10-فبراير-2023
زلزال تركيا

تحتاج فرق الإنقاذ إلى الكثير من المساعدات العاجلة من أجل إتمام عملها (Getty)

زلزال مدمر بلغت قوته 7,8 درجات على مقياس ريختر، أتى على مناطق واسعة في الشمال السوري والجنوب التركي، وخلف الآلاف من القتلى والجرحى، فجر يوم الإثنين، وفي حصيلة غير نهائية حتى الآن، ارتفع عدد الضحايا في عموم سوريا إلى 3317 قتيلًا و5245 جريحًا، وهي حصيلة مرشحة للارتفاع، مع تواصل عمليات البحث عن المفقودين تحت الأنقاض في مدن وبلدات الشمال السوري.

تعاني المنطقة والهيئات الإغاثية من نقص في الأدوية والكوادر الطبية والتمريضية، والمعدات اللازمة للبحث عن الضحايا، بحسب شهادات وصلت لـ"ألترا صوت" من المناطق المتضررة في الشمال السوري

وتكافح فرق الإنقاذ والمتطوعين منذ صباح الاثنين، رغم نقص الإمكانيات البشرية والتجهيزات من آليات ثقيلة وغيرها، أملًا في العثور على ناجين، فيما تجتهد هيئات الإغاثة لتلبية متطلبات سكان المناطق المنكوبة، وتأمين أماكن إيواء للعائلات التي باتت في العراء.

وفي الوقت الذي تعمل فيه الهيئات الإغاثية على التعامل مع الزلزال وما خلفه، تضرب عاصفة مطرية المنطقة، وتنخفض درجات الحرارة لتصل إلى الصفر، فيما تعاني المنطقة والهيئات الإغاثية من نقص في الأدوية والكوادر الطبية والتمريضية، والمعدات اللازمة للبحث عن الضحايا، بحسب شهادات وصلت لـ"ألترا صوت" من المناطق المتضررة في الشمال السوري.

وفي هذا الإطار، تبرز هيئات ومؤسسات إغاثية تنشط في الشمال السوري، أخذت على عاتقها تقديم يد المساعدة بكل ما تملك رغم محدودية امكانياتها، في وقت يحارب فيه النظام لمنع وصول المساعدات للمناطق المنكوبة الخارجة عن سيطرته، وهنا نقدم أبرز هذه المنظمات.

الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"

تعتبر المنظمة أبرز منظمات الإغاثة العاملة في الشمال السوري، وتتحدث المنظمة عن أن 3000 متطوع من أفرادها يعملون على الأرض، للبحث عن الناجين، ولانتشال الضحايا من تحت أنقاض المباني، وهم بحاجة ماسة إلى الدعم والاستجابة لهذه الكارثة من أجل العثور على ناجين، ونقل المئات من الجرحى إلى المستشفيات في ظروف الطقس الحالية من تساقط الثلوج والأمطار. 

وأنقذ متطوعو "الخوذ البيضاء" مئات المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، من تحت المباني المنهارة، وما زالوا يعملون على إنقاذ المزيد من الأشخاص الذين ما زالوا محاصرين.  إلّا أن المساحة الجغرافية الواسعة التي ضربها الزلزال، عرقلت عمل المنظمة، والمدن التي شهدت أكبر المتضررين في الشمال السوري، هى إدلب وسرمدا وجسر الشغور وحارم وسلقين والدانا والأتارب وترمانين وأتمة وجنديرس. 

وأشارت المنظمة إلى أن  أضرارًا مادية لحقت بمبانيها ومخازنها ومعداتها، ومع ذلك، أكدت المنظمة أن أولويتها تظل إنقاذ الناس من تحت الأنقاض. وأشارت إلى أنه "سيتم تقييم المدى الكامل للأضرار المادية التي لحقت بالمباني والإمدادات بمجرد اكتمال جهود الإنقاذ".

