22-فبراير-2017

لقطة من فيلم saving private rayan وأخرى من فيلم Hacksaw ridge

بدايةً من يقارن تحفة فنية كفيلم "Saving Private Ryan" بفيلم كفيلم "Hacksaw Ridge" فعليه أن يراجع نفسه مرةً أخرى، ويعلن توبته عن هذا الخطأ الشنيع، وأنصحه أن يعيد مشاهدة فيلم سبيلبرغ العظيم مرة أخرى.

واحد من أكثر الأفلام التي انتظرها الجميع، وتوقعت منه ملحمة حربية كبيرة، لكن ما وجدته هو فيلم متوسط المستوى بل يكاد يكون رديئًا في بعض لقطاته.

فيلم Hacksaw ridge واحد من أكثر الأفلام التي انتظرها الجميع، وتوقعت منه ملحمة حربية كبيرة، لكن ما وجدته هو فيلم متوسط المستوى

ميل جيبسون مخرج الفيلم أراد لفيلمه أن يكون عدائيًا مليئًا بالدماء ومشاهد الحرب العنيفة، لكن ما حدث أن بعض هذه المشاهد كان مبالغًا أو مضحكًا بشكل كبير.

ملحوظة صغيرة للسيد ميل جيبسون، الناس لا يقومون بلعب الكرة بالقنابل كما فعل "أندرو جارفيلد" في نهاية الفيلم، في مشهد أصابني بالضحك.

اقرأ/ي أيضًا: ختام مهرجان برلين الـ67.. ما الأفلام الفائزة؟

وملحوظة أخرى أيضًا، هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها جنديًا في فيلم يأخذ نصف جثة ويجري بها ليحمي نفسه وهو يطلق النار في مشهد أشبه بألعاب الفيديو. جنون مخرج الفيلم بالمشاهد العنيفة جعل الفيلم أشبه بألعاب الفيديو، مجرد دماء وأفعال مصطنعة.

الشيء الثاني هو ضعف الجانب الإنساني في الفيلم، ربما لم يكن هذا الجزء جيدًا سوى في شخصية "ديزموند دوس" الذي يقوم بدوره "أندرو جارفيلد"، وشخصية والده الذي يقوم بدوره "هوجو ويفنج"، وهو بالمناسبة أفضل أداء تمثيلي في الفيلم مع "أندرو جارفيلد".

البعد الإنساني للشخصيتين كان جيدًا بشكل كبير، وجعلنا نتعاطف معهما ونرى فيهما شخصيتين مكتوبتين بشكل جيد مع أبعاد واضحة، ولكن في النهاية لم تتخط الشخصيتان في كتابتهما مرحلة الجيد، أما باقي شخصيات الفيلم فكانت عادية، بل في بعض الأحيان مبالغ فيها، وسيئة جدًا، كشخصية "سيرجنت هويل"، الذي قام بدوره "فينث فوجان" بمبالغة في أداء الدور، وصراخ غير مبرر، وعدم تمكن من الدور، وتقليد واضح لفيلم "full metal jacket" ستانلي كوبريك.

الكتابة بشكل عام لم تكن مبهرة، البناء الدرامي ضعيف للغاية، قارن مثلًا بين فيلم "saving private rayan" وهذا الفيلم، سترى في فيلم سبيلبرج بناء قوي للشخصيات، ومشاهد مبتكرة تظل عالقة في ذهنك، كمشهد الجندي الألماني وهو يحفر قبره ويحاول أن يستمر لأكبر فترة ممكنة في حفر التراب لأنه يعرف أنه سيدفن فيه فيحاول أن يعيش دقائق إضافية ثم يهذي بكلمات عن حبه لأمريكا ويلعن هتلر ويتخلى عن كل مبادئه فقط ليتمسك بالحياة. فيقرر الكابتن "ميلر" الذي يقوم بدوره توم هانكس إطلاق سراحه وتركه ليعود.

هذا الجندي في نهاية الفيلم، يشارك مع الجيش الألماني، ويطلق النار على الكابتن ميلر ويقتله، فرحمتك ورأفتك بالبعض ربما تقتلك في نهاية الأمر، هذا هو الجانب الإنساني الذي افتقده جيبسون تمامًا في فيلم "Hacksaw ridge" وحتى عندما حاول أن يصوره خرج لنا بشكل ضعيف.

اقرأ/ي أيضًا: أوسكار أفضل فيلم أجنبي (1990-2016) لمن ذهبت؟

وبما أن البعض قارن بين الفيلمين، وهي مقارنة ظالمة بالطبع ففيلم "saving private rayan" صور لنا الحرب كمأساة، وأوضح لنا بشاعة الحرب وما تخلفه في نفوس الجنود والتأثيرات النفسية التي تحدث بسببها، وكيف أن هناك أشخاصًا لا ذنب لهم في شيء يلقون في الحرب فيقتلون أو يدمرون نفسيًا.

صور لنا الفيلم كل هذا بشكل درامي جميل، مع مشاهد حربية عظيمة وكتابة متزنة وقوية للغاية، وإخراج ممتع من ستيفن سبيلبرج، أما فيلم "Hack saw ridge" فلم يكن الجزء الأكبر منه سوى تمجيد في جنود الجيش الأمريكي وتصويرهم على أنهم جنود من السماء يضحون من أجل بعضهم البعض ولا يهابون الموت.

حاول فيلم Hacksaw ridge في أحيان كثيرة إضفاء ملحمية كاذبة على المشاهد والأحداث، وخصوصًا في آخر أجزائه، وهو ما دمر الفيلم

وقد حاول الفيلم في أحيان كثيرة إضفاء ملحمية كاذبة على المشاهد والأحداث، وخصوصًا آخر أجزاء الفيلم، وهي ما دمرت الفيلم بالمناسبة. فالفيلم حتى نصفه تقريبًا لم يكن بهذا السوء، ولكن بصمة ميل جيبسون، وحبه للعنف المبالغ فيه، جعل الفيلم يظهر بهذا الشكل الساذج.

في العموم هو فيلم عادي أو أقل. ولكن هناك مبالغة شديدة في الاحتفاء به. وترشحه لـ6 جوائز أوسكار أهمها جائزة أفضل فيلم هو شيء صادم. ولكنه فصل آخر في الاعتبارات السياسية التي تتدخل في اختيارات الأوسكار كثيرًا.

يذكرني هذا الموقف بفيلم "American sniper"، أيضًا واحد من أكثر الأفلام التي كان الاحتفاء بها مبالغًا، وترشح وقتها لجائزة أفضل فيلم، وأفضل ممثل لبرادلي كوبر، فقط لأنه يمجد واحدًا من جنود الجيش الأمريكي، بالرغم من المغالطات التاريخية الكثيرة الموجودة فيه وكونه فيلمًا عاديًا تمامًا.

اقرأ/ي أيضًا:
فيلم "Silence": هل يستحق المشاهدة؟
نسخة جديدة من فيلم "سكارفيس" يخرجها الأخوان كوين