09-أغسطس-2022
تفاصيل مروعة كشف عنها التحقيق النهائي (Getty)

تفاصيل مروعة كشف عنها التحقيق النهائي (Getty)

بعد أربعة أشهر من التحقيقات، حدد المسؤولون الأوكرانيون الحصيلة النهائية للضحايا الذين سقطوا في مجزرة بوتشا بالقرب من العاصمة كييف والتي ارتكبتها القوات الروسية التي كانت تحتل البلدة.

بعد أربعة أشهر من التحقيقات، حدد المسؤولون الأوكرانيون الحصيلة النهائية للضحايا الذين سقطوا في مجزرة بوتشا بالقرب من العاصمة كييف

ووفقًا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن المحققين الأوكران في بوتشا توصلوا إلى تقرير نهائي لعدد ضحايا المجزرة والتي أثارت غضبًا عالميًا. ووفقًا لما نقلته الصحيفة الأمريكية، فإن التقرير يشير إلى "العثور على 458 جثة منها 419 تحمل علامات إطلاق نار أو عليها آثار تعذيب وضرب بالهراوات حتى الموت".

وقالت "الواشنطن بوست" إن "استغراق أكثر من أربعة شهور لتقديم حصيلة نهائية عن الضحايا خلال 32 يومًا من القتل تؤكد الظروف المروعة التي واجهها المسؤولون الأوكرانيون بعد خروج القوات الروسية من المدينة، فقد تناثرت الجثث في الشوارع دون أن تدفن، وفي حالات أخرى ألقي بها في الآبار أو تُركت في الغابة".

وخلال مؤتمر صحفي عقدته الاثنين نائبة عمدة بلدة بوشا ميخيلينا سكوريك-شكاريفسكا، ونقلت خلاله تلك الحصيلة المروعة، قالت إن "تفاصيل كل قضية يتم التحقيق فيها من قبل المدعين العامين الذين يعملون على تحديد الجناة ومحاكمتهم في النهاية بتهمة ارتكاب جرائم حرب"، مضيفة أن "39 شخصًا من بين الضحايا توفوا لأسباب طبيعية، تلك الوفيات قد تكون لها صلة بالحرب أو بمعاملة الروس لسكان المدينة خلال احتلالها الذي دام شهرًا كاملًا". وتابعت "تخضع تلك الحالات الـ 39 الآن للتدقيق من قبل محققي جرائم الحرب، حيث إن من بين أولئك الضحايا أم تبلغ من العمر 34 عامًا تبدو بصحة جيدة وتوفيت بنوبة قلبية أثناء الاحتماء من القصف في قبو مع أطفالها الثلاثة الصغار الذين ظلوا محاصرين إلى جانب والدتهم المتوفاة لعدة أيام".

وأشارت نائبة عمدة بوتشا إلى أن "نحو 50 جثة لا تزال مجهولة الهوية، أو لم يطالب بها أحد الأقارب"، مضيفة أن "مسؤولي المدينة قرروا رغم ذلك الإعلان عن النتائج التي توصلوا إليها، لأن العدد النهائي والهويات الكاملة لن تكون معروفة على الأرجح، ففي الأسبوعين الماضيين فقط تم اكتشاف جثتين في غابة ومياه صرف صحي، وأفاد 10 أشخاص من سكان المدينة بأنه لا يمكن معرفة مصير أقاربهم المفقودين. فقد أحصى التقرير جثث غير كاملة، أو أجزاء أخرى من الجسم كانت متحللة دون معرفة هويات أصحابها، ولا يمكن التعرف عليها حتى باستخدام تحليل الحمض النووي".

ومع ذلك قالت سكوريك-شكاريفسكا إن "الجهود لتحديد هوية هؤلاء الضحايا ستستمر، وأن البلدة عازمة على وضع اسم لكل من مات وإحياء ذكراه بنصب تذكاري". وأشارت إلى أن "البلدة تخطط لإقامة مراسم دفن آخر للضحايا المتبقين الذين لقوا حتفهم وحدهم دون أن يتم التعرف على هويتهم أو يطالب بهم أحد". كما أكدت نائبة عمدة البلدة أن "القوات الروسية تركت جثث العديد من القتلى لتتعفن لكنها أحرقت أيضًا بعضها، ربما بسبب مخاوف تتعلق بالنظافة أو لإخفاء أدلة التعذيب". وتابعت بأن "جميع الجثث المدرجة في حصيلة التقرير الأخير كانت لمدنيين بعد أن تم تسليم جثث الجنود الأوكرانيين الذين قتلوا في بوتشا إلى السلطات، حيث يجرى تحقيق منفصل في ظروف قتلهم". كما أفادت بأن السلطات في بوتشا "أعادت أيضّا ثلاث جثث لجنود روس إلى موسكو بعد العثور عليها".

وخلال نيسان/أبريل الماضي دعت الدول الغربية إلى فتح تحقيق حول ارتكاب القوات الروسية جرائم حرب في بوتشا، والتي وصفتها أوكرانيا بأنها إبادة جماعية، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي عن تشكيل فريق تحقيق مشترك مع أوكرانيا للتحقيق في المجزرة. لكن روسيا نفت صحة تلك التهم الموجهة إليها، واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن ما حدث في مدينة بوتشا هو "هجوم ملفق، وتهديد للسلم والأمن الدوليين". وأضاف "أقيم هناك عرض مسرحي بعد أيام قليلة، وتم نشر فبركات عبر جميع القنوات والشبكات الاجتماعية من قبل الممثلين الأوكرانيين ورعاتهم الغربيين". كما ذكرت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا في مقابلة مع التلفزيون الرسمي "من هم أساتذة الاستفزاز؟ بالطبع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي".

دعت الدول الغربية إلى فتح تحقيق حول ارتكاب القوات الروسية جرائم حرب في بوتشا، والتي وصفتها أوكرانيا بأنها إبادة جماعية

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد دعا لمحاكمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتهمة قتل مدنيين في مدينة بوتشا الأوكرانية، مؤكدًا أن "البيت الأبيض يسعى لفرض المزيد من العقوبات على الكرملين"، ووصف بايدن الرئيس الروسي بـ"مجرم الحرب"، مشيرا إلى "ضرورة جمع كل التفاصيل لإجراء محاكمة للنظر في جرائم حرب".