كما، أطلقت المنظمة نداء استغاثة، ناشدت فيه "الجهات الدولية والمنظمات الإنسانية مساعدة منكوبي الزلزال بشكلٍ عاجل"، مشيرةً إلى أن "فريق الخوذ البيضاء حاليًا في سباق مع الزمن للمساعدة في إنقاذ الناس المتضررة من هذه الكارثة"، مطالبةً بالوقوف إلى "جانب السوريين، وفرق الاستجابة السريعة عبر تقديم ما بوسعكم للمساعدة في إنقاذ الناس المتضررة من هذه الكارثة".

فريق ملهم التطوعي

أطلق الفريق حملة لجمع التبرعات، لمساعدة منكوبي الزلزال، مقدمًا شرحًا للوضع الإنساني المتدهور في الشمال السوري، قبل حدوث كارثة الزلزال، حيث "تُعد المباني هشة ومتصدعة جرّاء القصف المتكرر لعدة سنوات، كما تكتظ هذه المناطق بالمُهجّرين من مدن مختلفة، والمُحمّلين بذاكرة قاسية من الحصار والخوف".

وقدم فريق "ملهم" حصيلة لعمليات الإغاثة التي قام بها، بأموال التبرعات التي جمعها، في المناطق التي تعرضت للزلزال المدمر، وتمثلت في :

  •  تأمين مراكز إيواء.
  • تأمين مواد تدفئة للمتضررين.
  • توزيع مواد غذائية على العالقين في الشوارع.
  • توزيع مواد غذائية على المتطوعين والفرق الإنقاذية.
  • تأمين مولدات كهربائية ومعدات للدفاع المدني السوري.
  • تجهيز سيارات لنقل المتضررين.
  • تأمين وحدات دم للمصابين.
  • المساهمة بحملات الإنقاذ للعالقين تحت الركام.
  • تأمين تكاليف العمليات الجراحية.
  • توزيع مبالغ نقدية .
  • تأمين وقود لتشغيل المولدات الكهربائية بالمشافي.
  • تسليم مديرية الصحة معدات طبية وأدوية.
  • تأمين رزمة طوارئ للمصابين.
  • تسليم كراسي عجزة.
  • تسليم نقالات إسعاف.
  • توفير خط ساخن للاستجابة الفورية.
  • توفير عيادات متنقلة.
  • تأمين أكفان.

ولفت الفريق إلى صعوبة إدخال المساعدات من تركيا، حيث عجز الفريق عن إدخال "آليات إنقاذ" بسبب الحاجة لها في المدن المنكوبة في تركيا، مما اضطر الفريق للتصرف "وفق المتاح، وضمن الإمكانيات لإنقاذ ما نستطيعه من الأرواح".   

وتعهد الفريق خلال الأيام المقبلة باستمرار ترميم ما يمكن ترميمه من المنازل، وتأسيس بنى تحتية جديدة، ومساعدة العوائل المتضررة ماديًا وصحيًا. مشيرًا إلى أن هناك عملًا حثيثًا ينتظر الفريق خلال الأيام القادمة، في "بلاد فقدتْ وجهها وصارت حجارًا وقبور"، كما وصفها الفريق.

الهلال الأحمر القطري

كان الهلال الأحمر القطري، الوحيد تقريبًا من بين فرق الإغاثة العربية التي تعمل في شمال سوريا، ومع ضربة الزلازل الأولى، أعلن الهلال الأحمر القطري عن خسارته ثلاثة من موظفيه جراء الزلازل. فيما كان من أول الفرق الإغاثية التي تصل بشكلٍ واسع إلى الشمال السوري.

ومع إعلان دولة قطر عن فتح جسر جوي، تجاه تركيا وشمال سوريا، كانت أول شحنات الجسر الجوي، مكونة من مخزونات الهلال الأحمر القطري، الذي دشن إدخال المساعدات إلى شمال سوريا عبر 5 شاحنات بشكلٍ أولي.

