09-فبراير-2022

استمرار الخلافات بشأن القضايا المتبقية من مفاوضات فيينا (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

انطلقت في العاصمة النمساوية فيينا الثلاثاء جولة جديدة من المفاوضات حول برنامج إيران النووي، بعد المشاورات التي أجرتها الوفود المفاوضة مع حكوماتها. وبالرغم من التفاؤل النسي حول إمكانية التوصل إلى اتفاق فإن الطرفين الأمريكي والإيراني ما يزالان يتمسّكان بمواقفهما التي أدت إلى تعليق الجولة السابقة من التفاوض وعودة المفاوضين إلى بلدانهم بحثًا عن قرارات سياسية حاسمة لتجاوز المعضلات والعقبات، وأبرزها الشروط الإيرانية بتوفر ضمانات كافية لأي اتفاق والرفع الفوري والكامل للعقوبات.

انطلقت في العاصمة النمساوية فيينا الثلاثاء جولة جديدة من المفاوضات حول برنامج إيران النووي، بعد المشاورات التي أجرتها الوفود المفاوضة مع حكوماتها

إيران لا مساومة في رفع العقوبات والضمانات

صبّت جميع تصريحات المسؤولين الإيرانيين في بوتقة واحدة، تتمثل في موضوع العقوبات المفروضة على إيران وضرورة رفعها كشرط لأي اتفاق. وفي هذا الصدد أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني أن "الانتفاع من المصالح الاقتصادية المنصوصة في الاتفاق النووي من دون رفع الحظر بنحو شامل ومؤثر، سيكون أكثر شبهًا بالسراب".

 ونشر شمخاني الثلاثاء تغريدة على حسابه في تويتر أكد فيها حسب ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية "إيرنا" على "موضوع إلغاء الحظر بنحو شامل وفاعل"، مبيّنا أن "الطاقات والقدرات الاقتصادية والتكنولوجية في إيران تشكل بنية متكاملة، وعليه فإن رفع الحظر تحت أي مسمى كان يجب أن يشمل جميع القطاعات"، مضيفًا أن التجارب السابقة أثبتت أنه "من دون رفع الحظر الشامل والمؤثر، سيكون الانتفاع المستديم من المصالح الاقتصادية المنصوصة في الاتفاق النووي، أكثر شبها بالسراب". وفي تصريح آخر قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إن "مسار فيينا لن يكون سالكًا إذا لم تتوقف واشنطن عن أوهامها" على حد تعبيره.

في سياق متّصل قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن "على الغرب اتخاذ قرارات جدية ومؤثرة بشأن رفع العقوبات في محادثات فيينا"، مضيفًا خلال استقباله نظيره الفنلندي في طهران أنه يأمل في الاقتراب خلال هذه الجولة من المفاوضات من تحقيق اتفاق، معتبرًا أن التوصل لاتفاق

"يرتبط بقرار الثلاثي الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية"، ومؤكدًا أن طهران "لن تساوم على رفع العقوبات". أما  المتحدث باسم الحكومة الإيرانية فقال إن بلاده "لا تسعى لاتفاق مؤقت في فيينا وأساس عملنا التوصل لاتفاق جيد مع ضمانات كافية".

أمريكيًا، بادرت إدارة بايدن الجمعة الماضي  إلى إعادة العمل بإعفاءات ترتبط بالبرنامج النووي المدني لإيران، وهي خطوة اعتبرها المراقبون "ضرورية للعودة إلى اتفاق عام 2015 النووي أو خطة العمل الشاملة المشتركة"، حيث يسمح الإعفاء للدول والشركات الأخرى بالمشاركة في البرنامج النووي المدني الإيراني دون فرض عقوبات أمريكية عليها، في إطار تعزيز الأمان وعدم انتشار الأسلحة النووية. إلا أن طهران رأت أن هذه الإجراءات الأميركية بشأن رفع العقوبات المفروضة عليها ما تزال "غير كافية".

في المقابل أعلن أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ الأمريكي أنهم "سيعيقون أي اتفاق نووي جديد مع إيران، إذا لم يسمح الرئيس جو بايدن للكونغرس بالاطلاع عليه"، حيث أخطرت مجموعة من 33 عضوًا جمهوريًا بمجلس الشيوخ الأمريكي الرئيس بايدن بذلك إذا لم تسمح حكومته للكونغرس بمراجعة شروط الاتفاق والتصويت عليها. وفي رسالة موجهة لبايدن في هذا الشأن أبلغ الأعضاء الذين يقودهم تيد كروز المعارض منذ وقت طويل للاتفاق النووي، أنهم سيستخدمون "النطاق الكامل من الخيارات والنفوذ المتاح لهم"، لضمان التزام حكومته بالقوانين الأمريكية التي تحكم أي اتفاق جديد مع إيران.

وأبلغ كروز وغيره من كبار الأعضاء الجمهوريين بمجلس الشيوخ، الرئيس بايدن بأن تنفيذ أي اتفاق جديد "ستتم إعاقته بشكل كبير إن لم يكن بصورة نهائية"، وإذا لم يفِ بالالتزامات القانونية التي تهدف إلى ضمان إشراف الكونغرس على التعديلات أو التغييرات التي طرأت على الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

علمًا بأن الجمهوريين والديمقراطيين يقتسمون مناصفة مقاعد الكونغرس بمعدل 50 مقعدًا للجمهوريين و50 مقعدًا للديمقراطيين، لكن كاميلا هاريس نائبة الرئيس بايدن تمتلك الصوت الحاسم في أي تعادل بين الطرفين.

الأوربيون يدعون لتنازلات قوية

في ظل إصرار الطرفين الأمريكي والإيراني على مواقفها دعا الطرف الأوروبي ممثلًا في المنسق الأوروبي في محادثات فيينا إنريكي مورا إلى تنازلات من أجل التطبيق الكامل للاتفاق النووي، وأكّد المنسق الأوروبي على الحاجة إلى روح التوافق لإعادة جميع الأطراف إلى التنفيذ الكامل للاتفاق، قائلًا إنه"في ضوء الاتجاهات المختلفة غير المرغوب فيها، هناك حاجة إلى اختتام المفاوضات النووية بسرعة"، مضيفًا أن الجولة الحالية من المفاوضات في حاجة ماسّة للتنازلات للتوصل إلى اتفاق ينقذ مسار فيينا من الفشل.

في ظل إصرار الطرفين الأمريكي والإيراني على مواقفها دعا الطرف الأوروبي ممثلًا في المنسق الأوروبي في محادثات فيينا إنريكي مورا إلى تنازلات 

بدورهم قال مفاوضون من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، في بيان مشترك صدر يوم السبت، إن هذه الخطوة  المتمثلة في التنازلات "من شأنها أن تسهل المناقشات الفنية اللازمة لدعم المحادثات، للعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة في فيينا".