفرقة الرابعة بعد ماهر الأسد.

في الرسائل، يناقش دقو مع غسان بلال حركة ما أطلق عليه اسم البضائع، التي رجح التحقيق أنها حبوب الكبتاغون، في بلدة صابورة التي تقع فيها إحدى أهم قواعد الفرقة الرابعة.

يشار إلى أن جامعة الدول العربية قبل شهرين أعادت ضم النظام السوري، كما تسارعت وتيرة التطبيع مع نظام الأسد بين دول الإقليم ولم تتحفظ على إعادة العلاقات معه إلا دول قليلة. في الوقت نفسه لا زالت دول عربية عديدة متضررة بتجارة الكبتاغون التابعة للنظام، على رأسها الأردن والسعودية والعراق، تعزز من قواتها على الحدود وتكثف من جهودها بهدف منع وصول المخدرات إلى أراضيها.

دول عربية عديدة أكدت أن إعادة العلاقات مه النظام جاء في جانب منه بهدف إجراء مشاورات للحد من تهريب الكبتاغون، في حين تشير تقارير إلى أن النظام يستخدم ورقة تهريب المخدرات للضغط على دول الإقليم وابتزازها بهدف الحصول على المزيد من الأموال بدعوى إعادة إعمار سوريا.