كما قام الهلال الأحمر القطري بنشر أربع عيادات جديدة في منطقة إدلب وذلك للمساعدة في المناطق المنكوبة شمال سوريا، كما أعلن عن تخصيص مليون دولار بشكلٍ عاجل للاستجابة الإغاثية للمناطق المنكوبة في تركيا وشمال سوريا، بالإضافة إلى عمله على حشد 10 ملايين دولار لسد احتياجات المتضررين

منظمة أطباء بلا حدود

قدمت فرق أطباء بلا حدود، إحصائية لعملها في مناطق الشمال الغربي من سوريا، التي وصفت الوضع فيه بأنه "مأساة أخرى على الناس المتضررين بالأصل، بعدما عاشوا سنوات من الأزمات الإنسانية المتواصلة التي شملت الحرب، والنزوح، وجائحة كورونا، وتفشي الكوليرا منذ مدة قريبة".

وعالجت فرق "أطباء بلا حدود" أكثر من 200 مصاب خلال الساعات الأولى التي أعقبت الزلزال، وتم افتتاح عيادة متنقلة في مركز استقبال بولاية كلّس التركية، وفي محافظة إدلب، إلى جانب المرافق الصحية التي تدعمها المنظمة في حلب وإدلب، والتي استقبلت حتى الآن 3465 مصابًا وسجلت 551 حالة وفاة. كما تقوم فرق "أطباء بلا حدود"، بتقديم الدعم للإسعاف عبر تسهيل نقل المصابين الذين يحتاجون للمساعدة عاجلة، إلى جانب المبادرة بتقديم الإسعافات الأولية في المرافق التي تدعمها المنظمة في عموم العيادات المتنقلة التي أقامتها.

وتعمل منظمة "أطباء بلا حدود" في الوقت الراهن على دعم سبعة مشافٍ تضم وحدات مخصصة للحروق، بالإضافة إلى دعم 12 مركزًا للرعاية الصحية العامة في تلك المناطق، كما تقوم  بتوسيع القدرة الاستيعابية عبر زيادة الأسرة في المرافق الطبية التي أقامتها وزيادة عدد الخيام والنقاط التي تقدم خدمات التضميد والجبائر.

وبخصوص المساعدات الإغاثية، قامت المنظمة بتوزيع بطانيات وحقائب النظافة الشخصية والمواد الغذائية على 2500 أسرة في جنديرس بمنطقة عفرين التابعة لمحافظة حلب.

منظمة الإغاثة الإسلامية

أطلقت المنظمة ومقرها مدينة برمنغهام البريطانية، نداءً لجمع التبرعات لصالح المنكوبين، وقالت في بيان لها، "أطلقت الإغاثة الإسلامية نداءً عالميًا لمناشدة المجتمع الدولي للتبرع بقيمة 20 مليون جنيه إسترليني (نحو 24 مليون دولار) لدعم فرق الإغاثة الإسلامية العاملة على الأرض في سوريا وتركيا"، وأضافت "تسابق فرق الإغاثة الإسلامية على الأرض الزمن في كل من جنوب شرق تركيا وشمال غرب سوريا".

وحددت أولوياتها في سوريا، بتوفير الإمدادات الصحية والطبية للمستشفيات والعيادات، إضافة إلى البطانيات والخيام لضحايا الزلزال. فالمناطق في شمال غرب سوريا معرضة للخطر بشكل خاص، حيث دمرت سنوات من قصف النظام السوري والأزمة الإنسانية البنية التحتية الحيوية، وتركت ملايين الأفراد بلا مأوى.

صندوق الطوارئ الدولي للأطفال التابع للأمم المتحدة "يونيسف"

أطلق صندوق الطوارئ الدولي للأطفال التابع للأمم المتحدة "يونيسف"، حملةً لجمع التبرعات، وقالت المنظمة إنها في سوريا، تسعى لضمان حصول الأطفال والأسر المتضررين على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي، وهو أمر بالغ الأهمية في الوقاية من الأمراض في الأيام الأولى للأزمة.

كان الهلال الأحمر القطري، الوحيد تقريبًا من بين فرق الإغاثة العربية التي تعمل في شمال سوريا، ومع ضربة الزلازل الأولى، أعلن الهلال الأحمر القطري عن خسارته ثلاثة من موظفيه جراء الزلازل

إلى جانب من سبق، ينشط المئات ضمن مجموعات شعبية ومجتمعية تتكاتف، من أجل مواجهة نتائج الزلزال، الذي ضرب الشمال السوري، وفاقم من نكبته والمعاناة فيه.